اشتباكـات أفكار!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٠١:٥٥ ص
اشتباكـات أفكار!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

كلّما أمرّ أمام كلية السياحة، وأرى المبنى الفاصل، أو الواصل بينها وبين مركز عمان الدولي للمعارض، أشعر فعلا أن الوضع معبّر عن الأداء الإداري في القطاع الحكومي. أستعيد لقاء «بالصدفة» مع مسؤول «رفيع المستوى» كما يقال، وسألته عن المبنى فقال إن إشكاليته حلّت بعد طول «دراسة»..

للعلم فقط، التقيت المسؤول هذا قبل أربع سنوات، والمبنى قائم، وفي مرحلة التشطيبات النهائية، منذ أكثر من عشر سنوات، وكان معوّلا عليه أن يكون فندقا يتدرب عليه الدارسون في كلية السياحة، لكن اللجان لم تنته من الدراسات!!

**
وقبل سنوات أيضا، كان أحد مديري العموم غاضبا من أداء «مدير» يعمل ضمن فريقه الوظيفي. قلت له بيدك أن تغيّره وتأتي بالأفضل، أجاب بأنه لا يملك حرية الحركة في تنقلات كهذه.. المحكمة الإدارية تفتح أبوابها أمام «المتضررين إداريا».
.. وبقي المدير، ورحل المدير العام!!
**
الحمد لله، بتوفيق منه وسعي من الأهالي، أضيف إلينا «مطبّان» في الأنصب، وكانت فرحة أحدهم كبيرة بأنه تمّ تنفيذ إقامة «الكاسرين» بعد عام ونصف العام من المطالبات.. ليتهم طالبوا بما فيه منفعة للناس، إنما هي ثقافة تحدثت عنها، وأعيد الاقتراح مرة أخرى، مطب لكل مواطن، يضعه أمام بيته، أو يتصرف به بالبيع إن كان هناك مواطن يحتاج إلى أكثر من مطب، وربما يتم بيعها في المكاتب العقارية أو عبر الإنترنت: مطب للبيع، أو للتأجير!!
**
متى نتعلم الفصل بين الشخصيات العامة، والشخصيات اللاعامّة؟ فالمسؤول عندما يصرّح، أو يغرّد (في تويتر أو في مجالسه، على تنوعها) فإنه لا يخاطب مجتمعاً، به من الظواهر، إيجابية أو سلبية، ما تجعل قول المحسوبين على قيادتي القطاعين العام أو الخاص أمام اختبارات صعبة وقاسية، تحتاج إلى ضبط أعصاب، في مجتمع يتعلم النقد، وكيف نتحمّله، مهما أوجع، وتخطّى حدوده، وفي الدول ذات الخبرة (في التصادم بين المسؤول والمواطن) تحدث الأعاجيب من السخرية، وقد يصبح «المسؤول الكبير» صورة كاريكاتيرية على الصفحة الأولى!.. ولكل شعب ثقافته.
دور «المسؤول» أن يستمر في توصيل رسالته وأفكاره.. ودور المتلقي أن يمارس حريته، رضينا عنها أو.. سخطنا عليها.
**
بين الشخصيات من يعمل إن كان في موقعه الحكومي فقط، حينما يغادره يغادر حضوره «الاجتماعي» أيضا، وكأنما كانت إنسانيته وحيويته مرتبطة بكونه «معالي الوزير» أو «سعادة الوكيل»!.