مسقط-ش
اظهرت مسوحات سمكية قامت بها وزارة الزراعة والثروة السمكية انخفاض كثافة الصفيلح في المصائد بشكلٍ كبير بنسبة 41% مقارنةً بمسح عام 2019م مع تسجيل إنخفاض في الكثافة في جميع مناطق الدراسة بنسب متفاوتة لتكون حدبين أكثر منطقة شهدت إنخفاضاً في مخزونها بين العامين 2019م و2020 بنسبة 58%.
وقامت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بمركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار بمسح لمخزون الصفيلح للعام 2020م خلال الفترة من 15 مارس إلى 15 أبريل 2020م في كل من مرباط وسدح وحدبين وحاسك بهدف تحديد المؤشرات الحيوية للمخزون وهي كثافة الصفيلح (صفيلح/م2) وتجمع الصفيلح (تجمع/م2) ونسب أحجام الصفيلح ومقارنتها بالمسوحات السابقة. وقد تم مسح 8 مواقع في 4 مناطق دراسة وهي مرباط وسدح وحدبين وحاسك بإجمالي 32 موقع باستخدام طريقة الحبل الترانسيكت Transect بطول 100م.
وبينت الدراسة وجود انخفاض مستمر المخزون خلال آخر 10 سنوات وعدم قدرته على التعافي والرجوع إلى أفضل معدل مسجل في العام 2011م الذي بلغ 0.39 صفيلح/م2. مما يشير وبشكلٍ جلي مدى تأثُر المخزون الطبيعي ووصوله إلى مرحلة حرجة يصعُب معها التكهن بقدرته على التعافي على المدى القريب.
تجمعات الصفيلح
بلغ معدل تجمعات الصفيلح في المصائد خلال هذا العام 0.01تجمع/م2 بانخفاض يقدر بـ50% بالمقارنة مع المعدل المسجل في 2019م (0.02تجمع/م2). وفيما ظل معدل التجمع في كلٍ من مرباط وحاسك كما كان عليه في 2019م (0.01تجمع/م2)، فقد انخفض بشكلٍ كبير في سدح من 0.02تجمع/م2 في 2019م إلى 0.01تجمع/م2 أي بنسبة إنخفاض بلغت 50% وفي حدبين من 0.03تجمع/م2 في 2019م إلى 0.01تجمع/م2 في 2019م لينخفض بنسبة 67%.
وتشير العديد من الدراسات أن أدنى معدل تجمعات للصفيلح في بيئته الطبيعية يضمن عملية تكاثر ناجحة هو 0.15 - 0.2 تجمع/م2( Babcook & Kessing, 1999; Riffell et al., 2004) إلا أن معدل التجمعات المسجل خلال المسح الحالي منخفضٌ جداً وبعيد كل البُعد عن المعدل المناسب للتكاثر؛ ما يشير وبشدة إلى الوضع الحرج الذي وصل إليه المخزون الطبيعي للصفيلح العماني والممكن اعتباره غير قادر للرجوع لوضع جيد في القريب العاجل.
أحجام الصفيلح
انخفض متوسط حجم الصفيلح من 67.4مم في مسح 2019م إلى 65.4مم خلال المسح الحالي بنسبة بلغت 3%. هذا وتمثل الأحجام الصغيرة والمتوسطة في العام 2020م ما نسبته 93.5% من مخزون الصفيلح الطبيعي في العام 2020م هو مكون من أحجام صغيرة ومتوسطة.
وأشارت دراسات سابقة أُجريت في السلطنة بأن حجم الصفيلح عند أول بلوغ جنسي هو 65مم فيما تشير نتائج المسح الحالي بأن متوسط حجم الصفيلح هو 65.4مم وهو قريب من الحجم عند أول بلوغ. هذا وقد يكون لتناقص متوسط الحجم المتوفر من الصفيلح تأثير سلبي على نوعية وجودة الأحداث التي سوف يتم إنتاجها في المستقبل بالإضافة عدم توفر أعداد مناسبة من الأحجام الكبيرة والقانونية للصيد في المستقبل القريب.
معدل تواجد الأخطبوط
تم تنفيذ مسح لتقدير معدل تواجد الأخطبوط النهاري Octopus cyanea (Day octopus) في المواقع الطبيعية للصفيلح بمحافظة ظفار بالتزامن مع مسح الصفيلح الحالي. وأشارت النتائج بأن كثافة الأخطبوط أي معدل تواجده هي 0.002أخطبوط/م2 مع اختلاف هذه الكثافة من موقع إلى آخر.
ويعتبر معدل تواجد الأخطبوط صغيراً جداً ومن المرجح وبشده أن لا يمثل عاملاً في القضاء على مخزون الصفيلح. كما أن الأخطبوط لا يتغذى بشكلٍ أساسي على الصفيلح بالرغم من أنه يعتبر أحد المفترسات له.
تشير العديد من الدراسات بأن تواجد ووفرة الأخطبوط مثله مثل بعض الرخويات الأخرى كالحبار هو تواجد متغير للغاية نتيجة لقصر دورة حياته ولتأثر عملية التكاثر فيه بالظروف البيئية للبحر من تغيرٍ للتيارات ودرجات الحرارة وبالتالي فإن تواجده في منطقة معينة هو ظرفي ومؤقت (Scheel,2011). عليه فإن الافتراض القائم على أن للأخطبوط دور في تناقص المخزون في موسم الصيد 2019م هو ضعيفٌ جداً.
مما سبق يستنتج أن الإنخفاض الكبير في كثافة الصفيلح خلال العام الحالي مقارنة بالمسح السابق يعد مقلقاً جداً ويشير إلى عدم توفر إمكانية لاستدامة المصائد وصعوبة تعافي المخزون على المدى القريب. وأن معدل تجمعات الصفيلح الحالي لا يشير إلى قدرة جيدة للمخزون لحصول تكاثر مناسب ما لم يتاح له المجال للزيادة على المدى البعيد.
كما تعتبر الأحجام الحالية للصفيلح صغيرة إلى متوسطة ولا تتوفر كميات مناسبة من الأحجام الكبيرة والقانونية المسموح باستخراجها وبالتالي فإن الاستمرار بصيد كافة الأحجام سوف يؤثر بلا شك على سلامة واستدامة هذه المصائد.