بعد "كورونا".. هل تتعافى السياحة في السلطنة ودول الخليج؟

مزاج الجمعة ١٥/مايو/٢٠٢٠ ٠٠:٣٦ ص
بعد "كورونا".. هل تتعافى السياحة في السلطنة ودول الخليج؟

مسقط – وكالات

لم يكن للسياحة العالمية أو الخليجية طوال فترة جائحة فيروس كورونا المستجد المستمرة أي مكانة، ولم تحقق أي مداخيل؛ بسبب توقف حركة الطيران بين الدول، وإغلاق المطارات، وامتناع السياح عن التنقل والسفر خوفاً من انتقال العدوى.

ومع بدء العودة التدريجية للحياة في الكثير من الدول بدأت عدة حكومات تطرح رؤى لعودة السياحة في العالم ودول الخليج، والوقت الذي يحتاجه القطاع السياحي للتعافي من الآثار السلبية التي تركتها الجائحة.

وقبل فيروس كورونا عملت دول الخليج على تنويع مصادر دخلها والاتجاه إلى السياحة لجعله أحد مصادر إيراداتها، إلى جانب النفط المصدر الأساسي، حيث توقع تقرير صادر عن "أورينت بلانيت للأبحاث" أن تتجاوز قيمة الاستثمارات المتوقعة بالقطاع السياحي في دول الخليج 136 مليار دولار في الفترة المقبلة خلال الفترة من 2027 إلى 2040.

وتتمتع الدول الخليجية باقتصادات قوية وبنية تحتية متطورة تجعلها تتقدم في قطاع السياحة؛ من مطارات، وشركات طيران، وطرق حديثة، وفنادق عالمية مميزة، ومناطق أثرية وسياحية، وثقافات وعادات تراثية متنوعة، وطبيعة صحراوية ساحرة، خاصة للسياح الغربيين، وفق تقرير لـ"الخليج أونلاين".

وخلال أزمة كورونا كانت الإمارات الدولة الخليجية الأكثر تضرراً نتيجة الجائحة، وفقاً لتقرير نشرته "ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية"، في أبريل الماضي، إضافة إلى تعرض السعودية والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان والكويت إلى خسائر متفاوتة.

الانتعاش السياحي
وبرغم الأرقام والتقارير السلبية حول السياحة في الخليج بسبب كورونا فإن تلك الدول ستشهد انتعاشاً سياحياً مع انتهاء أزمة المرض، وعودة السياحة الداخلية والخليجية؛ وذلك بسبب رغبة العائلات بالترفيه، وفقاً لموقع "هوتل أندريست دوت كوم".

وستكون أبوظبي ودبي -حسب التقرير- أفضل وجهات السياحة العائلية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، خاصة أن السياحة بهما عائلية بامتياز، نظراً لتوافر العديد من الوجهات ومراكز الجذب السياحي؛ ابتداء من قصر الإمارات، ومروراً بجزيرتي المارية والسعديات، ثم جزيرة ياس حيث توجد المدن الترفيهية والألعاب المائية والشواطئ الراقية ومراكز التسوق الفخمة.

وتعد الخدمات الراقية التي تقدمها هذه المرافق الفاخرة لزوارها من الإمارات ومنطقة الخليج والمرافق السياحية الأخرى في مقدمة الأسباب التي تجعل من أبوظبي الوجهة السياحية المثالية للعائلات، كما يؤكد الموقع الاقتصادي.

السياحة في السلطنة
وفي سلطنة عُمان التي تضم أماكن سياحية خلابة، وتتمتع بالعديد من المقومات الطبيعية الجاذبة، تعمل الجهات الرسمية فيها على تحديد العمل في القطاع السياحي بعد أزمة كورونا، إذ ستركز على السياحة الداخلية والإقليمية خلال الفترة المقبلة، وفقاً لوكيلة وزارة السياحة، ميثاء بنت المحروقية.

وتتمتع السلطنة بمقومات سياحية عديدة ومتميزة؛ بحكم موقعها الوسيط كبوابة بين شرق العالم وغربه، وامتلاكها أجواء معتدلة مقارنة بدول الجوار.

وسبق أن فازت سلطنة عُمان بجائزة أفضل وجهة سياحية في المنطقة العربية، حسب الاستفتاء الذي أجرته مؤسسة "جو آسيا" الألمانية لعام 2019.

