مسقط-ش
واصلت الهيئة العامّة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) خلال العام 2020 جهودها الرامية إلى تسويق مقومات الاقتصاد الوطني محليًّا ودوليًّا لجذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، وإيجاد شراكات استراتيجية لإقامة المشاريع الاستثمارية اللازمة للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة إضافة إلى ترويج الصادرات العُمانية غير النفطية وتعزيز وجودها في الأسواق الخارجية والمنافسة فيها؛ تماشيًا مع خطط السلطنة ضمن جهود التنويع الاقتصادي.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات-إثــــــراء عزان بن قاسم البوسعيدي : " رسمت إثراء خطتها للعام 2020 عازمة على مواصلة تحقيق رؤيتها ورسالتها التي تتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040، لتؤكد سعيها المستمر في تسويق مقومات الاقتصاد الوطني رغم ما يشهده العالم من تباطؤ مستمر تتوالى فيه الأزمات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة ذات التأثير على حركة رؤوس الأموال الأجنبية وجذب الاستثمارات إضافة إلى حركة التبادل التجاري بين كافة أقطار العالم، وهي تعمل على ذلك من خلال تحسين الخدمات المقدمة مستفيدة من أفضل الممارسات العالميّة في هذا الجانب، ومدركة تمام الإدراك بأن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز القدرات التنافسية للانتقال إلى مستوى إنتاجية أعلى ومستويات أفضل من التطوير الاقتصادي للسلطنة".
وأشار في حديثه: إن التجارة العالمية تتعرض بالفعل لموجة جديدة من القيود التجارية والإجراءات التي أدت إلى انخفاض الاستثمار العالمي وأن أزمة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وغيرها من العوامل ستؤثر بشكل ملحوظ على النمو الاقتصادي ونتيجة لتلك العوامل تباطأت الاقتصادات الكبيرة مثل الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة بالفعل، ولأسباب عدة تتراوح بين التنافس التجاري وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدم وجود الحافز المالي من خلال تخفيض الضرائب وغيرها.
إعلان خطتها السنوية 2020:
ومنذ إعلانها في شهر فبراير الفائت عن خطة عملها للعام 2020م، وذلك ضمن بادرتها السنوية في مشاركة المجتمع والمؤسسات المعنية من القطاعين العام والخاص والشركاء الإعلاميين تفاصيل خطة العمل السنوية؛ واصلت إثــــــراء الترويج لجذب الاستثمار وذلك من خلال التعريف بالحوافز والفرص الاستثمارية المتاحة بالسلطنة والمناخ الملائم لتأسيس المشاريع التجارية في القطاعات المستهدفة التي تتماشى مع رؤية عمان 2040 في مختلف المحافل والمؤتمرات والمنتديات الدولية. حيث تضمنت خطة عمل الربع الأول من العام 2020 مجموعة من الأنشطة في مجال الترويج للسلطنة؛ منها تقديم التسهيلات للمستثمرين لبدء مشاريعهم الاستثمارية في السلطنة، وتسهيل الحصول على الموافقات والتراخيص، واستخراج السجلات التجارية، وتنظيم برامج الزيارة للوفود الاستثماريّة بالتعاون مع الشركاء من الجهات المعنيّة.
وفي مجال الصادرات عملت إثراء على تنظيم المعارض واللقاءات الثنائية بين المصدّرين العُمانيين والمستوردين في الأسواق المستهدفة، إضافةً إلى تنفيذ عددٍ من البرامج الأخرى التي تقوم بها في سبيل دعم المصدّرين العُمانيين منها الزيارات الدورية للمصانع العُمانية للوقوف على أبرز التحديات التي تواجهها.
وقد كشفت خطة إثـراء للعام 2020 عن مجموعة من المبادرات الهادفة إلى فتح أسواق جديدة للصادرات العمانية غير النفطية عبر تنظيم اللقاءات الثنائية المباشرة، والمشاركة في المعارض أو تنظيمها، والتي كان آخرها معرض المنتجات العمانية (أوبكس2020) برواندا في نسخته العاشرة بعد النجاحات السابقة والتي تحققت في كلا من المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية ، بالإضافة إلى جمهورية كينيا خلال العام المنصرم، كما شاركت إثراء في الاشراف على الجناح العُماني بمعرض العسل الموسمي في قطر ، وتنظيم مشاركة الشركات العُمانيّة المتخصصة في معرض الغذاء جلفود 2020م بدبي وبالتعاون مع مدائن.
