ماذا نسمع في أعمق نقطة بالمحيط؟

مزاج الأحد ١٠/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
ماذا نسمع في أعمق نقطة بالمحيط؟

تيا جوس-ترجمة: أحمد بدوي
يبدو أن أعماق المحيطات ليست على ذلك القدر المتخيل من الهدوء، بل إن أعمق بقاع المحيط تعج بالضوضاء وأصوات الزلازل والحيتان ومراوح السفن. ومؤخرا أرسل باحثون في إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأمريكية National Oceanic and Atmospheric Administration جهاز هيدروفون لتسجيل الأصوات الى عمق 36 ألف قدم تحت سطح الماء إلى نقطة يطلق عليها تشالنجر في خندق ماريانا، وهي أعمق نقطة في المحيط.
يقول الباحث روبرت زياك أستاذ علم المحيطات وكبير علماء مشروع NOAA أن ثمة اعتقاد كان لديهم أن أعمق جزء من المحيط سيكون نقطة هادئة مقارنة بالصخب الذي نسمعه على سطح الأرض، بيد أنهم وجدوا أن هناك ضوضاء دائمة يهيمن عليها أصوات زلازل سواءا القريبة أو البعيدة الى جانب الاصوات المميزة للحيتان البالينية الضخمة والصخب المصاحب لاعاصير بحرية من الدرجة الرابعة.
وتضيف سفن الشحن التجارية والغواصات ومشاريع البناء تحت الماء المزيد من الصخب تحت الأمواج، ووفقا لمركز أبحاث المحافظة على المحيطاتOcean Conservation Research المتخصص في دراسة الضوضاء التي يسببها الإنسان في المحيطات فإن حجم الضوضاء في المحيط اليوم تفوق بعشرة أضعاف ما كانت عليه قبل 50 عاما.
وقال باحثون في مؤسسة NOAA أنهم يسعون لفهم ما إذا كان الضجيج الذي يحدثه الانسان يؤدي الى زيادة مستويات الضوضاء في أعماق المحيطات، وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن أن تؤثر الضوضاء على أنماط الهجرة والتواصل والتغذية للكائنات البحرية التي تستخدم أنظمة صوتية تعتمد على الصدى مثل الدلافين والحيتان. وللقيام بذلك قال العلماء إنهم يسعون لتحديد مستوى خط أساس للضوضاء في أعماق المحيطات، للمساعدة في الكشف ما إذا كان من المرجح أن ترتفع مستويات الضوضاء في العقود المقبلة.
بيد أن إنزال ميكروفون تحت الماء الى عمق يناهز 11 كيلومتر ليس بالأمر السهل، فالضغط في قاع خندق ماريانا يزيد أكثر من 1000 مرة على الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر. يقول هارو ماتسوموتو مهندس محيطات في جامعة ولاية أوريجون ويشارك في المشروع: كان علينا أن نسقط المرسى المائي خلال عمود مائي في سرعة لا تزيد عن 5 أمتار في الثانية حتى نتأكد أن الهيدروفون المصنوع من السيراميك يمكنه مقاومة التغير السريع في الضغط.
وفي شهر يوليو 2015 قام الفريق بإنزال الهيدروفون من سفينة تابعة لخفر السواحل الامريكية رست قبالة سواحل جوام وتم تثبيت الجهاز في الجزء السفلي من حوض تشالنجر وقاموا بتسجيل ضجيج المحيط على مدى 23 يوما حتى امتلأ محرك الأقراص في الجهاز المحمول.
وبعد أن استعاد الفريق الجهاز اكتشفوا وجود وتيرة ثابتة من الضوضاء كامنة تحت الأمواج، ومعها أصوات الأغاني المميزة للحيتان ومراوح السفن وموجات زلزالية بقوة 5 درجات على مقياس ريختر في قشرة المحيط قبالة جوام وحتى الأعاصير كانت ترسل موجات صوتية تدوي في أعمق جزء من المحيط. وقال الفريق انه يخطط للعودة في عام 2017 ليرى كيف تغيرت الضوضاء الموجودة في قاع المحيط.

عن: لايف ساينس