أبناء البلد والسياح

مزاج الاثنين ٠٨/يونيو/٢٠٢٠ ١٨:٥٠ م
أبناء البلد والسياح

في تسعينات القرن العشرين، ظل المصريون غافلون عن العديد من الأماكن الجميلة المذهلة المنتشرة في أرجاء البلاد، واقتصرت معرفتهم بالوجهات السياحية في معظمها على منتجعات البحر الأحمر العصرية في شرم الشيخ والغردقة، وكذلك مدينة الإسكندرية ذائعة الصيت في البحر الأبيض المتوسط. وفي تلك الأيام كان ياسر الرسول من أوائل المصريين الذين خرجوا من تلك القوقعة، حيث بدأ في القيام برحلات برية إلى مواقع نادرًا ما يزورها الناس في مختلف أنحاء البلاد. ولم يقبع في ظنه ولو بشكل طفيف أن تصبح حملاته الاستكشافية الفردية ذات مردود قوي في تأسيس عملاً مزدهرًا.

"لطالما كنت شغوفًا بزيارة أماكن جديدة، واكتشاف السبل المعيشية للسكان في المجتمعات النائية ــ من حيث عاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم، وأفاد ياسر الرسول البالغ من العمر (50 عامًا) قائلاً "لقد حلمت بالسفر حول العالم، لذا فقد بدأت بالمناطق المذهلة غير المعروفة في مصر. متحدثًا بذلك عن أكثر من عقدين من الزمان ـ حيث لا يوجد هواتف جوالة، ولا قمر صناعي، ولا خدمة جوجل إيرث، بل إن خدمات الطرق لا تصل في بعض الأحيان إلى مثل هذه الأماكن".

وقد قادته هذه التعرجات إلى اكتشاف أماكن مذهلة في جميع أرجاء مصر، وقد اندهش بشكل مبهج بالمجتمعات التي تتمسك بتقاليدها منذ آلاف السنين. ومن بين المناطق التي ساعد على وضعها على خريطة السياحة المحلية والدولية حلايب وشلاتين ووادي الوشواش في نويبع وجزيرة هيسا في أسوان ومقابر النواميس في سانت كاترين وقرية الشخلوبة في البرلس.

جمع ياسر الرسول مجموعة كبيرة من صور القرى والبلدات والمجتمعات النائية التي يزورها نظرًا لكونه مصورًا ومسافرًا مغامرًا، وبدأ في عرض صوره في القاهرة للترويج للسفر إلى هذه المواقع. ومع انتشار الإنترنت في مصر في عام 2010، فقد بدأ بنشر صوره عبر الإنترنت، مما جذب إليه الكثير من الاهتمام.

وبعد أن انهالت عليه طلبات الأشخاص الراغبين في الانضمام إليه في رحلاته، قرر ياسر الرسول إطلاق مركز مغامرات "افتراضي"، والذي تأسس على إثره المستكشف المصري في منتصف عام 2017. ويشرح لنا ياسر ذلك قائلاً: "إن أنواع الرحلات التي ننظمها عبارة عن "رحلات استكشافية" بالكامل ــ فلا توجد فنادق من فئة خمس نجوم أو فنادق فاخرة لقضاء العطلات. بل إن الأمر برمته يدور حول معايشة التجربة المحلية الحقيقية".

اجتذبت جماعة المستكشف المصري شريحة كبيرة من الأنصار والمتابعين في هذا الوقت، مما دفع ياسر الرسول إلى توسيع عملياتها وتنظيم خمس رحلات شهرية في المتوسط. وكما يلاحظ، فإن أحد أهم الأمور بالنسبة له هو ضمان انضمام النوع المناسب من المسافرين لتلك الرحلات.

"يجب أن يكون الشخص محبًا للمغامرة والاستكشاف، وعلى وعي تام بأن الأمور قد تصبح صعبة في بعض الأحيان وأنه قد يضطر إلى القيام بأمور لم يعتاد عليها أو يشعر بالارتياح حيالها. ولكن كل ذلك يُشكّل جزءًا من التجربة.