تطويرُ الخدمات الالكترونية
وفي ظل الظروف الاستثنائية والمتعلقة بانتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وما نتج عنه من قيود فرضتها العديد من دول العالم والتي في مقدمتها إجراءات منع السفر والتنقل، تُعدّ منصة استثمر في عمان الإلكترونية "investinoman.om" منذ تفعيلها في نوفمبر الماضي مشروعاً وطنيًّا مهمًّا، يواكب أفضل الممارسات في مجال الترويج للاستثمار في العالم؛ إذ توفر المنصة عرضًا للمشاريع والفرص الاستثماريّة المتاحة في السلطنة، والتفاصيل المتعلقة بكل مشروع، كما تعرض الإجراءات والتراخيص المرتبطة بممارسة الأعمال التجارية المتبعة لدى الجهات ذات الاختصاص، بالإضافة إلى توفيرها ملفًا تعريفيًّا خاصًا بكل مستثمر يرغب بالاستثمار في السلطنة، ومع انتهاء الربع الأول من العام الحالي 2020، انضمت 20 مؤسسةً من القطاعين العام والخاص تمثل قطاعات اقتصاديّة مختلفة تشمل: الصناعة والصحة والسياحة وغيرها، كما زودت هذه الجهات المسجلة المنصة بـ 22 فرصة استثمارية يمكن للمستثمر الجاد الاطلاع عليها والتواصل مع الجهة مقدّمة المشروع، كما تضم المنصة 60 مزود خدمات من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كالمكاتب الاستشارية ومكاتب المحاماة وشركات الوساطة التجارية وغيرها من الشركات التي تتيح خدماتها عبر المنصة لرجال الأعمال الراغبين بالاستفادة منها. وتوفر عدد من الخدمات الالكترونية الأخرى والتي تخدم المُسجلين بها من خلال مجموعة من الأدوات والوسائل منها إمكانية التواصل والاستفسار عن تفاصيل المشاريع المدرجة وكذلك عقد اجتماعات مرئية إلكترونية مما يمكّن العديد من المهتمين من رجال الأعمال خارج السلطنة من التواصل المباشر مع الفريق أو أصحاب المشاريع مباشرة.
وعلى الجانب الآخر وكنتيجة لهذه المبادرات وغيرها، استعرض مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) التابع للأمانة العامة للأمم المتحدة في تقريره الذي صدر مؤخراً مطلع أبريل الجاري؛ سلطنة عمان كنموذج ضمن قائمة الدول التي تبنت سياسات من شأنها تسهيل وترويج الاستثمار الأجنبي والفرص الاستثمارية من خلال تقديم ميزات تنافسية وحلول ذكية، حيث تحدث هذا التقرير عن أهم التطورات الاقتصادية الناتجة عن انتشار فايروس كورونا كوفيد-19 وتأثيراتها على السياسات والإجراءات المتعلقة بجذب الاستثمار الأجنبي بالتحديد، حيث أشار التقرير إلى منصة (استثمر في عُمان)، كأحد الممارسات المتقدمة في سبيل عرض الفرص الاستثمارية من أي مكان حول العالم.
