735 مركبة مجهزة بنظام تعقب المركبات

بلادنا السبت ١٨/أبريل/٢٠٢٠ ١٩:٥٠ م
735 مركبة مجهزة بنظام تعقب المركبات

مسقط - ش
حقق نظام تعقب المركبات الذي اتبعته بلدية مسقط ممثلة في المديرية العامة للنقليات، نتائج إيجابية لمستها البلدية في التحكم الكلي للمركبات بجميع مراحله، وتمثل ذلك في تخفيض تكلفة المصروفات التشغيلية الخاصة بالمركبات، وتوفير استهلاك الوقود وغيرها من النتائج المتعلقة بسلامة المركبة والسائق.
حيث يقوم النظام بتوفير خدمات تقنية عالية المستوى تمكن من متابعة وتعقب كافة المركبات، لمعرفة أدق التفاصيل عن مكان تواجدها والتقليل من المصروفات الخاصة بها فضلا عن رفع مستوى الإنتاجية بشكل ملحوظ، إضافة إلى تحسين ظروف سلامة انضباط السائق، وقد انتهت المديرية العامة للنقليات من تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تعقب المركبات والتي غطى (403) مركبة، منها (109) مركبة خفيفة، و(294) مركبة ثقيلة.
ومن أبرز ما يميز المرحلة الثالثة من النظام هو إضافة حساس الوقود للاستفادة منه في معرفة حجم صرف واستهلاك الوقود مقابل المسافة المقطوعة، ومعرفة أي تجاوزات أو استعمالات خارجة عن الأطر المحددة، كما أنه أحدث وفر مالي لبلدية مسقط في هذا الشأن، وشملت المراحل السابقة عدد (332) مركبة ثقيلة وخفيفة، ليصبح عدد المركبات المجهزة بهذا النظام في اسطول بلدية مسقط هو (735) مركبة.

أهداف ومزايا:
يهدفُ نظام تعقب المركبات إلى حفظ جميع بيانات رحلات المركبات وساعات عملها. ومراقبة تحركاتها، وكذلك الحد من الحوادث على الطرقات، وتحسين الاستغلال الأمثل للمركبات، وبنفس الوقت تحسين مستوى أداء السائقين، وبالتالي رفع إنتاجية العمل، وتوفير تكاليف الصيانة، وكذلك تقليل استهلاك الوقود، إلى جانب حماية المركبات من السرقة.
ويوثِّق نظام تعقب المركبات بيانات كثيرة حول مستخدمي المركبات، وذلك من خلال احتوائه على عدد من المزايا، منها: تحديد الموقع الفعلي للمركبات بشكل دائم ومستمر لمتابعة سير عملها، وتوثيق أوقات البداية الفعلية لعمل السائقين وأوقات انتهائهم من العمل على المركبات لمعرفة ساعات العمل، وكذلك مراقبة سرعة المركبات ومعرفة التجاوزات للتقليل من المخالفات المرورية.

