الجمعية العمانية للكتاب والأدباء .. تطلعات وآمال

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١١/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٨ ص
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء .. تطلعات وآمال

ناصر اليحمدي

بحضور ثقافي وأدبي واسع فازت قائمة "تواصل" بالدورة الجديدة لرئاسة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بعد منافسة شرسة وشفافة مع قائمة "جسور" التي خرجت من الانتخابات بشرف وبفارق لا يتجاوز سبعة أصوات لتقود قائمة "تواصل" برئاسة المهندس والشاعر سعيد الصقلاوي ونائبه صالح بن عبد الله البلوشي دفة الجمعية السنتين القادمتين والتي نتمنى أن تكون هذه القائمة إضافة جديدة لمسيرة الجمعية ويتحقق على يديها نهضة ثقافية وأدبية وأن ترتقي بمستوى الأديب العماني وأن تحل جميع مشاكله.
ما لم يعجبني في هذه الانتخابات هو عدم تقبل مناصري قائمة "جسور" للخسارة عندما أطلقوا العنان لوسائل التواصل الاجتماعي كي تصوب أسهم الاتهامات للتشكيك في نتيجة الانتخابات .. ليس في نزاهة لجنة التحكيم لا سمح الله فقد تميزت بالشفافية والمصداقية وحرص القاضي الدكتور خالد الهنائي على الالتزام بالدقة والأمانة ولكنها كانت اتهامات بلا دليل مما يجعلها كفقاعات الصابون لن تراوح مكانها يؤكد ذلك الروح الرياضية العالية التي تحلى بها الكاتب والروائي محمد اليحيائي رئيس قائمة "جسور" عندما توجه بالتهنئة للشاعر سعيد الصقلاوي فور إعلان النتيجة إيمانا منه بأن التنافس هنا ليس من أجل الحصول على مناصب أو زعامة وإنما من أجل الارتقاء بالواقع الثقافي وإعلاء مصلحة البلاد العليا.
لاشك أن مثل هذه الاتهامات التي أطلقها البعض وإن كانت وقتية إلا أنها تترك في النفوس آثارا قد تؤثر على العلاقة بين أعضاء الجمعية وبعضهم البعض خاصة الجدد التابعين للإدارة المنتخبة الجديدة في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الجميع على قدم المساواة ويدا واحدة للارتقاء بالواقع الثقافي العماني على اختلاف مشاربه وتوجهاته الفكرية.
إن التحديات التي تواجهها الإدارة الجديدة للجمعية العمانية للكتاب والأدباء كثيرة سواء ما يتعلق بالعمل الثقافي أو الاجتماعي للأعضاء أو الإداري بصفة عامة حيث نأمل أن نرى تطورا في الحراك الثقافي بجميع محافظات وولايات السلطنة وطفرة في الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الجمعية لأعضائها بالإضافة إلى لم شمل جميع الأدباء والمثقفين والمفكرين في السلطنة سواء كانوا أعضاء أم غير أعضاء بالجمعية ومحاولة التقريب وفتح قنوات للحوار فيما بينهم مهما اختلفت أفكارهم وأساليبهم وأطروحاتهم وبما يعود على الراهن الثقافي العماني بالخير والنمو والتطور.
لقد صرح الشاعر الصقلاوي بأنه سيعمل على وضع لوائح إدارية وتنظيمية ومالية للجمعية حتى يمكن من خلالها تسيير أوضاعها الإدارية بصورة قانونية محددة وتحديد آليات عملها وهي خطوة قوية وجريئة في طريقة إدارة شئون الجمعية وتنم عن وعيه بأن دوره من خلال منصبه الجديد ليس ثقافيا فقط بل إداريا في المقام الأول لذلك نتمنى أن يراعي في هذه اللوائح أن تستطيع توسيع كيان الجمعية وأن تراعي المساواة في تقديم الخدمات بحيث لا تقتصر على القامات الفكرية فقط وترعى شباب الأدباء الذين يحتاجون لدعم مثل هذه المؤسسات كي يتعرف القارئ على نتاجهم الفكري .

