معرض المنتجات العمانية في إثيوبيا يشهد توقيع ثلاث اتفاقيات عقود ووكالات تجارية

مؤشر الثلاثاء ١٢/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
معرض المنتجات العمانية في إثيوبيا يشهد توقيع ثلاث اتفاقيات عقود ووكالات تجارية

أديس ابابا - محمود بن سعيد العوفي

شهد معرض المنتجات العمانية "اوبكس 2016" الذي انطلق امس في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بمشاركة أكثر ١٠٠ شركة عمانية، برعاية وزير الدولة للتجارة بجمهورية إثيوبيا معالي يعقوب يالا، بحضور وزير التجارة والصناعة معالي د. علي بن مسعود السنيدي، التوقيع على العديد من عقود التعاون والوكالات التجارية فيما بين الشركات العمانية ونظيراتها من الشركات الأثيوبية المشاركة ما يفتح بوابة واعدة للتعاون بين الشركات في كلا البلدين خلال المرحلة المقبلة.
ويتوقع ان تشهد الأيام المقبلة خلال اقامة المعرض الذي يستمر حتى 14 من الشهر الجاري التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تعاون جديدة.

رئيس إثيوبيا يستقبل السنيدي

وعلى هامش افتتاح المعرض أستقبل فخامة الرئيس الأثيوبي مولاتو تيشومي أمس وزير التجارة والصناعة معالي د. علي بن مسعود السنيدي وذلك في قصر " اليوبيل" بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
تم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وفي مقدمتها المجالات التجارية والاستثمارية وتبادل الزيارات والخبرات.

٨٠ مليون دولار حجم التجارة الغير مباشرة

وكان وزير التجارة والصناعة معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي قد القى كلمة خلال حفل افتتاح المعرض أكد فيها على العلاقات الاقتصادية بين السلطنة واثيوبيا التي تتطلع أن تشهد تطورا ملموسا.
وقال معاليه أن حجم التبادل التجاري بين السلطنة واثيوبيا أقل من التوقعات لذلك نحن اليوم في إثيوبيا لفتح آفاق واسعة أمام العلاقات التجارية بين البلدين مشيرا إلى أن قيمة التجارة الغير مباشرة بين البلدين لا تزيد عن 80 مليون دولار فقط، وأن معرض المنتجات العمانية يعد فرصة مهمة لزيادة التصدير للمنتجات العمانية في مختلف المجالات كالمواد الغذائية والصناعات البلاستيكية والبتروكيماويات وغيرها من المنتجات التي نتطلع أن تحظى باهتمام في السوق الأفريقي والاثيوبي.
وأكد معاليه على أهمية اجتماعات رجال الاعمال العمانيون الأثيوبيون التي ستعقد على هامش معرض المنتجات العمانية.
وأشاد معاليه بالجهود التي بذلت لتنظيم هذا المعرض والقائمين عليه من الجهات المنظمة.

جهود كبيرة
واكد وزير الدولة للتجارة بجمهورية اثيوبيا معالي يعقوب يالا، راعي حفل افتتاح المعرض على أن اللجنة المنظمة لمعرض أوبكس قامت بجهود كبيرة لإخراج المعرض بهذه الصورة الجميلة، مضيفاً " أتقدم بالشكر لحكومة السلطنة على اختياراها لأثيوبيا لتكون الوجهة الأولى لمعرض أوبكس خارج منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن " الاقتصاد الأثيوبي يعد من أسرع الاقتصاديات نمواً في المنطقة، حيث أن متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي لأثيوبيا يبلغ 11% سنويا وهذا بفضل الجهود الكبير التي تبذلها الحكومة الأثيوبية وغرفة تجارة وصناعة أثيوبيا، وأضاف يعقوب يالا : " منذ تأسيس العلاقة الدبلوماسية الرسمية بين عمان وإثيوبيا في العام 1995، كانت كل من البلدين تتمتعان بعلاقات قوية تنمو باستمرار في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، ونأمل أن يحقق هذا المعرض المزيد من العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وأن تخرج اللقاءات الثنائية بين المستثمرين من الجانبين بنتائج إيجابية.

