مواطن يروي قصته مع الحجر الصحي

بلادنا الثلاثاء ٢١/أبريل/٢٠٢٠ ٢٠:٥٦ م
مواطن يروي قصته مع الحجر الصحي

المصنعة – محمد الخروصي
قال فيصل المجيني من ولاية المصنعة في محافظة جنوب الباطنة يقول عن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذت معه هو زملاؤه المبتعثين إلى المملكة المتحدة لإعادتهم إلى أرض الوطن : انتشر خبر وجود انتشار فايروس كورونا في مدينة ووهان الصينية ونحن نقضي إجازة منتصف العام الدراسي هنا في السلطنة، كان التعامل مع الأخبار المتداولة حالها كحال أيّ خبر سيء قد يصادفك في الصحف أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لا أخفي إنه أوجست في نفسي بعض القلق من هذا الموضوع خصوصًا مع انتشار الفايروس السريع وأنني سأذهب إلى المطار بعد أيام وبعدها إلى الجامعة وأختلط بمجموعه كبيرة من الناس خلال المرحلة الدراسية القادمة أما بالنسبة للسياسة التي اتبعتها المملكة المتحدة في احتوائها لهذه الأزمة، فقد شعرنا بشيء من الصدمة تجاه موقف الحكومة البريطانية واتباعها لسياسة مختلفة وأقل صرامةً مقارنة بالدول الأخرى. تصريح رئيس الوزراء حول الموضوع كان صعب التقبل والتصديق بل وزاد من حدة القلق لدينا ولدى أهالينا وأولي أمرنا في السلطنة مما جعل أمر البقاء في بلد الدراسة تحت هذه الظروف الاستثنائية مجازفة كبيرة. هل لك أن تطلعنا على طبيعة التواصل بينكم وبين سفارة السلطنة أو الملحقية الثقافية في بريطانيا ومدى تفاعلكم مع ما تنشره من معلومات وإرشادات توعوية حول فايروس كورونا؟ الحمد لله التواصل مع الملحقية الثقافية بلندن متواصل ومستمر بصرف النظر عن الظروف، بادرت الملحقية الثقافية بالسؤال عن أحوال الطلبة المبتعثين في بلد الدراسة والاطمئنان على صحتهم وأوضاعهم، وقمنا نحن في المجلس الإستشاري الطلابي العماني وبإشراف من الملحقية الثقافية بالتنويه بإلغاء كافة الفعاليات والأنشطة التي تتضمن التجمعات الطلابية حفاظًا على سلامة الجميع. خلال تلك الفترة قمنا بتدشين حملة "مبتعثون_يدًا_بيد " تحت إشراف الملحقية الثقافية والتي تهدف إلى نشر التوعية والإرشادات التي تصدر من الجهات المختصة للتصدي لهذه الأزمة وتقديم المساعدة لمن احتاجها من الطلبة سواءً من عاد إلى عمان وأيضاً ممن قرر البقاء في المملكة المتحدة. هل عايشتم حالات مصابة بفايروس كورونا وكيف كانت طريقة تعاملكم معها؟ تخونني الذاكرة في هذا الأمر ولكن أذكر انني مررت بزميلة لي في الجامعة من الجنسيات الآسيوية وكانت تبكي خوفًا على نفسها ظنًا منها أنها حاملة للمرض أو الفايروس، كانت في مكتب أحد أعضاء الهيئة الإدارية بالجامعة مخاطبةً إياه شاكيةً من خوفها شعرت بشيء من الشفقة وخالطها شعور بأن الخطر يقترب. هل هنالك فروقات واضحة بين احتواء السلطنة لأزمة انتشار فايروس كورونا وبين واحتواء بريطانيا لهذا الوباء؟ نعم، والفرق واضح كما أسلفت كانت سياسة المملكة المتحدة لمواجهة هذه الأزمة غريبة وغير مطمئنة، لهذا فضلنا العودة الى أرض الوطن على البقاء في بلد الدراسة وذلك لما تظهره السلطنة من حسن تدبير وحزم تجاه مواجهة تفشي الفايروس بعد هذا الانتشار الواسع والسريع لفايروس كورونا ماهو التغيير الجذري والحقيقي الذي أحدثه في حياتكم؟ وجود التدابير التي فرضتها الجهات المختصة ك فرض الإقامة المنزلية والالتزام بها خلقت فرصة لنا للتقرب بشكل أكثر نحو أسرنا وتعزيز العلاقات ما بين أفرادها والالتفات الى قضاياهم وأمورهم. كما أنها صنعت فراغًا، فراغ من الممكن أن نستثمر فيه وقتنا بممارسة بعض الأنشطة والمواهب وغيرها من الأمور التي كان من الصعب الالتفات نحوها في ظل انشغالنا بأمور أخرى. كذلك أثرت فينا هذه الظروف اقتصاديًا وإعادة أولوياتنا بإتباعنا لآليات تقلل من الصرف على الكماليات من السلع والخدمات واستثمارنا في ما هو ضروري وأساسي. ما مدى رضائكم كطلبة مبتعثين عن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها معكم عند وصولكم لأرض السلطنة؟ جيد جداً، فقد بادرت الجهات المعنية بالمساعدة منذ اللحظات الأولى لهذه الأزمة وذلك عبر الاطمئنان على الطلاب ونشر كافة التعليمات لمواكبة الظروف الحالية. بعدها في المطار عند وصولنا بإجراء فحص سريع وكانت العملية سلسة ومنظمة وبعدها خلال مدة ال 14 يوم من الحجر الصحي والاتصال اليومي وذلك للتأكد من صحة الطالب وعدم شعوره بأي عوارض أو إرهاق فتحية شكر لهم.