ختام نهائيات المسرح لمسابقة الأنـديـة للإبداعــات الشـبابيــة

الجماهير الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٥٨ ص
ختام نهائيات المسرح لمسابقة الأنـديـة للإبداعــات الشـبابيــة

مسقط-ش

أفرزت التصفيات النهائية لمسابقة الأندية للإبداعات الشبابية للعروض المسرحية على مستوى السلطنة مواهب واعدة في مختلف مجالات المسرح، وأظهرت العروض الخمسة مستويات متباينة، أوجدت أيامها حراكا مسرحيا وحضورا لافتا من محبي هذا اللون المسرحي طوال فتراتها التي أقيمت خلال الفترة من 3 إلى 8 أبريل الجاري، حيث سجلت مسرحية (حديث النفس) لنادي البشائر في آخر العروض المسرحية أمس الأول حضورا جيدا من محبي المسرح وذلك على مسرح الكلية التقنية العليا بحضور سعادة عبدالله بن سالم الجنيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية منح وعدد من المسرحيين ولجنة التحكيم.

وتحدثت مسرحية (حديث النفس) التي عرضت أمس الأول عن الضمير الإنساني الذي يلاحق الضمير الغائب المشحون بالشرور، مسرحية نسجت من خلالها تصرفات البعض في هذا العالم وعبثية أفعالهم نتيجة النفس المريضة التي لا يهمها سوى مصلحتها مخترقة بذلك الضمير الإنساني، لتسكب شلالات من الرماد على الواقع المؤلم بتعبير سيريالي مشحون بالرموز والإشارات، في المسرحية من تأليف وإخراج عادل السليماني.
وكانت العروض المسرحية انطلقت يوم الأحد الفائت بعرض مسرحي لنادي النهضة حمل عنوان ( خيوط من أحلام) من تأليف وفاء الشامسية وإخراج سالم النعيمي، وقدم نادي بوشر الاثنين 4 أبريل مسرحية (زوبعة فنجان) من تأليف وإخراج محمد المشايخي، وقدمت يوم الثلاثاء مسرحية نادي بدية بعنوان ( تطور أم تدهور) من تأليف وإخراج حمد الحجري، وعرضت يوم الخميس مسرحية نادي مجيس بعنوان ( القفص) من تأليف الجلندى البلوشي وإخراج أحمد الزدجالي، فيما كان عرض ( حديث النفس) لنادي البشائر آخر العروض المسرحية.

مواهب واعدة

وعقب ختام العروض أكد د. سعيد بن محمد السيابي رئيس لجنة التحكيم على أهمية منافسات المسرح الذي يستهدف شريحة الشباب دون الـ30 سنة وقال: تنبع أهمية منافسات المسرح التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية ضمن مسابقة الأندية للإبداع الشبابي في أنها تفتح مساحات جيدة للشباب من أجل إظهار إبداعاتهم في مجال المسرح في مسابقة تعنى بالشاب وتطوير إمكانياتهم وقدراتهم في كافة مجالات المسرح.
وأضاف بأن الشباب ومن خلال ما قدموه من مسرحيات طرحوا عددا من الأفكار وحسب اتجاهاتهم وتميزت بوجود عدد كبير من المشتغلين في المسرح، وهذا يحسب لهذه المسابقة التي أصبحنا نرى من خلالها زيادة في عدد العاملين في المسرح وخاصة من الممثلين الذين تنافسوا في إبراز مواهبهم، لكننا افتقدنا إلى العنصر النسائي الذي حضر بممثلتين فقط في كل المسرحيات الخمس المشاركة، مؤكدا أن المسابقة المسرحية ناجحة من خلال الحضور المميز للجماهير لمشاهدة العروض المسرحية، موضحا أن القضايا الاجتماعية والشبابية التي تخص المجتمع العماني غابت عن المسرحيات الأربع حيث اهتمت المسرحيات بأبعاد القضايا العربية.
وأوضح أن من أهم الإيجابيات التي أفرزتها المسابقة بروز واكتشاف عدد من المواهب الواعدة في مجالات التمثيل والإخراج والديكور والتأليف المسرحي، وهذه الظاهرة أظهرت كما ذكرت عددا من المشتغلين في المسرح وبالتالي ترفد المسرح المحترف بمجموعة من المشتغلين الشباب، وهنا نؤكد بأن المسابقة المسرحية التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية أعطت الشباب مساحة جيدة للإبداع المسرحي، وبالتالي نرى المسرح العماني حاضرا بقوة من خلال المؤلف والممثل والمخرج العماني الشاب.

