مساعدة كبار السن في القاهرة

مزاج الثلاثاء ٢٣/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:٤٥ م
مساعدة كبار السن في القاهرة

في وقت ليس ببعيد من الآن كان بإمكان أي شخص أن يقود سيارته ويذهب لشراء البقالة وزيارة والديه دون قلق. أصبحت هذه الأمور المعتادة تبدو وكأنها من الماضي البعيد وسيظل الوضع كذلك حتى يجري التوصل إلى حل نهائي ودائم لأزمة جائحة كوفيد-19. في الوقت الحالي، يستجيب المواطنون الملتزمون لنصائح التباعد الاجتماعي طوال الوقت، وخاصةً مع الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس الفتاك وهم كبار السن والأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية مزمنة.

ولكن بينما يتوخى الناس الحذر ويعزلون أنفسهم عن أحبائهم، فإن مشكلة أخرى تطرح نفسها وهي: كيفية التأكد من حصول ذويهم كبار السن على ما يحتاجون إليه. إذ لا يمكنهم تأجيل مواعيد تناول الطعام أو الأدوية حتى إشعار آخر، وكان أفضل ما يمكن فعله هو أن يترك الأبناء احتياجات آبائهم عند عتبة الباب، ولكن ماذا لو كان الأبناء يعيشون في بلد آخر ولا يمكنهم العودة نظراً لتوقف معظم رحلات الطيران؟ ناهيك بأن آخر شيء يريدونه هو أن يخرج آباؤهم للتسوق وشراء احتياجاتهم وتعريض أنفسهم لمخاطر هائلة.

كانت هذه هي المشكلة التي تواجه أنس نجيب، وهو مهندس برمجيات مصري وشريك مؤسس في شركة نيوتك NioTek وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا تقدم حلول الثورة الصناعية الرابعة. وعندما بدأ إغلاق المطارات في جميع أنحاء العالم منتصف مارس الماضي، كان نجيب في رحلة عمل إلى السعودية ولم يتمكن من العودة إلى القاهرة. كان همه الأساسي هو التأكد من حصول والديّه المسنيّن على احتياجاتهم دون تعريض أنفسهم للخطر.

وبعد أن اكتشف طريقة للعودة إلى مصر بأعجوبة، سرعان ما علم نجيب أن الكثير من المحيطين به كانوا يشاركونه الهم ذاته بشأن آبائهم، وخاصةً أولئك الذين يعيشون خارج مصر. ومن هنا جاءت لنجيب فكرة "سند"، وهو تطبيق يربط كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بمتطوعين في منطقتهم.

وقال نجيب: "طوَّرنا التطبيق بشكل كامل في أقل من شهر، 25 يوماً بالتمام والكمال. كان الكثير من الشباب بحاجة إلى عمل تطوعي، ويمكن لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من المساعدة في مثل هذه الأوقات العصيبة. لذلك توصلنا إلى فكرة هذه المنصة لربطهم بالمتطوعين وتسهيل الأمر عليهم".

وبينما كان نجيب وفريقه يعملون على تطوير التطبيق في أقصر وقت ممكن، صادفتهم مسابقة نظمتها شبكة The Cairo Angels، وهي شبكة بارزة في الاستثمار. كانت الفكرة هي تمويل المشروع بأكبر إمكانات ممكنة لمساعدة المصريين خلال جائحة كوفيد-19 بمبلغ قدره 100 ألف جنيه مصري (6 آلاف دولار أمريكي). حصل تطبيق سند على الجائزة؛ مما مهد الطريق للفريق لمواصلة تطوير المنصة التي من شأنها أن تنقذ حياة بعض الأشخاص.

كيفية عمل التطبيق
ونظراً لأنهم يدركون جيداً أن معظم كبار السن ليسوا مهتمين بالتقنيات الجديدة، حرص نجيب وفريقه على جعل تطبيق سند سهل الاستخدام قدر الإمكان.
وأوضح نجيب قائلاً: "إنه تطبيق بسيط للغاية يعتمد على الملاحظات الصوتية لمساعدة كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدامه بسهولة. هناك خياران للطلبات: البقالة والأدوية أو الطلبات الطارئة. لا نشارك أرقام الاتصال الخاصة بأي من الطرفين، لكن نوفر لهما بدلاً من ذلك نافذة دردشة مشابهة لواجهة تطبيق واتساب لتبدو مألوفة حتى يتمكنوا من التواصل وتأكيد الطلب، بل وإرسال صور للمنتجات التي يريدونها تحديداً بعد تقديم الطلب وقبوله من المتطوع".

التحديات
قال نجيب: "كان أحد أكبر العوائق التي واجهتنا حتى الآن هو بناء شبكة المتطوعين. لدينا 50 متطوعاً في مجالات مختلفة حتى الآن، لكننا لا يمكننا إطلاق خدمات في أي مجال إلا عندما يكون لدينا 10 إلى 15 متطوعاً على الأقل حتى يمكننا تغطية الطلبات في هذا المجال".

ولتحقيق هذا الهدف، أجرى نجيب مفاوضات مع عدد من الشركاء المحتملين لتصميم آلية مكافآت على أساس الرصيد للمتطوعين، أي كلما زاد عدد الساعات التي يعملونها زاد الرصيد الذين يجمعونه والذي يمكنهم استبداله لاحقاً بخصومات وعروض ترويجية لخدمات ومنتجات أخرى.