دولة غنية بالفرص
وكان نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، رئيس اللجنة المنظمة لمعارض "أوبكس" أيمن بن عبدالله الحسني قد قال في كلمته أن اللجنة المنظمة للمعرض، والتي تتكون من الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء"، وغرفة تجارة وصناعة عُمان والمُؤسسة العامة للمناطق الصناعية، تتشرف بأن تكون العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أول وجهة لها في القارة الإفريقية، وذلك إيمانا من اللجنة المنظمة بأهمية هذه المدينة في القارة الإفريقية كونها من المدن الغنية جداً بالفرص، وتطمح اللجنة بأن يخرج المعرض بجملة من النتائج الإيجابية التي ستسهم في تعزيز القطاعات الصناعية وتوطيد الشراكات مع مختلف المؤسسات الإقليمية والعالمية، كما تسعى اللجنة أن يكون للمعرض دور محوري في تحفيز حركة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، الأمر الذي سيثمر في تنمية أعمال الشركات المحلية وتوسيع تجارتها إلى مُختلف الأسواق الإقليمية والعالمية وبالتالي رفد اقتصاد البلدين بعوائد إيجابية مضاعفة، وأضاف الحسني : تشارك في المعرض الذي يستمر حتى ١٤ من الشهر الجاري أكثر من ١٠٠ شركة عمانية تمثل قطاعات صناعية وتجارية مختلفة في مجال الثروات الطبيعية والمعادن والمنتجات الخشبية والمُنتجات التصنيعية والأثاث والمواد الغذائية والطبية والصيدلانية والأسمدة والمُعدات البلاستيكية والمعدنية والعطور والجلديات والخدمات اللوجستية إلى جانب مشاركة عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، مشيرا الحسني إلى أن أثيوبيا تعد من الأسواق الرائدة والمفتوحة لتقبل المنتجات العمانية، إلى جانب أن نسبة السكان في هذه القارة الغنية بخيراتها مرتفعة جداً وتعد من القارات سريعة النمو، حيث يعد هذا المعرض إحدى الخطوات المهمة لترويج المنتج العُماني بالقارة الإفريقية والعالم.

إقبال كبير ومشاركة واسعة
ويتوقع أن يشهد المعرض إقبالا كبيرا للمشاركة الواسعة للشركات العمانية ونظير ما يتمتع به السوق الأثيوبي من انفتاح على العديد من الأسواق العالمية وتحديدا الأسواق الإفريقية هذا بجانب قدرة السوق على استيعاب المنتجات العمانية مستفيدا من النشاط التجاري والنمو السكاني والحركة العمرانية التي تشهدها أثيوبيا. وأكد الحسني أن اللجنة المنظمة لمعرض أوبكس أستندت في اختيارها لمدينة أديس أبابا لتكون المحطة الحالية للمعرض بناء على دراسة السوق الأثيوبية التي أوضحت وجود فرص لتصدير المنتجات العمانية لأثيوبيا، ورغبة المصدرين العمانيين في استكشاف هذه الفرص، حيث قامت "إثراء"– وهي إحدى الجهات الثلاث التي تتكون منها - بتنفيذ دراسة تسويقية في السوق الأثيوبية وتوفير معلومات شاملة عن السوق لتقديمها للمصدرين العمانيين وتحديد المستوردين للمنتجات العمانية الواعدة فيالسوق الأثيوبي، وأشارت الدراسة أنه بالنظر إلىحجم السوق الأثيوبية وأهميتها النسبية، فإنه توجد فرص كثيرة يمكن للمصدرين العمانيين استغلالها، لا سيما أن أثيوبيا تعد من الأسواق التى حققت نمواً اقتصادياً مطرداً خلال السنوات السابقة ، إلى جانب أن قاعدة المستهلكين الكبيرة حيث يفوق عد سكانها عن 90 مليون نسمة.