احتفالية مسرحية

وقالت د. فاطمة بنت محمد الشكيلية عضوة لجنة التحكيم: سعدنا أن نكون وسط هذه الاحتفالية المسرحية الجميلة التي ضمت مجموعة من المواهب والطاقات الشبابية في مجال المسرح، أكدت أن المسرح في السلطنة لا يزال بخير.
وأضافت بأن مسابقة المسرح التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية أصبحت رافدا جديا للحراك المسرحي بالسلطنة ولا بد من الاستمرار في مثل هذه المسابقات كونها محطة لاكتشاف المواهب في مجالات التمثيل التي ظهرت أثناء تقديم المسرحيات في مجالات التمثيل والإخراج لكنها تحتاج إلى المزيد من التوجيه، وهذا سيصقل من خلال القراءة ومتابعة المسرح بشكل عام.

فرصة للالتقاء

وقال المخرج عبدالغفور بن أحمد البلوشي: بشكل عام المهرجان فرصة لالتقاء الشباب ليعبروا عما بداخلهم ويقدموا إبداعاتهم الشبابية في كل مجالات المسرح، وبالتالي يستطيع هؤلاء الشباب شق طريقهم.
مسابقة المسرح بشكل عام مسابقة جيدة وأفرزت عددا من المواهب التي تحتاج إلى التدريب والصقل نوعا ما حتى تستطيع أن تشق طريقها في كافة مجالات المسرح، وما قدم من مسرحيات كان في مستوى متوسط ومتفاوت في نسبة درجة إجادتها من مسرحية إلى أخرى.
وأضاف قائلا: نتمنى أن يكون هناك تنسيق بين الجهات المسرحية، ففي هذه الفترة تزاحمت العروض المسرحية التي جاءت في نفس التوقيت منها مهرجان الطفل ومهرجان المسرح الجامعي ومهرجان كليات العلوم التطبيقية إلى جانب مهرجان مسابقة الأندية للإبداع الشبابي وبالتالي نحتاج إلى نوع من التنسيق وبالتالي توزيع هذه المسابقات المسرحية حتى تكون متتالية وتتوزع طوال العام من خلال التنسيق بين منظمي المسابقات والمهرجانات المسرحية، كما نتمنى لكل مهرجان ومسابقة مسرحية موضوعات محددة تتناولها المسرحيات المعروضة حتى يلتزم بها المشاركون.

مستويات متقاربة

عبّر الفنان سالم بن مبارك بهوان عضو لجنة التحكيم عن سعادته بالمشاركة في لجنة التحكيم وقال: سررنا بما شاهدناه من عروض إبداعات شبابية في كافة مجالات المسرح وبعد انتهاء العروض الخمسة هناك تقارب في مستوى الأداء المقدم في كافة العروض المسرحية لذلك نجد صعوبة في التمييز بين العروض الفائزة، وهناك جهد طيب مقدم من الأندية المشاركة ونتمنى لهم التوفيق.
النشاط المسرحي في البلد شيء جميل فالمسرح أبو الفنون وهذا الحراك يعطي الفرصــــة لشباب الأندية للعــمل المســـرحي والانطلاقة نحو الإجادة، و بالتالي فإن المسابقة في حد ذاتها تعد مسابقة جدية وتعمل على تنشيط المسرح الموجود لدى الأندية، مضيفا أن المسرحيات قدمت مواهب واعدة في الإخراج والتأليف والتمثيل وما يحتاجه تأهيل بسيط لهؤلاء الشباب.
وعن الممثلين قال: يوجد أكثر من ممثل واعد يمكن أن يكون علامة جيدة في سماء التمثيل والمسرح في قادم الوقت، ويحتاج إلى تأهيل أكاديمي بسيط، ونقدم الشكر لجميع الشباب على ما قدموه من مسرحيات وأداء مشرف.

33 نادياً

من جانبه أكد سعود بن عامر الخنجري مشرف المسابقة بوزارة الشؤون الرياضية على أهمية مسابقة المسرح في نسختها الثالثة وقال: المسابقة هي بداية الانطلاق لمواهب وقدرات الشباب في مجال التمثيل والإخراج والتأليف والسينوجرافيا، والحمد لله هناك تجاوب جميل من شباب الأندية الرياضية للمشاركة في المسابقة، حيث بدأت بمشاركة 33 ناديا في التصفيات الأولية من خلال خمس مجموعات، تأهلت منها خمسة عروض مسرحية على مستوى السلطنة، وهذا ما شاهدناه في التصفيات النهائية التي سجلت عروضا جيدة لكنها تظل تجارب شباب تحتاج لمزيد من الدعم، نتمنى أن يكون هناك مهرجان مسرحي شبابي مستقل يقام بشكل سنوي وليس فقط كمسابقة مسرحية ضمن مسابقة الأندية للإبداع الشبابي. وأضاف: لقد أفرزت المسرحيات الخمس بروز عدد من المواهب الجديدة التي نشاهدها لأول مرة في مجال المسرح، ونتمنى أن نراها في مهرجانات مسرحية مقبلة.
وحول وجود أكثر من مهرجان مسرحي في نفس التوقيت قال: وجود النشاط المسرحي ظاهرة صحية جيدة ولكن لا بد من وجود جهة تنسق بين تلك الجهات لتنســيق وقت تنظيمها، ويقـــع على الجمعية العمانية للمسرح دور في عملية تنظيم الوقت لتلك المسابقات والمهرجانات المسرحية.

