القدس المحتلة – ش
رغم عدم وجود علاقات بين "إسرائيل" والعراق لكن الدبلوماسي الأسبق في وزارة الخارجية العراقية حامد الشريفي وصل يوم أمس لـ"إسرائيل" في زيارة لم يعلن عن تفاصيلها كما كشفت ذلك صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وتأتي هذه الزيارة في الذكرى 13 لاحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والأجنبية.
وبحسب الصحيفة، ، وصل الشريفي كضيف على وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، وسيلتقي مع كبار الجالية اليهودية العراقية وأعضاء كنيست وسيزور كل من حائط البراق ومبنى "الكنيست"، كما سيتجول في المسجد الأقصى، والنصب التذكاري للمحرقة.
وقال الشريفي بأنه يشكر نائب الناطق باسم الخارجية "الإسرائيلية" حسن كعيبه الذي أقنعه بالقدوم لـ"إسرائيل". وأضاف الشريفي: أتمنى أن يحل السلام وأكون سفير العراق في "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن الشريفي أنه لا يوجد شيء يسمى الصراع ي الإسرائيلي، وإنما هناك صراع فلسطيني – إسرائيلي، موضحا أن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية جيدة جدا .ويبلغ الشريفي من العمر (55 عاماً) وهو من سكان بغداد وتولي عدة مناصب في الخارجية العراقية.
وفي غضون ذلك؛ أكد الباحث السياسي، معمر فيصل خولي، أن العراق كان ضحية الفكر الراديكالي للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وصقور البيت الأبيض، بعدما خدعوا العالم بأسلحة الدمار الشامل العراقية، وأخفوا أهدافهم الحقيقية للغزو. وأوضح الباحث في مقاله، في ذكرى الاحتلال: لماذا اقدمت إدراة جورج دبليو بوش على احتلال العراق؟ المنشور في مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن الهدف الحقيقي الأول للغزو الأمريكي هو ما يمكن تسميته مشروع من أجل قرن أمريكي جديد، فمن وجهة نظر المحافظون الجدد كانوا يشعرون بأنه من الضروري إعادة لإطلاق عصر الاستقرار الأمريكي، وبأنه من حق الولايات المتحدة الأمريكية وواجبها أن تفرض النظام و"تهذب" الأشرار في مختلف أنحاء العالم، لأنها الدولة الوحيدة في الجماعة الدولية التي تمتلك القوة والسلطة”الأخلاقية للقيام بهذا الدور، والعراق في عهد النظام السابق كان يبدو المرشح المثالي لتحقيق هذه الرؤية الكارثية.
ويضيف الباحث أن الهدف الثاني، لكون العراق يُعتبر الخطر الأكبر بالنسبة للكيان الصهيوني، ونشير في هذا الصدد إلى "دليل التخطيط الدفاعي" الذي أعده ديك تشيني وزملاؤه عام 1992 ــ أي قبل ثماني سنوات من وصوله إلى منصبه السابق كنائب للرئيس الأمريكي ــ واختار هو و زملاؤه من المحافظين الجدد العراق كهدف لتطبيق تلك الفلسفة خدمة لأمن الاحتلال الصهيوني، ولتحويل العراق قاعدة عسكرية دائمة للولايات المتحدة في المنطقة.
ولكن الأهم من هذا كله، هو تحقيق الحلم التوراتي بالنصر على ملك بابل وتدمير عرشه، ومن ثم قتله واستباحة دماء شعبه، ثم تحقيق المشروع الصهيوني القديم الذي ينص على تفتيت بابل، والدول المجاورة لها لتكون على شكل دويلات وكيانات متناحرة، كي تتحقق أمنية "إسرائيل الكبرى" من دون أن تهدر قطرة دم يهودية واحدة.
ويتابع خولي أن الهدف الثالث للغزو الأمريكي للعراق، هو مخاوف أمريكا من بروز الصين كقوة اقتصادية مستقبلية، حيث أن استمرار النمو الاقتصادي السنوي للصين البالغ 10% حتى عام 2040م فإن ذلك سيمنح الصين ناتجاً إجماليا يوازي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لكونها قوة عسكرية كبرى. وهذا يعني إن انفراد الولايات المتحدة الأمريكية لموقع القوة العظمى الوحيدة سينتهي بعد نحو جيل واحد طويل، ولمواجهة هذا التحدي، درس المحافظون الجدد بعناية مواطن الضعف في الاقتصاد الصيني وتوصلوا أن اعتمادها على النفط الخارجي؛ والذي يأتي معظمه من دول الخليج العربية من أبرز معالم الضعف فيه. لذلك قرروا احتلال العراق.