استقبال الوفود التجارية
تستقبل الهيئة سنويًّا عددًا من الوفود من مختلف دول العالم بهدف بحث فرص الاستثمار في السلطنة، وتعزيز التعاون الاقتصادي. وقد نظّمت إثراء عددًا من اللقاءات الثنائية بين المستثمرين نتج عنها تقديم رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في الوفود طلبات لإقامة مشاريع استثمارية، والتي كان آخرها زيارة لوفدٍ استثماري من رابطة NUMOV الألمانية برئاسة سعادة سيجمار غبريل، نائب المستشار السابق، الوزير الاتحادي السابق للشؤون الخارجية والوزير الاتحادي السابق للشؤون الاقتصادية وبمعيته 30 ممثلا لشركات ألمانية من مختلف القطاعات وذلك خلال زيارة استمرت على مدار يومين. التقى خلالها الوفد الزائر بعدد من المسؤولين والجهات المعنية في وزارة التقنية والاتصالات وغرفة تجارة وصناعة عمان وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وفي سياق متصل بترويج المناخ الاستثماري للسلطنة وجذب الاستثمارات من مختلف دول العالم، شاركت إثراء ممثلة في رئيسها التنفيذي عزان بن قاسم البوسعيدي في ندوة استثمارية نظمتها الغرفة التجارية العربية البريطانية في العاصمة لندن، تم خلالها عرض الخدمات التي تقدمها إثراء في مجالي ترويج الاستثمار وتنمية الصادرات والتعريف بالحوافز الاستثمارية التي تقدمها السلطنة للمستثمر الأجنبي وذلك بهدف جذب اهتمام مجتمع الأعمال البريطاني من أجل الاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات، إذ يُعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي فرصة لدى العديد من الشركات البريطانية التي تتطلع إلى السلطنة كموقع استراتيجي ومركز للتجارة مع دول الخليج العربي وشرق إفريقيا مستفيدة بذلك من الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتميز به السلطنة.
وقد شاركت إثراء ممثلة بالرئيس التنفيذي وممثلين من الهيئة العامة للتعدين وشركة تنمية معادن عمان في الندوة الإلكترونية التي نظمتها السفارة الأمريكية بمسقط والتي تم من خلال الندوة التواصل مباشرة مع عدد من الشركات الامريكية والاجابة على استفساراتهم وتعريفها بالفرص الاستثمارية المتاحة في مجال التعدين.
كما تم خلال الثلاث أشهر الماضية تنظيم برنامج زيارة لشركة بريطانية مختصة في القطاع الصحي تستثمر في بحث فرصة لإنتاج وتوفير أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة تستخدم لأغراض طبية، حيث تقوم الشركة بدراسة السوق وإمكانية صناعة المنتجات محليًا لتوفير خدماتها للسوق العماني. كما تم تنظيم برنامج زيارة لوفد أجنبي مهتم بالاستثمار في إحدى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ومن جانب آخر يجري التنسيق النهائي مع مستثمر أجنبي مهتم بإنشاء مستشفى صحي مختص بأمراض الكلى بالسلطنة. كما أسفرت هذه الزيارات عن تسجيل 3 شركات استثمارية قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية تركيا في قطاعات: الصناعة والتغليف والمواد الغذائية والسياحة والتطوير العقاري وشركة متخصصة في التطوير السياحي تزاول أعمالها في عدد من البلدان الأوروبية، حيث تتوزع تلك المشاريع في كلا من العاصمة مسقط وولاية صحار وأخرى سيتم تحديدها موقعها لاحقاً.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قادرة على التصدير والمنافسة دوليًّا:
تركز إثراء جهودها وأنشطتها ومبادراتها الترويجية نحو دعم الصادرات العُمانية غير النفطية، من خلال جملةٍ من المبادرات منها التنظيم والمشاركة في المعارض التخصصية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال العُمانيين وذلك من أجل إتاحة المجال لهم لبناء شراكات دولية من خلال الالتقاء المباشر مع المستوردين من مختلف دول العالم، إضافة إلى اكتشاف الفرص المتاحة خارج إطار السوق المحلي وتعزيز ثقافة التصدير وأهميته في زيادة الإنتاج وتوسيع قاعدة الأعمال. حيث أشرفت إثراء بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية على جناح السلطنة المشارك في معرض وسوق العسل الموسمي في دولة قطر الذي أقيم في الفترة من 30 يناير إلى 8 فبراير، وذلك بمشاركة 11 مؤسسة، وقد حققت المشاركة نتائج جيدة تمثلت في حصول 9 شركات عُمانية على وكيل تجاري لتوزيع منتجاتها في السوق القطرية.