مساحات للشباب

وقال الكاتب والمخرج المسرحي صلاح عبيد: جاءت منافسات المسرح في مسابقة الأندية للإبداعات الشبابية في وقت مهم لفئة الشباب وخاصة عن طريق الفرق الأهلية التي تملك ممثلين شبه محترفين ذوي خبرات وإمكانيات، والشباب نادرا ما يجدون المساحات المتوفرة للظهور في مثل هذه الأدوار، حيث إن المسابقة التي حددت أعمارها للشباب أتاحت لهم خوض مجالات التأليف والإخراج والسينوجرافيا، وبالتالي إظهار طاقات الشباب في مختلف محافظات السلطنة وخاصة الأندية التي فقدت زهوها المسرحي، متمنيا من الأندية دعم الفرق المسرحية بها مثلما يدعمون الألعاب الرياضية حتى تتمكن هذه الفرق من المنافسة على مستوى السلطنة، وبالتالي إعادة فرق المسرح بالأندية التي اختفت بعد إنشاء الفرق المسرحية الأهلية.
وأضاف بأن عودة مسابقات المسرح بين الأندية أوجدت طريقا جديا لاهتمام الأندية بالفرق المسرحية، متمنيا أن يزيد الاهتمام بالمسرح بشكل يوجد حراكا مسرحيا جيدا، مؤكدا على أهمية وجود المسابقات والمهرجانات المسرحية.

إظهار المواهب

وقال د. عبدالله بن شنون البلوشي: تسعى وزارة الشؤون الرياضية من خلال مسابقة الأندية للإبداع الشبابي إلى تفعيل دور الأندية لتصبح مركزا للإبداعات الشبابية، وهي لا شك فرصة جميلة لإظهار المواهب من خلال الأندية، موضحا أن المسابقة مرت من خلال التصفيات على مستوى المحافظات والتي تم من خلالها ترشيح خمسة أعمال مسرحية فائزة تتنافس على المراكز الأولى. وأضاف بأن ما قدم من خلال المسابقة من أعمال أفرزت العديد من المواهب الشابة في مختلف مجالات المسرح كالإضاءة والإخراج والتمثيل والديكور، فجاءت العروض متقاربة الأداء وهناك ظهور للسينوجرافيا وهناك مواهب ناضجة في هذا المجال يمكن أن يستفاد منها، وقال: هنا نوجه كلمة شكر لجميع الشباب المسرحيين ونقول لهم عليهم أن يعوا جيدا ما هو المسرح لكي يقدم عرض مسرحي متكامل وجميل، متمنيا أن تتطور المسابقة لتصبح مهرجانا مسرحيا سنويا تحت رعاية وزارة الشؤون الرياضية.

محطة

وتعد مسابقة المسرح التي محطة مهمة لتعزيز قدرات الشباب في كافة مجالات التمثيل بدءا من الأداء ومرورا بالتأليف والإخراج والديكور، موضحا أن المسابقة في تصفياتها الأولى سجلت حضورا جيدا لفرق الأندية التي تنافست فيما بينها للوصول إلى المرحلة النهائية من التصفيات، مشيدا بدور المسابقة في جعل الأندية مركز إشعاع ثقافي وحراكا مسرحيا يسهم في تعزيز دور الأندية في كافة ولايات السلطنة بما يجعلها المكان والبيئة المناسبة لقضاء أوقات الشباب بما يفيدهم ومجتمعاتهم.
يذكر أن المسابقة انطلقت في أكتوبر من العام الفائت خلال المرحلة الأولى والتي أقيمت تصفياتها على مستوى الأندية، تأهل من خلالها أوائل المسابقات إلى المرحلة الثانية والتي أقيمت تصفياتها على مستوى كل محافظة في مجالات (الشعر والإلقاء ـ المسابقة الثقافية ـ التعليق الرياضي ـ الشطرنج ـ المسرح) حيث اختتمت فعالياتها وتأهل من خلالها أوائل المحافظات للمرحلة الثالثة والختامية.