محمد رامس الرواس يكتب : سواعد البذل والعطاء

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/أبريل/٢٠٢٠ ٢٠:٥٧ م
محمد رامس الرواس يكتب : سواعد البذل والعطاء

محمد بن رامس الرواس

يقول الامام الشافعي رحمه الله " العلم علمان، علم فقه الأديان وعلم طب الأبدان"

إن الأطباء اليوم وكوادرهم الطبية هم بمثابة خط الدفاع الأول في العالم لمواجهة فايروس كورونا كوفيد١٩، الذي يعد واحد من أشرس الفايروسات التي عرفتها البشرية عبر طواقمهم الطبية الأشاوس بكل إقدام وجراءة وبسالة ومعاناة بسبب طبيعة عملهم ، غير مباليين ولا ابهين بالمخاطر التي قد تعترضهم اثناء تأديتهم واجبهم مسطرين بذلك أروع الأمثال ومخلدين بأحرف من ذهب قصص البسالة، ملقين خلف ظهورهم بكافة الضغوط والظروف التي يمكن أن يتعرضون لها سواءٌ مع أسرهم ، أو ذويهم كونهم يحملون احتمالية نقل فايروس كورونا.
يذكر أحد الأطباء بأحد الدول أنه بعد خروجه مرهقاً ومتعباً من المستشفى الذي يعمل به طلب سيارة أجرة ، لكن السائق عندما علم أنه طبيب رفض تقديم الخدمة له خشية التقاط العدوى، كما ذكرت أحدى الممرضات أيضاً أن طفلها الوحيد البالغ من العمر خمس سنوات ، لم يتقبل أحد من أهلها او اقاربها رعايته أثناء غيابها في العمل خوفاً أن يكون حاملاً للعدوى عن طريق والدته ، والمعاناة في مثل هذه الحكايات لا تتوقف ولا تنتهي .
الطب اليوم يُعد واجب ديني وإنساني قبل أن يكون واجب مهني فهناك الكثير من مستشفيات العالم تعاني فيها الطواقم الطبية من مثل هذه الحوادث التي تتناقلها الأخبار، لكن هؤلاء الكوادر الطبية والتمريضية نجدهم يضربون أروع الأمثال في البذل والعطاء والدفاع عن مرضاهم ، فالطبيب لديهم في مثل هذه الحالات عليه ثلاث واجبات حماية نفسه ومن ثم حماية طاقمه الطبي، واسرته.
أجمل ما قرأت في هذا الشأن قول الدكتور مازن عدي من جامعة القاهرة "إن لفايروس كورونا رب وإن الدواء والطبيب أحد جنود الله القادرة على مواجهة هذا الوباء" ، فيومياً يتعرض الأطباء وطواقمهم الطبية حول العالم للخطر مستمدين قوتهم من العناية الإلهية فجميعهم باختلاف دياناتهم وجنسياتهم مشتركين في واجب إنساني يبروا فيه بقسمهم الذي أقسموه عند بداية المهنة في المجال الطبي، فالأطباء وطواقمهم الطبية لا مناص لديهم إلا التقدم إلى الأمام في محاربة ومكافحة الفايروس حيث ان إيمانهم بالله هو محفزهم لتأدية واجبهم لمعالجة المرضى .
إن الأطباء في زمن الكوارث والأزمات والجائحات وتفشي الأمراض ينظرون دائماً الى الأمام دون الالتفاف إلى الخلف فإيمانهم وأخذهم بالأسباب هو عنوان عملهم كما أنه عنوان العمل لدى كافة الكوادر الطبية بالمستشفيات حيث إن التعاطي مع الفايروس يشكل تحدي مباشر للأطباء في ظل غياب اللقاح حالياً.
ختاماً إن الكوادر الطبية ، وساعات العمل الطويلة ، والمناوبات التي لا تنتهي ، والقليل من فترات الراحة، لكافة الكوادر الطبية يضعنا أمام مسؤولية كبرى في أن نستمع لمناشدتهم الدائمة لنا بأن ألتزموا أماكنكم وبيوتكم ، وذلك لما يشاهدوه من شدة خطر انتشار هذا المرض .
إننا جميعا نحيي كافة الكوادر الطبية بالسلطنة وحول العالم ونرفع لهم القبعات فهم اليوم يشبهون "الجيش الأبيض" كما يحلوا للبعض ان يطلق عليهم، فهم المشمرون عن سواعدهم للبذل والعطاء من أجل صحة وسلامة المرضى والمصابين فلهم منا كل التحية والتقدير.