خصائص النظام:
تقوم فكرة النظام على استخدام تقنية المعلومات في تقنين استخدام المركبات التابعة للبلدية، وتحديد موقعها الفعلي بشكل متواصل، ومراقبة كافة تحركاتها وأماكن تواجدها والمسارات التي تقطعها، وذلك بغية الحفاظ على هذه المركبات، وإطالة أعمارها الفعلية، بالإضافة إلى تقليل المصروفات التشغيلية الخاصة بها، فضلاً عن رفع مستوى الإنتاجية، وتحسين ظروف سلامة السائق من خلال المميزات التي يقدمها النظام.
ويعتمد النظام على خاصية التعامل مع شبكات (GPRS) والتي تمكنه من إرسال المعلومات الخاصة بالمركبة المراد تعقب حركتها لحظياً. ويتميز هذا النظام بكونه يعمل باستخدام شبكات الهاتف المحمول (GSM)، الأمر الذي يكسبه العديد من المميزات المتقدمة، منها القدرة على إرسال عدد هائل من التقارير عن موقع المركبة شهرياً بتكلفة منخفضة، وحجم بيانات قليل لا يتجاوز 1MB. حيث إنّ المعلومات المرسلة من النظام باستخدام (GPRS) تتيح استخلاص التقارير اللازمة باستخدام الانترنت حتى في حال خروج المركبة عن نطاق تغطية شبكة (GSM) فإن الجهاز يقوم بتخزين معلومات المواقع، إلى حين دخول المركبة منطقة تغطيها شبكة (GSM) ليقوم بإرسال معلوماته المخزنة فوراً إلى غرفة المراقبة.
كما يتميز هذا النظام بقدرته على تحديد الموقع الفعلي للمركبة بشكل دائم ومستمر، ومتابعة سرعتها وتحركاتها، وذلك بواسطة الأقمار الاصطناعية والدعم بأنظمة شبكة الانترنت من خلال غرفة للمراقبة. ويعطي البرنامج تأكيداً على خط سير المركبة، وأنها تسلك الطريق الأمثل والأقصر في إنجاز مهام العمل، ويكشف عن التحركات غير الضرورية التي تقوم بها المركبة، مما يؤدي إلى إطالة عمر هذه المركبات من خلال اختصار الكيلومترات الزائدة التي قد يقطعها السائقون، وحساب وقت الرحلة بدقة لحساب تكلفتها باحترافية عالية، وتقليل استهلاك الوقود.

في جانب آخر يُمَكّن النظام من المقارنة بين الأوقات التي تستغرقها الرحلات المختلفة، ومعرفة أوقات توقف المركبات خلال الفترات الطويلة. والحصول على معلومات أوقات الوصول والمغادرة من وإلى مواقع العمل، باحتساب الثواني والدقائق، وتحديد النقاط التي توقفت خلالها المركبة. الأمر الذي يؤدي إلى تحسين مراقبة عمل السائق، والدقة والمرونة في إعطاء المعلومات، والتخلص من المسافات غير الضرورية التي تسبب في التأخير وفقدان المصداقية. كما يؤدي النظام إلى تحسين متابعة المركبات بشكل نوعي، ويساعد في القضاء على الأميال غير الضرورية، ليعطي للمختصين معلومات تمكنهم من اختيار أقرب مركبة للقيام بالوظائف حسب الأولويات.
انخفاض نسبة الحوادث:
حقق نظام تعقب المركبات انخفاضا في نسبة الحوادث في المركبات المجهزة بهذا النظام، وهذا ما تؤكده البيانات المسجلة لدى المديرية العامة للنقليات للأعوام (من2014 إلى عام 2019م) حيث يوضح الرسم البياني أدناه نسبة انخفاض في عدد الحوادث السنوية لهذه المركبات، ونلاحظ ارتفاع في عدد الحوادث في عام 2019م بفارق عدد (29) حادث عن عام 2018م وهذا أمر طبيعي حيث قامت بلدية مسقط بتركيب جهاز التعقب في عدد (403) مركبة من اسطولها ليصبح العدد الإجمالي (735) مركبة.
يتضح من خلال البيانات بأن نسبة الحوادث انخفضت من عام إلى عام في المركبات التي تم تجهيزها بنظام التعقب، حيث سجُل عام 2014م (88) حادث بنسبة (26.30)% من مجموع المركبات (332) مركبة، وهو العام الأول لبداية مشروع تعقب المركبات ببلدية مسقط، وفي عام 2015م يتضح بانَ مجموع عدد الحوادث (66) حادث وبنسبة (20)% من المجموع الكلي (332) مركبة، ما يعني تسجيل انخفاض ما يقارب عدد (22) حادث مقارنةً بالعام الذي قبله، وفي عام 2016م يتبين بأنه تم تسجيل (37) حادث وبنسبة (11.10)%، مسجلاً انخفاضاً بعدد (29) حادث من العام السابق له، وعدد (51) حادث إذ ما قارناه بالعام 2014م، وفي عام 2017م تم تسجيل (31) حادث بفارق (6) حوادث عن العام الذي قبله وبفارق عدد (57) حادث مقارنةً بعام 2014م، مسجلاً انخفاضاً بنسبة (9.30)% من المجموع الاجمالي للمركبات (332) مركبة، وفي عام 2018 تم تسجيل عدد (29) حادث منخفضاً بفارق (10) حوادث عن العام الذي قبله ومقارنةً بعام 2014م يسجل انخفاض تقريبا بعدد (59) حادث وسجل نسبة (8.70)%، وفي عام 2019م نلاحظ ارتفاع في عدد الحوادث وهذا مثل ما ذكرنا يبقى وضع طبيعي ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد المركبات المجهزة بنظام تعقب حيث تم رصد عدد (58) حادث ما يعني ارتفاع بفارق (29) حادث مقارنةً مع عام 2018م ولكن الأهم من ذلك بأن نسبة الحوادث في انخفاض رغم الزيادة العددية في المركبات ما قبل عام 2019م حيث نجد النسبة المئوية (7,50) من المجموع الكلي للمركبات (735) مركبة.

