لبنانيون في دول الخليج يخشون الترحيل بسبب حزب الله

الحدث السبت ٠٩/أبريل/٢٠١٦ ٢٠:٥٩ م
لبنانيون في دول الخليج يخشون الترحيل بسبب حزب الله

غلق أحمد العامل اللبناني المقيم بالإمارات العربية المتحدة حسابه على موقع فيسبوك وبات الآن يتجنب بعض مواطنيه. يريد أحمد وهو في العقد السادس من العمر قطع صلاته بأشخاص مرتبطين بحزب الله اللبناني بعدما صنفته دول خليجية كجماعة إرهابية. والأمر غير قاصر على أحمد الذي رفض الكشف عن بقية اسمه فكثير من أبناء الجالية اللبنانية في الخليج التي قد يصل عددها إلى 400 ألف شخص تعيش الترقب والقلق بعد الإعلان الذي صدر الشهر الماضي من مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر. وهددت دول الخليج العربية- التي يعمل بها لبنانيون منذ عقود ولبعضهم فيها ثروات ونفوذ- بسجن وترحيل أي شخص على صلة بحزب الله حليف إيران الذي تقاتل قواته جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية السورية دعما للرئيس بشار الأسد. وخطوة مجلس التعاون الخليجي ضد حزب الله جزء من صراع بين القوتين الإقليميتين السعودية السنية وإيران الشيعية. ويدعم البلدان طرفي صراع آخر في لبنان حيث يتمتع حزب الله بنفوذ سياسي هائل بالإضافة لقوة ذراعه العسكرية. وقال حسن عليان رئيس لجنة اللبنانيين المبعدين من الخليج إن السلطات في البحرين والكويت والإمارات رحلت نحو 100 شخص خلال الشهرين الماضيين. ولم تصدر أي أرقام رسمية تدعم هذا الرقم. قد يبدو هذا الرقم ضئيلا لكن عمليات الترحيل نشرت الفزع بين الوافدين اللبنانيين الذين يرسلون لبلدهم نحو مليارين ونصف المليار دولار سنويا.

بعضهم يقول إن الخوف ليس من الترحيل بل من رفض تجديد تصاريح الإقامة إذا اعتبروا من المشتبه في تعاطفهم مع حزب الله. وبسؤاله عن احتمال إبعاد عمال لبنانيين آخرين من دول مجلس التعاون الخليجي بسبب علاقاتهم مع حزب الله قال مسؤول بوزارة الخارجية اللبنانية إن حكومة بيروت تتابع الأمر. * "الناس خائفون" دخلت العلاقات بين لبنان والسعودية في أزمة منذ أوقفت الرياض مساعدات للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار ردا على إحجام حكومة بيروت عن إدانة هجمات تعرضت لها بعثات دبلوماسية سعودية في إيران. ودفع الخلاف للواجهة مخاوف على استقرار لبنان سياسيا واقتصاديا إذا استفحلت الخلافات بين سنته وشيعته وأثارت كذلك القلق على اللبنانيين المقيمين في الخليج. وليسوا شيعة لبنان وحدهم من يشعرون أنهم تحت المجهر. وقال حسن وهو موظف مدني يعمل في الكويت وواحد من لبنانيين قلائل وافقوا على التعليق على هذا الأمر "ليس لنا أي نشاط سياسي لكننا نؤيد حزب الله لأنه حركة مقاومة ضد إسرائيل." وأضاف حسن الذي رفض هو الآخر التصريح باسمه عائلته "كثير من اللبنانيين قلقون من الإجراءات الأخيرة." وقال حسن أيضا إنه تراجع عن شراء أي متعلقات جديدة لخوفه من المستقبل بينما يخطط البعض لإعادة أسرهم إلى لبنان. ورفض الأشخاص الصادرة بحقهم قرارات ترحيل إجراء أي مقابلات خوفا على أقاربهم الباقين في الخليج أو أملا في العودة حين تهدأ العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون. وقال أحمد الذي يعمل في مجال الطب إن آخرين غيره أغلقوا حساباتهم على فيسبوك لخشيتهم من استهدافهم بسبب علاقة مع أي شخص مرتبط بحزب الله. وقال أحمد "الناس خائفون... وأنا أيضا. نتمنى العودة للبنان لكن لا توجد هناك أي وظائف خاصة الآن في وجود الكثير من اللاجئين يبحثون عن عمل. "جددت إقامتي قبل فترة دون مشاكل لكني لا أشعر بالأمان." وفي لبنان تنتشر قصص عن حالات لبنانيين تم ترحيلهم بسبب تدوينات نشرها أقارب لهم على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرت متعاطفة مع حزب الله. والترحيل ببساطة- بالنسبة للجالية اللبنانية- يعني فقدان وظيفة في أكثر مناطق العالم العربي استقرارا ورخاء وخسارة مصدر دخل يعتمدون عليه عادة لمساعدة أشخاص أقارب فقراء. ويعني الترحيل أيضا العودة لبلد مكتظ باللاجئين السوريين ويصعب فيه العثور على وظيفة.

* التباس ويذكي مشاعر الخوف التي تجتاح الجالية اللبنانية العاملة في الخليج حالة الالتباس بشأن ما قد تعتبره السلطات دليلا على صلات مع حزب الله أو تعاطف معه. البعض قلق من احتمال التعسف في استعمال معلومات كمواقع الإنترنت أو قنوات التلفزيون التي تشاهدها عائلاتهم. ويقول وافدون إن التحذير الفضفاض الذي أصدرته وزارة الداخلية السعودية في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية في مارس آذار تجعل أي شخص عرضة للعقاب أيا كانت جنسيته أو ديانته. ورحلت البحرين الشهر الماضي عددا من المقيمين اللبنانيين للاشتباه في صلتهم أو دعمهم لحزب الله بينما أفادت وسائل إعلام كويتية بترحيل 11 لبنانيا وثلاثة عراقيين للاشتباه في انتمائهم لحزب الله. ولم تصدر أي تقارير رسمية عن حالات ترحيل في السعودية أو الإمارات أو قطر أو سلطنة عمان. وأبلغت السعودية مواطنيها بأن أي شخص على صلة بحزب الله أو يؤيد الحزب أو يتعاطف معه سيواجه العقاب الذي قد يشمل الترحيل للوافدين. ولتأكيد تلك الرسالة احتجزت السلطات السعودية الشهر الماضي رجل الدين الشيعي الشيخ حسين الراضي بعدما جهر بمدح السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. وقال محللون إن قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية يراد به بشكل أساسي خنق المصالح المالية للحزب في الخليج إذ يرى مجلس التعاون أن الحزب يعمل ضده في لبنان وسوريا واليمن. وفرض مجلس التعاون بالفعل عقوبات على حزب الله بعد دخوله للحرب السورية مساندا للأسد. وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إن المجلس سيتخذ الإجراءات الضرورية لتطبيق قراره انطلاقا من قوانين مكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة. ولم يوضح الزياني طبيعة الإجراءات التي ستلي ذلك لكن السعودية وهي أكبر قوة في مجلس التعاون قالت قبل الإعلان إنها أضافت أربع شركات وثلاثة رجال لبنانيين للقائمة السوداء بسبب صلات بحزب الله. واتهم مجلس التعاون حزب الله بمعاداة أعضائه. وقال إن "دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها". (رويترز)