نيويورك - وكالات
في تغير قد يكون محبط للعالم بأسره في مواجهة جائحة كورونا، ورغم أن هناك تحذيرات مسبقة، توصل علماء إلى أن المسافة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية للبقاء بعيدًا عن الأشخاص لتجنب الإصابة بـ"كوفيد 19" قد لا تكون كافية في حال سعال المريض.
وخلصت دراسة كندية إلى أن السعال دون تغطية الفم من الرذاذ المتناثر، يعني أن العدوى يمكنها الانتقال لمسافة قد تصل إلى مترين (ستة أقدام) في أقل من ثلاث ثوان، وهو أبعد من الحد الأدنى المقبول دوليًا الذي يُطلب من الناس ملاحظته أثناء تفشي الأوبئة، وفق مارصدته الشبيبة من "سبوتنيك".
أجريت الدراسة من قبل جامعة كندا الغربية "ويسترن يونيفرستي" ونشرتها مجلة "إندور إير". وقال إريك سافوري، الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية وهندسة المواد: "حتى عندما تكون على بعد 2.5 متر، فإن تدفق الهواء مع السعال يمكن أن يتحرك بسرعة 200 مم (ثماني بوصات) في الثانية". "ستظل القطرات الدقيقة معلقة لفترة طويلة، حتى بعد أربع ثوانٍ".
وتأتي هذه النتائج متوافقة إلى حد ما مع بحث أمريكي رجح إمكانية انتقال الفيروس بشكل أكبر بكثير عبر السعال والعطس، حيث يمكنه قطع مسافة تتراوح بين 6 إلى 8 أمتار. توصي منظمة الصحة العالمية بالإبقاء على مسافة متر على الأقل بعيدا عن أي شخص يسعل أو يعطس لتجنب خطر العدوى.
في أوائل الشهر الماضي، كشفت دراسة أجراها فريق من علماء الأوبئة التابعين للحكومة الصينية، عن قدرة فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" على البقاء هائمًا في الهواء لمدة 30 دقيقة على الأقل.
كما تبين للعلماء أن الفيروس الجديد بمقدوره الانتقال لمسافة تصل إلى 4.5 متر، أي أكثر من ضعفي المسافة الآمنة التي تنصح بها السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم. الخطورة لم تقتصر على إمكانية انتقاله مع السعل والعطس وحذر باحثون من إمكانية انتقاله أثناء التحدث.
خلص بحث نشرته مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين" الطبية، إلى وجود اختلافات كبيرة بين عدد القطرات المنتجة والمسافة التي تقطعها بعد الخروج من الفم، عندما يتم التحدث إلى شخص يغطي فمه وآخر لا يفعل.
في التجربة، لم يلاحظ أي قطرات تقريبًا عندما قال المشارك "ابق بصحة جيدة" بينما كان فمه مغطى بفانيلا رطبة قليلاً. في المقابل، أنتج ما يقرب من 350 قطرة عند التحدث بأعلى مستوى صوت له وكشف فمه. التحدث في بصوت أهدأ ولد 230 قطرات.
وقال توم فريدن، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومفوض إدارة الصحة في مدينة نيويورك: "يجب أن تقنعك التجربة بأن ارتداء كمامة كحد أدنى يقلل من تشتت القطرات في البيئة".
وأكد أحد كبار الخبراء في منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين، أنه يجب على الناس في جميع أنحاء العالم الاعتياد على ارتداء الكمامات في الأماكن العامة كجزء من العادات الجديدة لوقف انتقال فيروس كورونا المستجد.
وقال المبعوث الخاص بفيروس كورونا في المنظمة، ديفيد نابارو، إن ارتداء الأقنعة سيصبح جزءًا من الثورة العالمية ضد مرض "كوفيد 19"، مضيفًا: "هذا الفيروس لن يزول ولا نعرف ما إذا كان الأشخاص الذين أصيبوا به محصنين بعد ولن يصابوا به مرة أخرى. لا نعرف متى سيكون لدينا لقاح".