استخدام المركبة خارج مسقط:
وتكثف بلدية مسقط ممثلة في المديرية العامة للنقليات جهودها الموسعة في متابعة تحركات المركبات فيما يخص خروجها خارج نطاق محافظة مسقط، من خلال نظام التعقب ووجود خاصية إرسال رسالة عن طريق البريد الإلكتروني للمختصين، مما أثمر في انخفاض كبير بعدد المركبات التي تجاوزت حدود المحافظة، وفي مقارنة بسيطة بين السنة الأولى (2014) والسنة الأخيرة لغاية سبتمبر (2018) تبين بأن هناك تسجيل ما نسبتهُ 81% انخفاض في المسافة المقطوعة خارج حدود المحافظة، ونتائج هذا الانخفاض يعود بسبب الآلية والقوانين المتبعة عند الاستشعار الفوري بوجود هذا النوع، والمسافة المقطوعة في الاعوام الاخيرة هي بسبب الظروف الجغرافية لبعض المديريات مثل السيب وقريات، حيث تقوم بعض المركبات التابعة لها بتغطية مناطق حدودية مع الولاية ويتحتم لمستخدم المركبة استخدام طرق تحسب لمناطق خارج محافظة مسقط.
وقوف المركبة والمحرك يعمل:
قامت المديرية العامة للنقليات وبالتعاون مع شركة مختصة في هذا النوع من الأنظمة، وإضافة خاصية تسمح بوضع (10) دقائق كوقت محدد لتوقف المركبة في وضع التشغيل بنفس الموقع وبدون تحرك، ليبدأ النظام باحتساب الوقت التي تتوقف فيه المركبة بعد تلك الدقائق كوقت ضائع، لأنه يتسبب في استهلاك الوقود والصيانة ويؤثر على عمر المركبة، وأيضاً ينعكس سلباً على مصلحة العمل.
قسم أنظمة النقل الذكية:
يذكر بأن بلدية مسقط قد قامت باستحداث كيان إداري يختص بأنظمة النقل الذكية ضمن الهيكل الإداري التابع للمديرية العامة للنقليات، والذي كانت بداية انطلاقته في عام 2014م بتدشين نظام تعقب المركبات، وفي عام 2018م تم اعتماده ضمن هيكل المديرية العامة للنقليات. ويعود الهدف من إنشاء هذا القسم هو متابعة وإدارة أسطول مركبات بلدية مسقط، كما يحرص القسم على العمل رفع معدل الكفاءة وخفض تكاليف النقل والصيانة والوقود، ومعدلات الحوادث من خلال تركيب جهاز تتبع جي بي آر إس/ الأقمار الصناعية بداخل مركبات البلدية.