مصطلح البيئة التنافسية

مؤشر الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:١٨ م

مسقط- ش

يشمل مصطلح البيئة التنافسية عددا من أنشطة السوق بما في ذلك المنافسة التجارية الإنتاجية والتسويقية وعرض قوة العمل والطلب عليه، كما أن إحراز تميز واختلاف بين المعنيين بالمنافسة سواء كانوا منتجين أو تجارا مسوقين أو استهلاكيين أو قوى عاملة، وذلك عن طريق تقديم خدمات للزبائن أو لأصحاب الأعمال تفوق توقعاتهم ويفوق ما يقدمه المنافسون من خدمات لزبائنهم، فالهدف من العمليات التجارية بناء جسر للثقة ما بين العميل والعمل التجاري في الدرجة الأولى ليشكل ذلك علاقة طويلة الأمد مبنية على قاعدة صلبة من الإخلاص والوفاء يصعب التأثير عليها أو تقليدها في أي بيئة تنافسية.
ويعرف العالم اليوم تحولات نحو ظاهرة العولمة الاقتصادية والتي من بين ما تعنيه، شمولية السوق التي تعتمد على أنظمة الإمداد التي تسمح بتوزيع المنتجات في كل أنحاء العالم في وقت معين، وذلك من خلال الاستفادة من اقتصاديات المسافة والكميات التي تتيحها نظم النقل، والاتجـاه نحو توحيد البرامج التعليميـة، يؤدي بالمستهلكين إلى طلب احتياجاتهم بشكل مماثل، وتحرير المبادلات الدولية يؤدي إلى وجود عرض عالمي كاف للمنتجات، وتقليص الحواجز التجارية وإنشاء معايير دولية تشجع على الاندماج الاقتصادي أكثر فأكثر. من ثم تصبح المؤسسات مضطرة لمراجعة طرائق تسييرها؛ بقصد التكيف مع البيئة التنافسية التي تتميز بالاعتماد على التكنولوجيات الجديدة، وجود المؤسسات الساعية نحو التعلم والمنتجة للمعرفة، وظهور كم هائل من المنتجات الجديدة، وإدارة الجودة الشاملة، وتزايد معدلات الابتكار والتغير التكنولوجي والمنافسة.
وتؤثر البيئة التنافسية في سلوك الزبائن، حيث توفر لهم اختيارات متنوعة من المنتجات، فيختارون منها ما يوافق ذوقهم ودخلهم، وتؤثر على المؤسسة، حيث تعمد هذه الأخيرة إلى تعبئة مواردها المالية، المادية، البشرية والتنظيمية، فتتخذ قرارات حاسمة؛ قصد احتلال موقع تنافسي مناسب في السوق، يؤهلها لأن تتفوق على منافسيها ضمن القطاع الذي تنشط فيه، ويستدعـي التـفوق على المنـافسين الاستنـاد إلى ميزة تنـافسية حقيقية، يتم إنشـاؤهـا بعد إدراك وتفكيـر عميـق؛ حتى تضمن المؤسسة قدرة تنافسيـة عاليـة، وتؤمِّن البقـاء ضمن جمـاعـة المنافسيــــن والنمو في السوق.
وبقصد تطوير الميزة التنافسية والمحافظة عليها أطول فترة ممكنة، تعمد المؤسسة إلى إحداث تجديدات وتحسينات مستمرة في منتجاتها وخدماتها، حيث أوضحت بعض الدراسات أن المؤسسات الأميركية كانت تصنف ضمن الأوائل في ما يتعلق بمعدلات براءات الاختراع، ومنذ ذلك الحين تجاوزتها منافساتها اليابانية، حيث عرف معدل براءات الاختراع لديها نموا مطردا في فترة وجيزة، وهذا دليل على أن التوجه الحديث هو توجه نحو تثمين الأفكار الجدية، وعليه تشجيع الإبداع بمفهومه الواسع، حيث يمكن استيعابه وتجسيده في شكل منتجات وطرائق إنتاج وأساليب عمل جديدة، نمكن المؤسسة من تقوية مزاياها التنافسية الحالية وبناء أخرى مستقبلا.