دراسة حقلية: جهود لصون الوعل النوبي

بلادنا الأربعاء ١٥/يوليو/٢٠٢٠ ١٨:٢١ م
دراسة حقلية: جهود لصون الوعل النوبي

مسقط - الشبيبة

ضمن جهود مكتب حفظ البيئة في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالمحميات الطبيعية ومناطق انتشار الكائنات الحية البرية النادرة المهددة بالانقراض، قام الفريق البحثي بالمكتب بتنفيذ دراسة حقلية حول انتشار الوعل النوبي بمنطقة منخفض الحقف في محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

أكد أخصائي الحياة البرية بالمكتب والمشرف على الفريق البحثي في دراسات الوعل النوبي جناب السيد تيمور بن عبدالله آل سعيد: أن الوعل النوبي هو ماعز جبلي ضمن المجترات الكبيرة التي تستوطن بالسلطنة وبعض مناطق دول الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، ويعتبر أحد الأصناف التي تندر مشاهدتها في البيئة البرية العمانية.

**media[1137061,1137062]**

حيث يصنف بأنه معرض لخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وغيرها من التهديدات المحدقة بموائلها الطبيعية. وتتميز الذكور بأن لها لحى طويلة وداكنة، وتحتوي الأرجل على علامات بيضاء منتشرة حولها. ويعتبر الوعل النوبي أحد أبرز ثروات الحياة البرية العمانية فقد جاب نطاق البيئة الجبلية منذ قرون عدة إلا أن أعداده محدودة في جبال السلطنة. كما أن الوعل النوبي عادة ما ينتشر على شكل تجمعات صغيرة أو قطعان متناثرة لا تتعدى (10-20) رأس.

وفي عمان توجد أكبر تجمعات للوعل النوبي في سلاسل محافظة ظفار وفي الحزام الجبلي للمنحدرات الشرقية بمنخفض الحقف بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

وحول أهداف الدراسة البيئية العلمية المتخصصة التي ينفذها مكتب حفظ البيئة قال تيمور آل سعيد: بعد اعتماد تصنيف حالة الوعل النوبي في عام 2008 ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) قام مكتب حفظ البيئة في عام 2015 بجهود كبيرة لصون الوعل النوبي بمحمية الكائنات الحية والفطرية. وتم اطلاق مشروع موسع ومعمق لدراسة حيوان الوعل النوبي بالسلطنة وبشراكة ودعم من شركة تنمية نفط عمان. وكذلك دراسة طبيعة مناطق انتشاره لتحقيق عدة أهداف ذات بعد استراتيجي بعيدة المدى، أبرزها:

1-معرفة نطاق الانتشار والتوزيع الجغرافي وكثافة أعداد حيوان الوعل النوبي ومدى قدرته في التكيف على البيئات التي يوجد بها.
2-تحديد العلاقة بين هذا النوع من الوعول الموجودة في السلطنة ومدى ارتباطها بأنواع الوعول الاخرى في العالم من خلال الدراسات الجينية.
3-وضع التوصيات التي من شأنها حماية القطعان المتبقية في براري السلطنة.
4-تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال دراسة الظباء الماعزية خاصة الوعل النوبي.

وأوضح تيمور آل سعيد على أن آليات تنفيذ الدراسة البحثية تضمنت نصب كاميرات فخية لتحديد نطاق مناطق الانتشار وتقييم البيئات وتحليل الوضع البيئي والبيولوجي وتحليل النظام الايكولوجي (الغذائي) للوعل. وفي اطار خطة الدراسة المنفذة فقد تم الإمساك بعدد من حيوان الوعل النوبي وتثبيت أطواق التعقب لها بواسطة الأقمار الإصطناعية للتعرف على مسارات حركته، وتتبع أنماطه المعيشية، إضافة إلى سلوك تغذيته. وفي جوانب استكمال الدراسات البحثية بصورة معمقة تم أخذ عينات دم وأنسجة مختلفة لهذا النوع النادر من الحيوانات وذلك لدراسة التنوع الجيني لأغراض وتصنيف النوع عملية وصحية. حيث أشارت النتائج العملية الأولية إلى ندرة الوعل النوبي في مناطق انتشاره وموائله الطبيعية. إضافة إلى ذلك سيتم تركيب أعداد أخرى من اطواق التتبع في مرحلة لاحقة من أجل استكمال الدراسات المختبرية التي ينفذها المكتب.

وأضاف: توضح صورة الخريطة المرفقة أنه تم تركيب الكاميرات الفخيه التي تظهر باللون الأخضر بشكل منظم في منطقة الدراسة التي تبلغ مساحتها 5400 كيلومتر تقريبًا. وقد قام فريق البحث بتركيب عدد من الكاميرات في كل مربع (5×5 كيلومتر مربع) وذلك للتأكد من أخذ البيانات من كل موقع. الجدير بالذكر أن اطواق التتبع عبر الأقمار الصناعية تعمل بصورة مباشرة ويتم مراقبتها من قبل فريق العمل.

**media[1137059]**

وأشار تيمور آل سعيد إلى أنه من الأهداف الرئيسية وفي اطار خطة تطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال يتم تنفيذ خطة الدراسات البحثية (الماجستير والدكتوراه) المتعلقة بالدراسة الجينية (الجينيوم) للوعل النوبي بالمملكة المتحدة وتشمل تأهيل عدد من التخصصيين البيئيين في هذا المجال. وما يتم التوصل إليه من نتائج علمية لهذه الدراسة يمكن الوصول إلى نتيجة لمعرفة مدى العلاقة بين الوعول النوبية العمانية وبين الوعول النوبية في السعودية والأردن.

وأخيرا أكد على أن مكتب حفظ البيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ملتزمون بمواصلة الجهود الحثيثة لحماية وصون الحياة الفطرية والكائنات الحية النادرة المعرضة لخطر الانقراض بالسلطنة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع البيئية العلمية المختبرية والحقلية المتخصصة.