استثمار الفرص
في المقابل قال رئيس غرفة تجارة وصناعة اثيوبيا سالمون أفروك ان المرحلة المقبلة من العلاقات الاقتصادية فيما بين السلطنة واثيوبيا تتطلب رعاية واهتمام أكبر يتمثل في بحث مجالات التعاون فيما بين البلدين واستثمار الفرص المتاحة خاصة في القطاعات الحيوية للوجستية والصناعية والثروة الحيوانية والزراعية.
ونوه رئيس الغرفة بأهمية تنظيم المعارض المشتركة وتبادل الخبرات والزيارات فيما بين المسؤولين ورجال الأعمال بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأشاد في كلمته بتنظيم معرض "أوبكس ٢٠١٦" وقال أن مثل هذا المعارض فرصة للقاء بين رجال الاعمال في كلا البلدين مشيدا بالنمو والتطور الذي يشهده الاقتصاد العماني على كافة المستويات.
ودعا رئيس غرفة تجارة أثيوبيا الجميع الاستفادة من المعرض والتعرف عن قرب للصناعات العمانية والعمل على عقد وكالات وشركات تجارية فيما بين رجال الأعمال في كلا البلدين.

استغلال الفرص
في الاثناء قال رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمانسعادة سعيد بن صالح الكيومي أن نحن فخورون جدا بعلامة اوبكس بعلامة تجارية لترويج المنتج العماني لقد قطع مشوار جيدا وفي كل مرة يشهد تطورا وتوسعا، ومن خلاله وصل المنتج العماني إلى كثير من الأسواق المهمة بناء على دراسات وأفكار مشتركة بين المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص.
وقال إن إثيوبيا سوقا واعدا ونحن مهتمون بالسوق الأفريقي بشكل عام واثيوبيا واحدة من هذه الأسواق ونحن ملتفتون بهذه القارة الواعدة. وتحتاج الكثير من المنتجات ولذلك على رجال الأعمال استغلال هذه الفرص.. مشيرا إلى ان المعرض المقبل سيكون في الرياض ولكنني أرى اقامته في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ودعا سعادته إلى فتح سفارات بين البلدين الامر الذي سيخدم ويعزز التعاون الاقتصادي في كافة المجالات.

استفادة ومشاركة جيدة
قال الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية هلال الحسني ان معرض المنتجات في اثيوبيا يعتبر من المعارض المهمة والذي يقام لاول مرة خارج نطاق دول مجلس التعاون مؤكدا ان السوق الأثيوبي يعتبر من الأسواق الواعدة والأكثر نموا على مستوى القارة الافريقية أملا ان تستفيد المصانع العمانية من مشاركتها في هذا المعرض بما يفتح ايضا مجال للدخول لاسواق افريقية جديدة.
وقال: المعرض يحظى بمشاركة جيدة من قبل الشركات والمصانع العمانية وهو دليل على أهتمام مصانعا بالتواجد بمثل هذه المعارض الهامة التي تمثل فرصة لمصانعنا البحث عن أسواق جديد وواعدة.
واضاف ان تنظيم مثل هذه المعارض تسبقه دراسات حول هذه الاسواق وحاجتها من السلع والبضائع المتنوعة.
وأكد ان الصناعيين هم شركاء معنا وبالتالي مثل هذه المعرض من شأنها رفع حجم الصادرات العمانية وهذا يعزز من قدراتها وامكانياتها ونحن مستمرون لدعمها وتشجيعها.