* * *
العنصرية البغيضة تتمدد في الغرب
هل وصل الهوس بالتصوير السيلفي لأن يقوم إنسان بارتكاب جريمة ثم يقوم بالتقاط صورة سيلفي مع الضحية ؟.. هذا ما فعله شاب بلجيكي أهوج متطرف عندما قام بدهس امرأة مسلمة معاقة بسيارته وبدلا من إنقاذها وقف يلتقط معها صورة سيلفي وهي مضرجة في دمائها.
إن هذا الشاب لم يتذكر أنها امرأة أو معاقة بل كل ما فكر فيه أنها مسلمة حيث كان يشارك هذا المتطرف في مظاهرة ضد الإسلام بينما كانت تقوم الفتاة بالتقاط بعض الصور لعرض سيارات نظمه يمينيون متطرفون للتنديد بهجمات بروكسل التي وقعت مؤخرا أي أنها كانت مسالمة ومع ذلك لم يرحمها وبكل غلظة دهسها بسيارته ثم وقف ليلتقط معها السيلفي.
للأسف حوادث العنصرية والتمييز التي يتعرض لها المسلمون في الغرب كثرت جدا في الآونة الأخيرة فمثلا في سويسرا تم إعفاء طالبين من مصافحة المعلمات لأنهما مسلمان كما وصفت معلمة أمريكية طالبا لا يتجاوز عمره 12 عاما بالإرهابي لمجرد أنه كان يضحك على فيلم يشاهده مع زملائه وتعجبت من كونه يستطيع الضحك وهو إرهابي .. كذلك تعرض مصارع مسلم لاستهجان شديد في بريطانيا من المشجعين لمجرد أنه رفع علم السعودية في مقابل رفع خصمه للعلم البريطاني وغير ذلك الكثير من الحوادث التي نقرأ ونسمع عنها يوميا والتي تدل على تنامي ظاهرة العنصرية ضد المسلمين.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا أصبح الإسلام تهمة في الغرب ولماذا يعتبر الغربيون كل المسلمين مذنبين دائما ؟.
للأسف لقد أصبحت صورة الإسلام في الخارج مشوهة ومغلوطة وربما يتحمل المسلمون أنفسهم جزءا من مسئولية ذلك حيث تسبب المتشددون بتصرفاتهم التي يدعون خطأ بأن هذا ما يأمرهم به الإسلام في تشويه الصورة السمحة الوسطية للدين الحنيف .. وليؤكدوا دون قصد مزاعم اليمين المتطرف والأوروبيين العنصريين ويصدقون على اتهاماتهم المتواصلة للدين الإسلامي بأنه دين تطرف وإرهاب وهمجية وأن أتباعه لا يمكنهم الاندماج وسط المجتمعات الغربية وبالتالي يجب طردهم وعدم السماح لهم بتقلد المناصب أو الحصول على الخدمات المختلفة التي تقدمها تلك البلاد لمواطنيها ليظلوا مهمشين وسط مجتمعاتهم ، لا حقوق لهم ، تطاردهم بصفة مستمرة التهم الباطلة ونظرات القلق والارتياب.
كما أن سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام حول العالم ساهمت بشكل كبير في تشويه صورة المسلمين حيث يسلط الإعلام الضوء على الجرائم التي يرتكبها مسلمون ويربطونها بالدين رغم أنها جرائم فردية ومن الممكن أن يرتكبها أي إنسان يحمل ديانة أخرى ولكن دائما يتم التركيز على ديانة المجرم لتلصق بالدين الإسلامي تهمة الإرهاب وترويع الآمنين ظلما وزورا وبهتانا.
إن ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام تتمدد بصورة سريعة وسط المجتمعات الغربية وهو ما يستوجب سرعة التحرك من قبل المسلمين ومحاولة إيقافها والحد منها وذلك عن طريق تحسين الصورة المغلوطة للإسلام بتقديم النموذج والقدوة في المعاملة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن وإطلاق حملات لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام في المدارس والأندية والحدائق وفي كل مكان لكي يتعرف الغربيون على أخلاقه ومبادئه النبيلة وسماحته إذ كيف سيتعرف المواطن العادي على مبادئ الإسلام وهو لا يسمع عنها شيئا سوى المعلومات المغلوطة من وسائل الإعلام المسيسة والموجهة ضد الدين الحنيف والتي يجب فضحها وكشف انحيازها الأعمى لكل ما هو ضد الإسلام خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مفتوحة يستطيع المسلمون من خلالها تغيير الصورة المقلوبة عن دينهم وتعريف الغرب بأن دينهم يحثهم على احترام الآخر والعيش بسلام وأمان داخل المجتمعات الغربية.

* * *
حروف جريئة
انطلقت مؤخرا فعاليات مهرجان ضنك السياحي ومن قبله مهرجان طاقة وهو ما يجعلنا نتساءل لماذا لا تقوم وزارة السياحة بالترويج عربيا وعالميا لهذه المهرجانات على غرار مهرجان صلالة خاصة أن هذه الولايات تتمتع بمقومات سياحية وطبيعية وترفيهية وتراثية بديعة ؟.. ولماذا لا تقوم كل ولاية تباعا بإقامة مهرجان يسلط الضوء على ما تتضمنه من معالم خلابة ويتم الترويج لها لنجذب السائحين لبلادنا طوال العام ؟.

دونالد ترامب المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية يحمل صورة قاتمة لمستقبل بلاده حيث توقع أن يحدث ركود هائل للاقتصاد وأعلن أن المعدلات الحقيقية للبطالة تعدت 20% رغم أن الإحصاءات تقول إنها تراجعت إلى 5% .. هذا يجعلنا نتساءل هل سيساهم ترامب في سقوط أمريكا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية ؟.

إسرائيل تشن حربا غير نظيفة على الفلسطينيين حيث قامت بقطع الكهرباء عن مناطق كثيرة في الضفة الغربية بحجة تراكم الديون على شركة كهرباء القدس الفلسطينية .. بالتأكيد لا يستطيع أحد الاستغناء عن الكهرباء فهي عصب الحياة في وقتنا الحديث لذللك فإن هذا العقاب الجماعي يحتاج وقفة حازمة من العرب لإنقاذ إخوانهم الفلسطينيين فيكفي جورا وظلما.

* * *
مسك الختام
قال تعالى : "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما"