مخاوف امنية في المانيا وتأهب في تركيا

الحدث الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٥٦ م
مخاوف امنية في المانيا وتأهب في تركيا

برلين – عواصم – ش – وكالات

قال هانز -جورج ماسن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني (بي.إف.في) لصحيفة امس الأحد إن تنظيم داعش يريد تنفيذ هجمات في ألمانيا وإن الوضع الأمني "خطير للغاية." وأضاف أن ليس لديه علم بمؤامرة محددة لشن هجوم.
وكان التنظيم قد بث تسجيلا مصورا يوم الثلاثاء أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس محددا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة.
وقال ماسن لصحيفة فيلت ام زونتاج الألمانية إن داعش يريد شن هجمات ضد ألمانيا والمصالح الألمانية ولكنه أضاف "ليس لدينا أي علم في هذه اللحظة بأي خطط ملموسة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا."
وأردف قائلا إن دعاية التنظيم تهدف إلى تشجيع أنصاره على أخذ زمام المبادرة لشن هجمات في ألمانيا.
وقال ماسن إن هناك عدة قضايا تربط بين ألمان عائدين من سوريا بخطط لشن هجمات وحذر من أن الخطر الذي يشكله المتشددون من المانيا مازال"قويا."
وأضاف إن ألمانيا تفادت التعرض لهجوم كبير حتى الآن بفضل نجاح عمل السلطات الأمنية والحظ مثل عدم عمل مفجر قنبلة بشكل مناسب في حالة أو حالتين.
ففي عام 2014 وُجه لألماني وُصف بأنه متطرف تهمة زرع قنبلة أنبوبية لم تنفجر على الإطلاق في محطة قطارات بون في 2012 . وفي 2006 لم تنفجر حقيبتان ملغومتان تركهما متشددون في قطارين في كولونيا.
وسئل ماسن عن عدد المتطرفين الذين يُصنفون على أنهم شديدو الخطورة في ألمانيا فقال إنه يوجد نحو 1100 يُنظر إليهم على أنهم خطر إرهابي محتمل.
وقال ماسن إن جهازه على علم بنحو 300 محاولة لتجنيد لاجئين.
وأضاف"أشعر بقلق بشكل خاص من القُصر الكثيرين الذين ليس معهم ذويهم..فهذه الفئة يجري استهدافها عن عمد."

حالة تأهب
من جهة اخرى رفعت مديرية أمن اسطنبول درجة التأهب الأمنى فى عموم المدينة إلى الحالة القصوى بعد تلقيها معلومات استخباراتية تشير إلى أن تنظيم داعش يخطط لتنفيذ عملية إرهابية فى أحد الأماكن المزدحمة أو أمام أحد المبانى الحكومية الحساسة.
وذكرت محطة "خبر تورك" الفضائية امس الأحد أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية حول الأنفاق، والمترو، والموانيء، ومحطات نقل الركاب، والمبانى الحكومية الحساسة، مع اتخاذ احترازات أمنية مكثفة فى المناطق المزدحمة بالسكان تحسبا من عملية إرهابية محتملة قد يقوم بها أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما دفع مديرية أمن اسطنبول لإلغاء جميع أجازات العاملين بجهاز الشرطة
. وكانت قوات الشرطة التركية قد أعلنت اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول موقع انفجار قنبلة صوتية فى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بالقرب من جسر مشاة فى حى "مجيدية كوي" بوسط اسطنبول، والذى خلف ثلاثة مصابين تم نقلهم على الفور إلى أحد المستشفيات، حيث فتحت أجهزة الأمن تحقيقات موسعة فى محاولة لإلقاء القبض على المتورطين فى الحادث الذى تسبب فى انتشار حالة من الذعر بين سكان الحي.
على صعيد ذي صلة ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن هيئة مكافحة الإرهاب فى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو شددت من تحذيرها للمواطنين الإسرائيليين من احتمال تعرضهم لاعتداءات إرهابية فى تركيا داعية إياهم إلى عدم القيام بزيارات لهذا البلد وإلى مغادرته فى أسرع وقت ممكن.
وجاء هذا التحذير فى أعقاب ورود إنذارات خطيرة باحتمال إقدام عناصر من تنظيم داعش على استهداف مواقع سياحة تركية. وحذرت الولايات المتحدة رعاياها من مغبة زيارة المواقع السياحية فى تركيا وخاصة اسطنبول ومنتجع انطاليا الساحلى بسبب الخطر الإرهابى المرتقب. ونصحت السفارة الأمريكية فى أنقرة المواطنين الأمريكيين المتواجدين فى تركيا بتوخى أقصى درجات الحذر.

هجمات بروكسل
من جهة اخرى كشف الادعاء الاتحادي البلجيكي أن المحققين حصلوا على معلومات توضح أن منفذي الهجمات التي شهدتها العاصمة بروكسل الشهر الماضي كانوا يخططون لتنفيذ هجوم جديد في باريس، ولكن الوقت لم يسمح لهم.
ويأتي ظهور هذه المعلومات بعد إلقاء القبض على المشتبه به في هجمات باريس محمد عبرينى، الذي اعترف لاحقا بأنه المهاجم الهارب الذي شارك في هجوم مطار بروكسل الذي كان شهد تفجير انتحاريين اثنين نفسيهما.
وكان 130 شخصا لقوا حتفهم في هجمات شهدتها العاصمة الفرنسية في نوفمبر الماضي. ولقي 32 شخصا حتفهم في تفجيرات انتحارية شهدتها بروكسل في مارس الماضي.
ووفقا للبيان الصادر امس عن الادعاء، فإن عبريني، الذي يعرف باسم "الرجل ذي القبعة" بسبب ظهوره يرتدي قبعة في الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في مطار بروكسل، يواجه اتهامات بالقتل على خلفية إرهابية والشروع في القتل على خلفية إرهابية والمشاركة في نشاطات جماعة إرهابية على صلة بهجمات بروكسل.
وكان تم توجيه اتهامات له من قبل تتعلق بارتكاب جرائم إرهابية على صلة بهجمات باريس.
وأوضح الادعاء أن "هناك عدة أمور في التحقيقات تظهر أن المجموعة الإرهابية كانت تخطط في البداية لشن هجوم آخر في فرنسا... وفي النهاية، بعدما تفاجؤوا بسرعة التقدم في التحقيقات، قرروا على وجه السرعة ضرب بروكسل".

خبير لوجستي
يعد محمد عبريني الذي تشتبه باريس بانه الخبير اللوجستي للاعتداءات التي شهدتها في نوفمبر وتعتقد بروكسل انه "الرجل ذو القبعة" الذي فر قبل ان يتمكن شريكاه الانتحاريان من تفجير نفسيهما في المطار في آذار/مارس، حلقة اساسية في كل هذه الهجمات.
وعبريني اوقف الجمعة بعدما كان البحث عنه جاريا على اثر رصده في فيديو المراقبة في المطار. وغداة توقيفه، وجه اليه الاتهام رسميا في بلجيكا السبت خصوصا اركاب "عمليات قتل ارهابية".
وعثر على بصمات اصابعه في الشقة التي انطلق منها المهاجمون الذين زرعوا الموت في مطار بروكسل زافنتيم في 22 آذار/مارس.
ونشرت الشرطة البلجيكية صورة لعبريني خلال ملاحقته يظهر فيها وهو يدخل سيارة سوداء الى مكان السائق. وقد حددت اوصافه واكدت انه "خطير ومسلح على الارجح".
وتعود الصورة الى مساء 11 نوفمبر عندما توقف هذا البلجيكي المغربي الاصل الذي عاش في حي مولنبيك الشعبي في بروكسل حيث نشأ عدد كبير من الجهاديين، في محطة للوقود في ريسون (منطقة واز) متوجها الى باريس.
واستخدمت سيارته وهي رينو كليو بعد يومين في نقل الانتحاريين الى "ستاد دو فرانس" في باريس. اما رفيقه في هذه الرحلة فكان صلاح عبد السلام الذي بقي المطلوب الاول في اوروبا الى ان تم توقيفه في 18 آذار/مارس.
وبعد ساعات، عند الساعة الثالثة فجرا من الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، شوهد الشابان في بروكسل حيث التقيا ابراهيم عبد السلام وسيارة السيات ليون التي نفذت فيها الهجمات على شرفات مطاعم وحانات باريسية. وقد رافق عبريني الاخوين عبد السلام عندما استأجرا المخابئ لمنفذي هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في ضواحي باريس.
وبعد ذلك اقسمت عائلة عبريني التي التقتها وكالة فرانس برس في تشرين الثاني/نوفمبر انه كان في مولنبيك مساء الثالث عشر من نوفمبر عند وقوع الاعتداءات.
لكن رحلاته بين بروكسل وباريس الى اماكن قريبة جدا من الاعتداءات تشير الى انه قد يكون المسوؤل اللوجستي عن هجمات باريس.
وعبريني وعبد السلام صديقان منذ فترة طويلة وعائلتاهما تعيشان في شقتين قريبتين من بعضهما في مولنبيك. وقالت والدة عبريني المقتنعة بان ابنها لا يمكن ان يكون شارك في الهجمات "كانا رفيقين منذ سن المراهقة ودرسا في المدرسة معا".
ولعبريني ثلاثة اخوة واختان. وقالت عائلته انه تخلى في سن الثامنة عشرة عن دراسة التلحيم.
وخلال التحقيقات حول اعتداءات 13 نوفمبر، تبين ان ملفه القضائي للسوابق التي ارتكبها يتضمن لاحئة طويلة من السرقات وحياز المخدرات منذ بداية سنوات ال2000.
ويلقب عبريني ب"بريوش" لانه كان يعمل في مخبز. وروى احد المتهمين في الشق البلجيكي من التحقيق علي القاضي انه كان "شخصا يحب المال كثيرا وتلاعب بمبالغ كبيرة. في الواقع عرف بانه تمكن من الحصول على مئتي الف يورو في احدى المرات. انه لص ولم يتحدث عن الديانة او اي شيء آخر".
ويشتبه بان عبريني قام بزيارة قصيرة لسوريا في صيف 2015. وكان شقيقه الاصغر سليمان (20 عاما) قتل فيها في 2014 بينما كان يقاتل في كتيبة عبد الحميد اباعود العقل المدبر المفترض لاعتداءات باريس والذي يتحدر من مولنبيك ايضا.
وقالت والدته "لم يتحدث يوما" عن رحلة الى سوريا او عن تنظيم الدولة الاسلامية. واضافت "يقولون انه خطير وانه مسلح. هذا الامر يثير غضبي".
اما القبعة التي ظهر وهو يعتمرها في كاميرات المراقبة في مطار بروكسل، فقد اكد انه "باعها".