مسقط - ش
نعم قد قرَأتَ العنوانَ بشكلٍ صحيح، كورونا في عقلي وعقلك.
هل فكرتَ ولو لِلَحظة ماذا سيحدث بعد ما تنتهي جائحةُ فيروس كورونا 19؟
كيف نحن كبشر سنتعايش مع بعضِنا البعض عند انتهاء هذه الأزمة وبَعدَ أن عِشنا لحظاتَ الحجرِ وعَدم الاختلاط وإبقاءِ مسافة أمان ووو...الخ؟
هل سيكونُ عقلنا بخير؟
تقول الدكتورة آلاء صباغ شرباتي: نسمعُ الكثيَر مِن الأشخاص يُخَططون ويَحلَمون بماذا سيفعلون وبأي مغامرةٍ جديدة سيخوضون، انتقاماً وتغلباً على هذه الأيام العصيبة التي مروا بها خلال الحجر الصحي والبقاء في البيوت .
تقول ج. م سأحتفل كل يوم
يقول م. ط سأحضن أحبائي قدر ما استطعت
يقول ع.ك سأذهب الى طبيبٍ نفسي
وتضيف شرباتي: استوقفتني عبارات ع.ك كثيراً، وبعد التَمَعُنِ تبين لي اننا جَميعاً بِحاجةٍ إلى علاجٍ نفسي بطريقةٍ أو بأخرى، قد تكون كلمةَ علاجٍ قاسية بعض الشيء ولكن من المفهوم العام وفلسفة الحياة اللامتناهية قد يكون العلاج بأبسط الأشياء ربما بسماعِ كلامٍ طيب ربما بقراءة الكتب السماوية وربما في رقصة فرَح، هُنا تذكرتُ كلامَ ج.م و م.ط هَل مِنَ المُمكن أن يُحققوا أمنياتهم بسرعةٍ مباشرةً بعد أن يُعلِن العالم أن الجائحة قد انتهت؟
وتقول: اسأل نفسك عزيزي القارئ هل ستتمكن من عيشِ حياتك السابقة فوراً بعد أن اعتبرنا أن كل شخصٍ هو عبارة عن جسمٍ متحرك ناقلٍ لمرضٍ مُعدي؟
وتوضح الدكتورة آلاء قائلة: إن فلسفةَ الطبِ النفسي قد اعتبرت أن نسبة ليست بقليلة من الأشخاص ستنتابهم "أوهامُ الأفكار الداخلية" حيث ستكون هذه الأفكار ما هي إلا عبارة عن واقعاً قد عشناه (جائحة كوفيد 19) وسَتُتَرجَم بعد القضاءِ على هذا الفيروس، هل يا تُرى صديقي قد فعلاً تغلب على الفيروس، هل فعلاً جاري قد تعافى كلياً، هل هناك احتمال أن يعود كوفيد 19 بوجهٍ جديد، ماذا أفعل الآن هل اُبقي مسافةَ أمان؟ هل أرتدي القناعَ الطبي أم لا؟ وهل فعلاً انتصرنا؟
ونضيف: هنا يكمن دور الحكومات والمؤسسات الخاصة والحكومية وحتى الأفراد على حدٍ سواء بعمل حملات توعية إرشادية نفسية لما بعد كورونا الهامة جداً كي لا نَجد أنفسنا بين نوعين من الأشخاص اللامبالي أبداً والمحترز الخائف من أي شخص آخر.
واختتمت مؤكدة: هل بدأ عقلك بالتساؤل والإجابة والحيرة وأنت تقرأ؟ لا عليك فهذه أولى خطوات علاج عقلك من كورونا.