دبي-أ ف ب
تبدو الشوارع حاليا في دبي شبه خالية سوى من عمّال التوصيل من شركات مختلفة على دراجات نارية وفي سيارات تحمل شعار الشركات التي يعملون بها.
وأطلقت دبي في 4 من ابريل برنامجا لتعقيم الإمارة يترافق مع إجراءات تحد من التنقل وتسمح فقط بالخروج للعمل الضروري أو لشراء المنتجات الغذائية أو الذهاب إلى العيادات والمستشفيات.
وتقوم تطبيقات التوصيل والمطاعم والمقاهي بإبراز الإجراءات التي تتّخذها لحماية سائقي الدراجات ومن بينها تعقيم الأيدي بشكل متواصل وإجراء فحوص طبية.
ويرتدي عمال التوصيل قفازات وأقنعة طبية تغطي وجوههم ويقفون بعيدا عند استلام الطلب بينما يمكن أيضا تركها عند الباب دون الحاجة إلى التعامل مع الزبائن الذين يدفعون بشكل مسبق مستخدمين بطاقاتهم الائتمانية.
ويرى عيسى جندير الذي يقود دراجة نارية مع تطبيق "ديليفروو" لإيصال الطعام "نقوم بأفضل ما لدينا، إذا لم نخرج نحن للتوصيل، الجميع سيخرج (من منازلهم).. ثم سيصبح تفشي فيروس كورونا مشكلة كبيرة".
وتابع "مع مهمتنا فإن كورونا سينتهي في الإمارات إن شاء الله".
لكن رغم اعتياد الشركات في دبي على خدمات التوصيل، فإن ازدياد أعداد الطلبيات بشكل أكبر في ظل ملازمة السكان منازلهم وضع بعض الشركات تحت ضغط شديد، ما دفعها إلى الاعلان عن تأخر في التسليم إلى حين توظيف عدد أكبر من الأشخاص.
ورغم ذلك، بقيت خدمات التوصيل تعمل على مدار الساعة مع تأخير بسيط لتوصل كل ما يمكن أن يخطر على بال أي من سكان دبي، من الامصال واللقاحات الطبية، إلى الولاعة الصغيرة وعلبة السجائر.
ويقول شين سينغ، وهو سائق دراجة نارية إن توصيل الطعام أصبح أقل سرعة من السابق بسبب الوباء والإجراءات الوقائية الإضافية.
وأضاف "الآن، علينا أولا استخدام المعقم ثم وضع القفازات.. ثم نقوم بقرع الجسر ونضع الطلب على مسافة متر واحد من الباب حتى يتم استلامه".
الصحة واللياقة
وإمارة دبي مقصد سياحي عالمي رئيسي إذ يزورها نحو 16 مليون شخص سنويا، ومحطة تجارية مهمة، وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة.
وتقدّم دبي التي يقيم فيها نحو 3,4 مليون شخص من أكثر من 200 جنسية بحسب السلطات، نفسها على انّها "مدينة ذكية" تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الالكترونية والتطبيقات الهاتفية لانجاز المعاملات عن بعد.
وأغلقت دبي، موطن برج خليفة أعلى مبنى في العام، مراكزها التجارية الفارهة ومطاعم الخمسة نجوم التي تشتهر بها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصاب
ومع إغلاق المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي والأندية الرياضية والشواطىء، فإن خدمات التوصيل بقيت السلاح المفضل لمكافحة الملل والتأقلم مع الإجراءات لدى سكان دبي الذين لم يعتادوا على الطهو أو الجلوس في المنزل لفترات طويلة.
وقرّرت عدة مراكز رياضية تأجير دراجات رياضية للزبائن لفترات زمنية متفاوتة وتوصيلها إلى منازلهم من أجل ممارسة الرياضة في البيت.
بالإضافة إلى الدراجات، تقوم نواد رياضية لجأت إلى الاعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتأجير معدات رياضية اخرى.
ويرى وائل محمد وهو مهندس يبلغ من العمر 35 عاما أنّ دبي قد تكون المدينة الوحيدة التي لا يمكن أن يقلق سكانها من وصول الخدمات إليهم.
وقال لفرانس برس "طلبت مؤخرا أوزانا لرفع الأثقال للتدرب من البيت"، مضيفا "الحركة في دبي لا يمكن أن يوقفها كورونا".