في مقدمة الصفوف

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٠/أبريل/٢٠٢٠ ٢٠:٥٩ م
في مقدمة الصفوف

بقلم: سعدون بن حسين الحمداني - دبلوماسي سابق

يعرف صنف القوات الخاصة بأنّهم مجاميع متميزة في كل الصفات من حيث المطاولة والصبر والقوة والثبات والدقة وتحقيق الأهداف وضرب العدو بحيث لا تتكبد الصنف إلا أقل الخسائر ، وبأنهم لا يهابون الموت ودائما هم في الخطوط الاولى وبتماس مع العدو؛ لأن هدفهم أسمى وأرقى من كل شيء كما أن الصنف يتسلح بأحدث التقنيات من الاسلحة لغرض ضرب العدو في الصميم ولا يتراجع إلى الخلف أو ينسحب إلا وقد حقق الأهداف ودمر العدو وإن كلفه ذلك سهر الليالي وحياته.
والعالم عموماً والسلطنة الحبيبة خصوصاً تمر بهذا الجائحة البيولوجية الجرثومية " فيروس كورونا كوفيد 19" الذي إجتاح الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وقد استنفرت دول العالم أغلب إمكانياتها المادية لغرض السيطرة على هذا العدو العالمي والدولي كلاً من موقعه وإمكانياته لغرض كبح حركة هذا العدو المبهم الذي أنتشر بسرعة وتسبب في وفاة الالاف من البشر وخاصة كبار السن.
وهنا وفي هذا الوقت الحرج نحتاج فعلا إلى صنف القوات الخاصة التي تبذل الغالي والنفيس لغرض قطع أذرع ورأس هذا الفيروس الجرثومي القاتل وهو الضيف غير المرغوب فيه بالكرة الأرضية ، حيث نلاحظ الكادر الطبي على مختلف المستويات من أطباء وممرضين ومختبرات يقاتلون ليلَ نهار وبكل مثابرة ومطاولة وصبر هدفهم إنقاذ البشرية من شر هذا الوباء ومما كان هدف الفيروس بإصابة البشر بصورة مباشرة مقصودة أو غير مقصودة ، مفتعلة أو غير مفتعلة ، إلا أنه أصبح من الواضح على جميع البشرية التعاون من أجل جمح تحركاته وانتشاره في كل أرجاء المعمورة.
وفي السلطنة الحبيبة نشاهد أهتمامَ ومتابعة المقام السامي بصورة مستمرة ودقيقة للأعمال اللجنة العليا المكلفة على جائحة كورونا والدعم اللامحدود من قبل جلالة السلطان " حفظه الله ورعاه" الى اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا ( كوفيد 19) حيث شمرت سواعد الكادر الطبي في السلطنة لتقف في الخط الاول حالها حال صنف القوات الخاصة في الحروب العسكرية ؛ تعبيرا عن حبها وإخلاصها وتضحيتها للوطن الغالي وأهلهم الأُصلاء ، كما بدأت القوات المسلحة بتوفير كل المستلزمات المادية واللوجستية المطلوبة وأرسلت الطائرات لجلب المستلزمات والأجهزة الطبية لمعالجة وإيقاف هذا العدو القاتل، وهناك غرفة عمليات تُدار على مدار الساعة للوقوف على آخر التطورات مثل منضدة الرمل وغرفة الحركات والعمليات في قيادة القوات الخاصة ، ونرى بالخطوط الأمامية صنف القوات الخاصة من الكادر الطبي على مختلف درجاته من اختصاصيين وأطباء وممرضين وبقية المسميات ويقف خلفهم كل الدعم اللوجستي لغرض إدامة العمل على الانتصار على هذا الفيروس القاتل .ونلاحظ بان الكادر الطبي ومن أعلى المستويات ومن مختلف الاختصاصات يعمل على مدار الساعة ليخدم جميع المصابين من مواطني السلطنة أو المقيمين بلا تمييز لغرض الوصول بهم الى الشفاء التام من خلال المعالجة السريرية للفيروس ؛ لأنها خدمة إنسانية أوصى بها رب العباد وديننا الحنيف ، ونحن نحب أن تمتع جميع الفئات والشرائح من المجتمع بأتم صحة وعافية كما نحب لانفسنا تمام العافية، حيث قال رسولنا الكريم وسيد الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة ، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" . رواه البخاري ومسلم .
لذلك واجب علينا أن ندعو الله العزيز القدير أن يمن على كل منتسبي الخطوط الأمامية من الكادر الطبي وكل العاملين والرافدين والمساهمين معهم في ساحات الوغى بتمام الصحة والعافية وأن يرجعوا إلى أهلهم سالمين وقد أدوا العمل بما يرضي الله وسهروا الليالي من أجل سلامة وشفاء المرضى ، وليعلموا بأننا معهم ملتزمون بقرارات وتوجيهات اللجنة العليا ؛ لأنها تصب في مصلحة المواطن والمقيم ومصلحة البلد ؛ وكذلك جميع مؤسسات الدولة من القوات العسكرية وبجميع صنوفها والشرطة السلطانية وبكافة تفرعاتها ترفد الكادر الطبي المتقدم الذي يشرف على علاج المرضى والمصابين الراقدين بالمستشفيات ؛ لأن هدف الجميع هو إيقاف خطر هذا العدو الفيروسي الغاشم ، وإن شاء الله نعبر هذه الغمة بتكاتفنا ووحدتنا والتزامنا بالتعليمات الصادرة من اللجنة العليا التي تتابع عن كثب وتقوم بزيارات ميدانية لغرض الوقوف على آخر التطورات وتتاخذ القرار الصائب من خلال القراءات الصحيحة الواردة اليها من غرفة عمليات وزارة الصحة. حفظ الله الجميع من شر كل عاديات الدهر وأنها والله غمة وتزول بأذن الواحد الاحد بتكاتف الجميع خلف تعليمات قيادتنا الحكيمة.