منتجات عمانية في اديس ابابا

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٤٢ م
منتجات عمانية في اديس ابابا

محمود بن سعيد العوفي

تتمتعان السلطنة وإثيوبيا بعلاقات ودية طيبة قديمة، وتطورت خلال المرحلة الحالية بالأواصر الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي تربط البلدين الصديقين، حيث تعد إثيوبيا ثاني أكبر بلد في إفريقيا وواحدة من أكبر الأسواق، إلا ان السلطنة لم تستفيد من الفرص الكبيرة المتاحة بها خاصة في ظل زيادة مستوى دخل الفرد ووجود شبكة اتصال على أعلى مستوى حيث أصبحت أديس أبابا مركزاً إقليمياً للنقل ومركزاً لاستقطاب للتجارة المتجهة إلى إفريقيا لا سيما في ظل توفر الأيدي العاملة المدربة التي يمكن أن تدعم القطاع الصناعي، وكذلك لوجود الموارد الطبيعية.
ولايزال ثمة عجز فيما يتعلق بتوفير احتياجات إثيوبيا من السلع الاستهلاكيّة التي يمكن تقوم بتوفيرها الشركات العمانية وقد قامت السلطنة ممثلة في "إثراء" بدراسة الطاقة الاستيعابية لهذا البلد، وتحديد الشركات التي ستقوم باستيراد المنتجات وقدرة الشركات العمانية على إنتاج تلك المنتجات والطاقة الفائضة التي لديها.
وعلى ذلك يوجد ثمة الكثير من الشركات العمانية التي لها نشاط في إفريقيا ضمن العديد من القطاعات كالصناعات الغذائية والطاقة والبنية الأساسية والسياحة والزراعة والتصنيع وهذا ما يؤكد رغبة هذه الشركات في الاستثمار بإثيوبيا إذا ما علمنا ان عدد الشركات العمانية المشاركة في معرض المنتجات العمانية "اوبكس 2016" أكثر من 100 شركة عمانية تمثل قطاعات مختلفة تتمثل في الثروات الطبيعية والمعادن والمنتجات الخشبية والمنتجات التصنيعية والأثاث والمواد الغذائية والطبية والصيدلانية والأسمدة والمُعدات البلاستيكية والمعدنية والعطور والجلديات والخدمات اللوجستية إلى جانب عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وهذا يدل في الحقيقة بشكل كبير على مدى اهتمام السلطنة بالاستثمار في إثيوبيا.
ويبلغ عدد سكان إثيوبيا "وهي كلمة تعني صاحب الوجه ذو اللون البني المحروق" أكثر من 93 مليون شخص و70 بالمائة من الشعب الأثيوبي هم دون سن الثلاثين عاماً، كما أن بها 20 مليون طالب يدرسون في مختلف المؤسسات التعليمية والجامعية في الوقت الحالي.
وشهد التعاون التجاري بين البلدين نموًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الفائتة حيث ارتفع إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين من 6. 2 مليون دولار أمريكي في العام 2004 إلى 24.5 مليون دولار أمريكي في العام 2014، وحصل المستثمرين العمانيين على رخص لإقامة 3 مشاريع في إثيوبيا خلال الفترة من 1992 إلى 2014 برأس مال بلغ 3.2 مليون دولار أمريكي كما أقام المستثمرون العمانيون شراكات مع عدد من المستثمرين الإثيوبيين والسودانيين برأس مال بلغ 840 الف دولار أمريكي .
واكدت الاحصائيات ان السلطنة تستورد من إثيوبيا منتجات قيمتها مليوني دولار أمريكي والمتمثلة في الورود والفواكه والخضروات فيما تصدر السلطنة منتجات إلى إثيوبيا بقيمة 37 مليون دولار أمريكي والمتمثلة في منتجات الحديد والبروبلين وبعض المنتجات البلاستيكية.
نأمل ان يستغل اصحاب الأعمال والشركات العمانية المشاركة في المعرض هذه الفرصة المتاحة لهم لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وإيصالها للمستوى المأمول بالاضافة إلى استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في إثيوبيا.