دراسة أكاديمية بالسلطنة: الأمراض المزمنة تسرع بالوفاة.. والعدد الأكبر من مصابي كورونا وافدون

بلادنا الاثنين ١٥/يونيو/٢٠٢٠ ٢٢:٤٩ م
دراسة أكاديمية بالسلطنة: الأمراض المزمنة تسرع بالوفاة.. والعدد الأكبر من مصابي كورونا وافدون

مسقط- الشبيبة

كشفت دراسة أكاديمية جديدة نشرها مجموعة من الباحثين العاملين في السلطنة أن الحالات الصحية طويلة الأمد مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم لدى مرضى فيروس كورونا المنومين في المستشفيات في السلطنة تؤدي إلى زيادة فرص حدوث الوفاة.

جاءت الدراسة تحت عنوان "السمات والنتائج السريرية لأول 63 مريضا بفيروس كورونا تم تنويمهم: تجربة من عمان"، وقامت بتحليل الحالة الصحية لمرضى من اثنين من مستشفيات السلطنة – المستشفى السلطاني ومستشفى النهضة – آخذة بعين الاعتبار أي حالات صحية سابقة لديهم.

وأظهرت الدراسة أن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم كانا من أكثر الأمراض المصاحبة شيوعا، يليهما اضطرابات القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى المزمنة. وكانت الفئة العمرية للمرضى الذين تم تنويمهم بالفيروس هي من 22 إلى 87 عاما.

ذكرت الدراسة: "شملت الدراسة 63 مريضا منوما في المستشفيات كحالات مؤكدة مصابة بفيروس كورونا، منهم 34 حالة (54%) في المستشفى السلطاني و 29 حالة (46%) في مستشفى النهضة، وكان 53 من العدد الإجمالي (84%) ذكور و 29 من العدد الإجمالي (46%) مواطنين عمانيين".

وأضافت: "ما يقرب من 78% من المرضى (49 حالة) موظفون، سواء بدوام كامل أو دوام جزئي أو يعملون لحسابهم الخاص. وكان لدى 13% منهم (8 حالات) تاريخ من السفر إلى بلد به انتشار محلي لفيروس كورونا، و 22% (14 حالة) لهم اتصال بمريض كورونا معروف، ومعظم هذه الحالات من خلال الاتصال الأسري".

وجاء في الدراسة: "والعدد الباقي من المرضى، أي حوالي الثلثين، كان لديهم نمط غير معروف من العدوى. فقد كان لدى 51% من المرضى (32 حالة) مرضا واحدا مصاحبا على الأقل، مع مرض السكري (32%، 20 حالة) وارتفاع ضغط الدم (32%، 20 حالة)، باعتبارهما الأمراض المصاحبة الأكثر شيوعا، يليهما أمراض القلب وأمراض الكلى المزمنة (12.8%، 8 حالات). وقد تم تنويم ما مجموعه 24 مريضا في هذه الدراسة بوحدة العناية المركزة كجزء من عملية العلاج من فيروس كورونا".

شارك في إعداد هذه الدراسة 12 متخصصا وباحثا طبيا في سلطنة عمان، هم: فريال خميس وحمد النعماني ونيناد بانداك وماهر البحراني وزكريا البلوشي وهدى الخليلية وعيسى السالمي من المستشفى السلطاني. ومن كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس شارك إبراهيم الزكواني، وشارك سلطان اللواتي ورويدا السالمية من مستشفى النهضة، وصلاح العويدي من وزارة الصحة ومنى باعمر ممثلة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية.

قال الباحثون في تقريرهم: "وقد ارتبط ارتفاع معدل الوفاة لدى مرضى فيروس كورونا المنومين في وحدات العناية المركزة على أجهزة التنفس الصناعي بكبار السن وذوي نسبة الصفراء المرتفعة وانخفاض نسبة الكالسيوم".

ومن بين المرضى غير العمانيين الذين شملتهم الدراسة، كان هناك 14 من الهند و 10 من بنجلاديش و خمسة من باكستان و اثنان من لبنان وواحد من أيرلندا وواحد من السودان وواحد من بريطانيا. وكان المرضى الذين شملتهم هذه الدراسة قد سافروا إلى ثماني دول خارجية إجمالا، منها إندونيسيا وباكستان والمملكة العربية السعودية وتركيا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم علاج جميع المرضى باستثناء اثنين منهم بعقار الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين.

وأضاف الباحثون في تقريرهم: "غالبية مرضانا كانوا من الرجال في منتصف العمر وليس لديهم تاريخ سفر أو اتصال مع مرضى بفيروس كورونا. وقد جاءت هيمنة عدد الذكور على المرضى متسقة مع عدد من الدراسات التي افترضت أن الصبغ الجيني الوراثي الذكوري X يحتوي على كثافة عالية من الجينات المرتبطة بالمناعة والعناصر التنظيمية التي تشارك على نطاق واسع في كل من المناعة الفطرية والتكيفية".

"ولكن في دراستنا ربما يكون هذا مرتبطا بأنماط الحياة المختلفة بين الرجال والنساء، وبخاصة بين الرجال الذين هم في الأغلب عمال وافدون. وبالمقارنة مع دراسات أخرى منشورة، أوضحت هذه الدراسة أن الوافدين يشكلون العدد الأكبر من حالات كورونا المسجلة. ولا توجد مثل هذه الفوارق في دول أخرى خارج دول مجلس التعاون الخليجي".
"هناك عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بفيروس كورونا بين هؤلاء السكان، منها مستويات المعيشة السيئة والاكتظاظ السكاني حيث يعيشون في الأغلب في المدن الكبيرة، ونقص الوعي بأعراض فيروس كورونا وإجراءات الوقاية العامة بسبب عوائق اللغة والتأخر في الذهاب إلى المؤسسات الصحية، مما يتيح فرصة أكبر لانتشار المرض وانتقاله للآخرين، خاصة خلال المرحلة التي لا تصاحبها أعراض. يجب أن تكون هناك استراتيجيات للتعامل مع هذه الفئة من السكان الوافدين".