اتفاقيات ولقاءات ثنائية
وشهد يوم الافتتاح توقيع (3) اتفاقيات تعاون بين الجانبين العماني والأثيوبي، ففي الاتفاقية الأولى وقّعت شركة المدينة اللوجستية مذكرة تفاهم مع شركة بيكما للخدمات اللوجستية والنقل، وذلك بهدف تقديم خدمات التخليص والشحن وتسهيل التبادل التجاري بين السلطنة وأثيوبيا، حيث تنص المذكرة على تقديم خدمات متخصصة في مجال التخليص والنقل، وتشمل النقل الجوي والبحري والتخليص الجمركي، وتبادل الخبرات في مجال الموانئ البرية والتوزيع، بما يعزز العلاقات التجارية بين البلدين، وأيضا القيام باستلام الحمولات والشحنات الواردة في مستندات الشحن (البيان الجمركي وفواتير الشحن وغيرها) عند صدورها على أساس الاستلام بواسطة الطرف الآخر، إلى جانب تقديم الإجراءات المتعلقة بالمناولة بموجب الممارسات المعتادة للتخليص والنقل ومعايير اتحاد النقل الجوي (اياتا) والمعايير الدولية للنقل البحري، بالإضافة إلى القيام بتسويق الخدمات التجارية للحصول على عملاء لشحن البضاعة لأصحاب الأعمال والشركات من وإلى منطقة الطرف الآخر، وقد وقع الاتفاقية محمود بن سخي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة المدينة اللوجستية، وبيلي تيكا بيبجنا، الرئيس التنفيذي لشركة بيكما للخدمات اللوجستية والنقل.

الاتفاقية الثانية
أما الاتفاقية الثانية فتم توقيعها بين سعيد بن عبدالله الصقري الرئيس التنفيذي لشركة نوافذ 2000 ، والمستثمر دانييل برهان من جمهورية أثيوبيا ، وذلك لإنشاء مصنع في أثيوبيا لخدمة السوق المحلي وكذلك أسواق الدول المجاورة، وكذلك جلب الخبرات للسلطنة في الجوانب المتعلقة بصناعة النوافذ وأيضا توسيع عمل الشركة التي تأسست في العام 1997 وكانت البداية بسيطة عبارة عن مواد تستعمل في صناعة النوافذ وقد تطورت الشركة وأصبح اسمها معروفاً في السوق المحلي والخارجي.

الاتفاقية الثالثة
في حين كانت الاتفاقية الثالثة بين شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها ش.م.ع.ع ومجموعة المين الأثيوبية وذلك بهدف توزيع واستيراد معظم أنواع الزيوت التي تقوم شركة أريج بإنتاجها في السلطنة والتركيز على العلامات التجارية المرموقة في السلطنة ودول الخليج، وقع الاتفاقيةالمهندس سالم بن ناصر البرطماني المدير التنفيذي لشركة أريج للزيوت النباتية، والمهندس كاليب دانيال المدير التنفيذي لمجموعة المين الأثيوبية. كما شهد عقد الكثير من اللقاءات الثنائية بين أصحاب الشركات العمانية المتواجدين في المعرض واصحاب الأعمال والمستثمرين الأثيوبيين، تم من خلالها بحث إمكانية الشراكة والتعاون التجاري، وفرص الاستثمار والبدء بالأعمال في البلدين الصديقين.

علاقات بين البلدين في تطور
يشار إلى أن التعاون التجاري بين البلدين يشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الفائتة حيث ارتفع إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين من 6. 2 مليون دولار أمريكي في العام 2004 إلى 5. 24 مليون دولار أمريكي في العام 2014. وحصل المستثمرين العمانيين على رخص لإقامة 3 مشاريع في إثيوبيا خلال الفترة من 1992 إلى 2014 برأس مال بلغ 2. 3 مليون دولار أمريكي كما أقام المستثمرون العمانيون شراكات مع عدد من المستثمرين الإثيوبيين والسودانيين برأس مال بلغ 840 الف دولار أمريكي .
واكدت الاحصائيات ان السلطنة تستورد من إثيوبيا منتجات قيمتها مليوني دولار أمريكي والمتمثلة في الورود والفواكه والخضروات فيما تصدر السلطنة منتجات إلى إثيوبيا بقيمة 37 مليون دولار أمريكي والمتمثلة في منتجات الحديد والبروبلين وبعض المنتجات البلاستيكية.