"فهم يعلمون أنهم قد يقيمون في فنادق من فئة النجمة الواحدة ويركبون في شاحنات نقل صغيرة لعبور الصحراء ويطهون طعامهم بأنفسهم ـ إنهم يعرفون الأمر برمته بشكل مسبق. ولهذا السبب نجتذب عادة نوعًا معينًا من المسافرين ينتهجون ثقافة الرغبة في معايشة التجربة الأصلية الحقيقية للسكان المحليين الذين يقطنون في تلك الأماكن، وليس في المناطق السياحية المنفصلة عن تلك الأماكن".

5 أماكن مدهشة وغير معروفة يجب على المسافرين من محبي المغامرات والثقافة زيارتها في مصر
بعد أن أصبح السفر معلقًا في جميع أنحاء العالم في الوقت الراهن، فليس هناك مشكلة في وجود بعض الإلهام عند السفر. حيث يكشف ياسر الرسول عن بعض أكثر المواقع إثارة للدهشة والتي اكتشفها أثناء رحلاته في جميع أنحاء مصر، والتي يمكن للمغامرين في المنطقة إضافتها إلى قائمة أمنياتهم الخاصة بالأماكن التي يجب عليهم زيارتها.

واحة باريس، الوادي الجديد
تقع واحة باريس على بعد 90 كيلومترًا من مدينة الخارجة عاصمة الوادي الجديد، والتي شكلت مركزًا هامًا للتجارة والسفر للحجاج القادمين من شمال أفريقيا المتجهين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد تم الاعتراف بموقعها الاستراتيجي في العديد من الحضارات، كما يتضح من البقايا الأثرية لأماكن العبادة المصرية والقبطية والرومانية والعثمانية القديمة.

بحيرة ناصر، جنوب أسوان
تُمثل بحيرة ناصر واحدة من المواقع التي نادرًا ما يتم زيارتها على الرغم من آثارها التي لا حصر لها ومناظرها الطبيعية الخلابة. وتنظم جماعة المستكشف المصري رحلات بالقوارب تستغرق مدة الرحلة الواحدة فيها خمسة أيام وتُبحر في أرجاء البحيرة بأكملها وكذلك يتم استكشاف الجزر القديمة والقرى النوبية والمعابد المصرية القديمة مثل السبوع والمحرقة وأمادا.

أبرق، حلايب وشلاتين
تقع قرية أبرق في قلب مثلث حلايب وشلاتين، وتُمثل موطنًا لقبيلة العبابدة البدوية منذ قرون. وتشتهر القرية بتنوع الحياة البرية فيها، حيث تمتلك أكبر مجموعة من المنحوتات المصرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ (يرجع تاريخها إلى 25,000عام).

الشخلوبة، بحيرة البرلس
تعتبر بحيرة البرلس واحدة من أكثر الوجهات السياحية غير المُقدرّة والمبخوس حقها في مصر، وتُعرف قرية الشخلوبة بأنها أكثر مواقع البحيرة روعةً وجمالاً. كما تشتهر القرية التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة غالبيتهم من الصيادين وبناة القوارب، بين المسافرين المحليين بسبب مناظرها الطبيعية الخلابة التي تتميز بها ونظامها البيئي الدقيق.

وادي الوشواش، نويبع
يقع وادي الوشواش على بعد 15 كيلومترًا فقط من نويبع، وسط جبال البحر الأحمر التي تتسم بألوانها المذهلة، وتشتهر بها المنطقة باعتبارها مكانًا مثاليًا لتسلق الجبال، يوجد بوادي الوشواش حوض سباحة تكون نتيجة لتراكم مياه الأمطار على مر القرون، ما يجعله أيضًا من أروع الأماكن في مصر للاستمتاع بالسباحة.