وسوف تعمل السلطنة، حسب حديث المحروقية خلال اجتماع عقدته في 21 أبريل الماضي، عبر الاتصال المرئي مع قيس بن محمد اليوسف، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وبمشاركة رئيس وأعضاء لجنة السياحة بالغرفة، على وضع الخطط وإجراءات عودة الحركة السياحية في السلطنة بعد كورونا.

وستعمل السلطنة وفق المحروقية على جذب السياح عبر توفير برامج تسويقية إقليمياً، خاصة أن تعافي القطاع السياحي على المستوى العالمي سيحتاج إلى فترة طويلة قد تستمر إلى أكتوبر 2021 أو بداية 2022.

وإلى جانب خطط المحروقية، ستعمل السلطنة على الترويج للمزارات السياحية فيها بشكل أكبر لدول المنطقة، خاصة الجبل الأخضر، والأشخرة ومصيرة، وأيضاً محافظة مسندم لجذب الأفواج السياحية إليها من دول الخليج.

السعودية
وفي السعودية التي تأثرت السياحة فيها وخاصة الدينية بشكل كبير بسبب توقف رحلات العمرة، تأمل الشركات أن تعود إلى عملها كالسابق، خاصة أن المملكة أنفقت مليارات الدولارات على هذا القطاع خلال الفترة السابقة.

وكانت السياحة من القطاعات التي ذهبت المملكة إليها للتنويع من مصادر دخلها بهدف تقليل الاعتماد على النفط الذي شهد تراجعاً كبيراً في أسعاره بسبب جائحة كورونا، والخلاف مع روسيا حول الإنتاج.

وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، عبر عن أمله خلال حديث له أثناء ترؤس بلاده قمة العشرين، في أبريل الماضي، في أن يكون تأثير الوباء على القطاع السياحي في بلاده على المدى القصر فقط.

وتنتظر الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية، كما يؤكد الخطيب، عودة السياح إلى بلاده التي تعد قطاعاً جديداً بها.

واستأجرت الحكومة السعودية، حسب الخطيب، الفنادق بالكامل لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر؛ لمساعدة القطاع بشكل مؤقت.

السياحة الكويتية والبحرينية
وفي الكويت التي وصل إجمالي الخسائر والالتزامات الشهرية لجميع مكاتب السفر والسياحة للشهر الأول من جائحة كورونا إلى قرابة الـ8.2 ملايين دينار شهرياً (25 مليون دولار)، وفقاً لاتحاد مكاتب السفر الكويتية.

وستعمل الكويت على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لقطاع السياحة، ووضع الحلول المناسبة والواجب اتخاذها لمعالجة أوجه الخلل لضمان الاستدامة المالية لقطاع السياحة والسفر؛ لكونها تعد أحد أهم روافد الاقتصاد الكويتي، حسب بيان لاتحاد مكاتب السفر.

وفي البحرين، يتوقع علي مرتضى، مدير إدارة التطوير العقاري والسياحة بمجلس التنمية الاقتصادية، احتمال عودة قطاع الضيافة والسياحة إلى الانتعاش على الرغم من الضربة التي تلقاها جراء انتشار جائحة فيروس كورونا.

جاء ذلك في ندوة عبر شبكة الإنترنت "ويبنار" استضافها كل من عابد بوت، وسام إيرك روتمان، وشارك فيها مسؤولون بارزون بالصناعة الفندقية من دولتي الإمارات والسعودية، في 2 مايو الجاري.

وفيما يتعلق بصناعة الضيافة قال مرتضى إنه لا يوجد سياح حالياً بسبب توقف حركة الطيران التجاري، كما أن جسر الملك فهد الذي كان يصل عبره نحو 85% من الزوار مغلق منذ 8 مارس، في حين تم تعليق منح تأشيرات الدخول في منافذ الوصول منذ 18 مارس؛ في إطار القيود المفروضة على حركة السفر للحد من انتشار الفيروس.

وأخذت بعض الفنادق في البحرين -وفق مرتضى- بالتأقلم مع الظروف الحالية؛ كإلغاء خيم الإفطار والأنشطة الرمضانية، وفي ذلك عمدت بعض الفنادق إلى تقديم خدمات التوصيل إلى عملائها، في حين تحول بعضها الآخر إلى مرافق للحجر الصحي بتوفير خدمات مدفوعة الأجر للأشخاص غير الراغبين في البقاء في مرافق الحجر الصحي الحكومية.