المنتجات العُمانية في السوق الخليجي:
معرض الخليج للأغذية (جلفود) في مدينة دبي؛ أحد أكبر المعارض المتخصصة في قطاع الأغذية وأهمها، كان أحد المحطات الهامة لإثراء في سبيل الترويج للمنتجات العُمانية وذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، وقد جرى خلال المعرض توقيعُ عددٍ من الصفقات التجارية وتحديد وكلاء وموزعين تجاريين لعددٍ من الشركات العُمانيّة المشاركة، وتشير إحصاءات المشاركة إلى أنّ 75% من الشركات المشاركة تمكنت من الحصول على طلبات تصدير لمنتجاتها، حيث بلغت قيمة طلبات التصدير لإحدى الشركات المشاركة حوالي 130,000 دولار أمريكي، فيما بلغت قيمة طلبات تصدير لشركة عُمانية أخرى نحو 75,000 دولار أمريكي، كما حققت 50% من الشركات المشاركة أكثر من 20 فرصة تجارية، بينما حققت نسبة 12,5% منها من 10 إلى 20 فرصة، وحققت نسبة 37,5% من الشركات حققت من 1 إلى 10 فرص تجارية.
وعلاوةً على المكاسب التجاريّة المباشرة، يساهم المعرض في تعريف المشاركين بأحدث التقنيات والخدمات والمنتجات في هذا القطاع، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية مع شركات الأغذية العالمية.
التنوع في أسواق التصدير
عكفت إثراء خلال السنوات الأخيرة الفائتة على دراسة جدوى التصدير إلى السوق الأفريقية ومدى تنافسية المنتج العماني فيها، وقد أثبتت المشاركات السابقة نجاحها منذ اللقاءات الثنائية التي تم تنظيمها في إبريل من العام 2015م بجمهورية إثيوبيا والسوق المصرية في مايو من العام 2017م ومن ثم اللقاءات الثنائية في المملكة المغربية في نوفمبر من العام 2019م، فكانت جمهورية رواندا -التي تعد أحد أهم الأسواق الواعدة في وسط أفريقيا ومحطة عبور السلع والبضائع في القارة الأفريقية- محطة إثـــراء لهذا العام لتوسيع رقعة حضور المنتج العماني في القارة السمراء، وذلك من خلال معرض المنتجات العمانية أوبكس2020 فالذي نُظّم في أوائل مارس الماضي، بإشرافٍ من اللجنة المنظمة للمعرض والتي تضم إلى جانب إثـراء كلاً من غرفة تجارة وصناعة عُمان، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، وعددٍ من ممثلي القطاع الخاص. وقد بلغ عدد الشركات المشاركة في المعرض ما يزيد عن 60 شركة تمثل شريحة واسعة من المؤسسات والمصانع من مختلف القطاعات تضمنت: المواد الغذائية، ومواد البناء والتشييد، والبلاستيك، والمواد الكيميائية والمعدنية، وغيرها. كما تضمنت المشاركة أيضًا ممثلين من قطاع الخدمات اللوجستية، ووكالة ضمان ائتمان الصادرات (كريدت عمان)، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة). وقد نُظّم على هامش المعرض لقاءات الثنائية بحضور الشركات العُمانية ونظيراتها الرواندية من مختلف القطاعات، وبلغ عدد الشركات الرواندية المشاركة في اللقاءات الثنائية (324) شركة. المعرض الذي بلغ عدد زواره أكثر من 1100 زائر من رجال الأعمال الروانديين والمهتمين بالمنتجات العمانية والراغبين في الاستثمار في السلطنة شهد نجاحًا واسعًا، وقد استطاعت 64% من الشركات العمانية المشاركة من تحديد وكلاء وموزعين لمنتجاتها، كما نجحت 24% من الشركات المشاركة من الحصول على طلبات تصدير منتجاتها. وعلى هامش تنظيم المعرض تمكنت شركة من قطاع الخدمات الطبية وإنتاج الأدوية من توقيع إتفاقية تعاون مع شركة نظيرة، كما تمكنت شركة تعمل في مجال البناء والتشييد من توقيع اتفاقية وكالة مع شركة نظيرة لتسويق وبيع المنتج العماني في السوق الرواندي وغيرها من الأسواق المجاورة