وثيقة الوفاء والولاء لتحيا عُمان

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/مايو/٢٠٢٠ ١٩:١٦ م
وثيقة الوفاء والولاء لتحيا عُمان

بقلم: علي بن راشد المطاعني

لم تكن كلمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة في إفتتاحية مجلة عالم الهجن مجرد كلمة عابرة كأي الكلمات أو كأي إفتتاحيات المجلات والدوريات ، أو لإستعراض مرحلة وتسليط الضوء على الفترة الراهنة ، وإنما كانت وثيقة (وفاء وولاء) ، ستظل خالدة للأبد كمنهاج عمل ورؤية حياة وإدارة دفة دولة عربية عريقة ضاربة بجذورها في أعماق الأصالة كهذا الوطن ، كانت كلمة تؤسس وبلغة عالية المستوى تنز فصاحة وبلاغة لمنهاج راسخ يوضح بجلاء مسار العمل في المرحلة القادمة بحول الله ، ثم أوضحت ثم رسمت بالكلمات لوحة زاهية الألوان عن كيف ولماذا يقف الأخيار من أبناء عُمان خلف سلاطينهم في المنعطفات وفي الأفراح والأتراح ، معبرين عن إمتنانهم وتقديرهم للراحلين لقاء كل الجهد وكل العرق وكل الضنى الذي بذلوه من أجل أن يبقى ويظل الوطن شامخا أبيا عصيا على الإنكسار ، ووقوفهم خلف القائمين على إدارة الدولة وقفة رجل واحد غير هيابين ولا متخاذلين ، معبرين بكل الصدق وأصل الصدق عن مايكنه أبناء عُمان لحكامهم وسلاطينهم من حب ووفاء وتضحية بالمال والأنفس وبكل غال ورخيص ، مسخرين جهدهم وطاقتهم وقدراتهم لمواصلة الدرب لبناء عُمان وخدمة أبنائها المخلصين ، صورة بالطبع بديعة الألوان تبعث على الإرتياح وتثلج الصدور لهذا التسامي والسمو في التعبير بشفافية وعفوية عن مايجيش في الصدور من صادق المعاني عاليات الدلالات .

هذه الكلمة ترسم في الواقع ملامح المرحلة القادمة بنحو ساطع وباهر إذ ليس فيها لبس ولاغموض ، فإصطفاف كل أبناء عُمان وفي كل شبر من ثرى هذه الأرض الطيبة خلف قيادة السلطان هيثم بن طارق هو في الواقع أمر مفروغ منه ، هو عهد يرسم ملامح المرحلة بكل تفاصيلها وجزئياتها متوسمين خطى مؤسس نهضة عُمان الحديثة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد في تزكيته لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق لحمل الراية وقيادة دفة سفينة الوطن وسط هذا البحر اللجي .

الوثيقة التي خطها سمو السيد أسعد ببنانه بمداد من نور على صفحات المجلة تستحق أن تحال بالفخر كله لكل متاحف عُمان لتحتل مكانا عليا بها بإعتبار أن فحواها ومغزاها يؤسس لرؤية حكيمة سنتها العائلة الكريمة في إدارة الدولة إنطلاقا من تثبيت أركان الوفاء والعرفان لفقيدنا العظيم طيب الله ثراه ، ثم الوقوف صفا واحدا ممتدا إلى ماشاء الله مع وخلف جلالة السلطان هيثم بن طارق للمضي قدما في بناء سلطنة عُمان الحديثة لتبقى بين الأمم أبدا علما خفاقا يشار إليه بالبنان في كل ساريات عواصم كوكب الأرض ، لقد قدمت عُمان درسا عالميا مجانيا في كيفية الإنتقال السلس للسلطة في البلاد ، فكان أن وقف العالم مبهورا مشدوها عندها تحطمت كل آمال الشامتين والحالمين بغير الخير لعُمان وشعبها .

لقد أوضحت الوثيقة بجلاء صفاء القلوب ونقاءها ، فالمواقف التي عبرت عنها هذه الوثيقة جسدت ما يكنه صاحب السمو السيد أسعد من وفاء وإمتنان للمغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه ، وولاء ساطع لجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه ، ووصفهما بما يليق بهما إجلالا وتقديرا لما قدمه الراحل لهذا الوطن ، وعهدا وولاء بحمل المسؤوليات الجسام في عهد جلالته لتمضي عُمان بحول الله إلى آفاق المستقبل .

لقد اختزل سمو السيد أسعد في هذه الوثيقة المضيئة الكثير من ما يدور بخلده على عزيزين هما كالعينين في الجبين ، وفي إطار وصف لاينقصة البيان قال (كنا نقول قابوس خلفك لا شقاق ولافتن ، واليوم نؤكد القول يا هيثم نحن جندك في كل المحن) هو رسم بالكلمات كما أوضحنا برزت من خلاله تفاصيل الصورة بكل جزئياتها فإذا هي تشير إلى منهجية راسخة مؤطرة بالقيم والمثل العليا والتي هي في الواقع نهج حياة وصفاء قلب وسمو فكر عرف به سموه لذلك إستحقت الوثيقة أن تحفها عبارات الثناء والتقدير من كل صوب وحدب ..