بيونجيانج : تجربة ناجحة لمحرك صاروخ عابر للقارات

الحدث الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٠١:٤١ ص
بيونجيانج : تجربة ناجحة لمحرك صاروخ عابر للقارات

سول – ش – وكالات
أعلنت كوريا الشمالية امس السبت انها اختبرت بنجاح محرك صاروخ بالستي عابر للقارات، مشيرة الى ان هذا التجربة "تضمن" قدرتها على توجيه ضربة نووية الى الولايات المتحدة.
نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن الزعيم كيم جونغ-اون الذي اشرف على الاختبار انه بفضل هذا المحرك الجديد باتت بيونغ يانغ "قادرة على تزويد النوع الجديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات برؤوس نووية اكثر قوة وابقاء اي بؤرة على الارض مليئة بالاشرار، بما في ذلك البر الاميركي، في مدى صواريخنا".
واضاف ان هذا "النجاح الكبير" يعطي كوريا الشمالية "الضمانة" بانها قادرة على شن "هجوم نووي على الامبرياليين الاميركيين وقوى اخرى معادية".
السبت نشرت صحيفة "رودونغ سينمون" على صفحتيها الاوليين صور كيم وهو يشرف على تجربة المحرك مشيرة الى اجراء التجربة في قاعدة سوهاي الفضائية.
ويبدو كيم في احدى الصور وهو ينظر الى اسفل من برج مراقبة فيما يمكن رؤية السنة النيران في الافق. وتظهر صورة اخرى محركا مثبتا بشكل عامودي ينفث النيران.
ويشكك عدد من الخبراء الاجانب في مصداقية ما تعلنه كوريا الشمالية من اختبارات مماثلة والتي كثرت في الاونة الاخيرة. كما يعتبرون ان السلطات الشمالية تسعى الى ابراز اعمالها قبل مؤتمر الحزب الشيوعي في الشهر المقبل.
ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ اجراء الشمال تجربة نووية رابعة في مطلع يناير تبعها اطلاق صاروخ في الشهر التالي اعتبره الكثير من الخبراء الاجانب تجربة مخفية لصاروخ طويل المدى.
في مطلع آذار/مارس رد مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ تشمل قيودا على التجارة البحرية وعلى صادرات المعادن بالاضافة الى حظر على شراء الوقود للطائرات والصواريخ.
في الاسابيع الاخيرة كثفت كوريا الشمالية التصريحات النارية حول تقدم برنامجيها النووية والبالستي المحظورين بموجب عدد من قرارات الامم المتحدة. واكدت خصوصا التمكن من تصغير رؤوس نووية حرارية يمكن تثبيتها على صاروخ بالستي لانشاء ردع نووي "حقيقي".
في الاسابيع الاخيرة هددت بيونغ يانغ سيول وواشنطن تكرارا بضربات نووية وقائية.

المؤتمر الاول للحزب
لم تجر كوريا الشمالية حتى الان اي تجربة لصاروخ بالستي عابر للقارات لكنها عرضت مؤخرا نموذجا عنه هو كاي ان-او8 في اثناء عروض عسكرية في بيونغ يانغ.
لكن مع احراز البلاد تقدما واضحا من خلال تطوير هذا الطراز يعتبر الخبراء انها ما زالت تبعد سنوات عن التمتع بقدرة ذات مصداقية وتنفيذ ضربة بصاروخ بالستي عابر للقارات.
غير ان كيم اعلن ان تجربة محرك الصاروخ البالستي العابر للقارات التي اشرف عليها تثبت للعالم قدرة الدفاع الوطني التي تملكها كوريا الشمالية. ووصفها بانها "انتصار اضافي كبير" سيعرض في اثناء المؤتمر العام لحزب العمال الحاكم المقرر انعقاده في 7 ايار/مايو.
وهذا المؤتمر هو الاول للحزب منذ 36 عاما ويعتبر واجهة للسلطة، تستغلها لابراز انجازاتها وتعزيز الوحدة الوطنية حول كيم.
صرح الاستاذ في جامعة الدراسة الكورية الشمالية يانغ مو-جين لوكالة فرانس برس ان "كيم يعرض انجازاته في مجال التعزيزات العسكرية لتدعيم الولاء قبل مؤتمر الحزب، وذلك مع تفاقم الصعوبات الاقتصادية (في البلاد) بسبب عقوبات الامم المتحدة".

استنفار
واستنفر الكوريون الشماليون حول البلاد في "حملة 70 يوما" من اجل الاعداد لمؤتمر الحزب، حيث يتم تزيين وتنظيف الكثير من مدن البلاد في هذه المناسبة.
وافاد خبراء ان بيونجيانج قد تنفذ تجربة نووية خامسة قبل المؤتمر وعلى كوريا الجنوبية الاستعداد لهذا الاحتمال.
في يناير اكدت كوريا الشمالية النجاح في اول تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهي اقوى بكثير من القنبلة الذرية المعهودة، لكن الخبراء الدوليين شككوا في هذه المعلومات.
يذكر ان مسؤول فى كوريا الجنوبية، كان قد اكد في وقت سابق إن كوريا الشمالية قادرة على وضع رأس حربى نووى فى صاروخ متوسط المدى، فى تقييم جديد لقدرات بيونج يانج، التى أجرت هذا العام رابع اختبار نووى لها. وقال المسؤول المطلع على تقييم سول للبرنامج النووى لبيونج يانج وطلب عدم الإفصاح عن هويته فى تصريح لمجموعة صغيرة من الصحفيين "نعتقد أنهم نجحوا فى تصغير حجم رأس حربى نووى بحيث يمكن تحميله على صاروخ رودونج." وقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون، الشهر الماضى إن بلاده صغرت رؤوسا نووية لتحمل على صواريخ باليستية. كان هذا أول تصريح مباشر بشأن أمر تداوله الإعلام الحكومى دوما برغم عدم التحقق أبدا من صحته بشكل مستقل. وقال المسؤول إن الصاروخ رودونج يمكنه حمل رأس حربى يزن طنا لمسافة تصل إلى ألفى كيلومتر. وهذا يجعل كافة أنحاء كوريا الجنوبية ومعظم أنحاء اليابان وأجزاء من روسيا والصين فى مداه. وأضاف المسؤول "نعتقد أن لديهم القدرة على تحميل رأس حربى نووى على الصاروخ رودونج. لكن إطلاقه بهذا الشكل قرار سياسي." وقال المسؤول إنه لا توجد أدلة مباشرة على نجاح بيونج يانج فى تركيب رأس حربى على مثل هذا الصاروخ. ورفض مناقشة الأساس الذى تم بناء عليه تغيير التقييم. وأيدت الولايات المتحدة حليفة كوريا الجنوبية نفس الرأي. وقال الكابتن جيف ديفز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى بيان اليوم الثلاثاء"نعلم أنهم قالوا إن لديهم هذه القدرة ولابد أن نفترض أنهم جادون."
وكان مسؤولون كوريون جنوبيون قد اكدو امس الاول الجمعة أن مجموعة مكونة من 13 كوريا شماليا كانوا يعملون في نفس المطعم في الخارج انشقوا إلى كوريا الجنوبية.
وكانت المجموعة وهم 12 امرأة ورجل واحد تعمل في دولة لم يتم الكشف عنها، ووصلت إلى كوريا الجنوبية أمس الخميس.
وقال جيونج جون-هي، وهو متحدث وزاري في كوريا الجنوبية، أمام مؤتمر صحفي "هذه هي المرة الاولى التي تختار فيها مجموعة من الكوريين الشماليين من نفس المطعم التوجه إلى كوريا الجنوبية فورا".
وأضاف أن "الحكومة قبلت طلبهم للمجيء إلى كوريا الجنوبية لأسباب إنسانية".

وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء إن المطاعم التي تديرها كوريا الشمالية في الخارج تواجه صعوبات جديدة بعد فرض الامم المتحدة عقوبات ضد بيونج يانج بسبب إجرائها تجربة نووية في كانون ثان/يناير وإطلاقها صاروخا طويل المدى في شباط/فبراير الماضيين.
والمطاعم التي تعمل تحت اسم "بيونج يانج" تقع أساسا في الصين بالقرب من الحدود لكن هناك أيضا أفرع لها في العديد من الدول الاسيوية الاخرى.
وكانت هذه المطاعم واحدة من المصادر القليلة للعملة الاجنبية للنظام المعزول.