مسقط - ش- العمانية
صدر للكاتب الروسي إيغور بتروفيتش سينتشينكو مؤخرا كتاب: "سلطنة عمان ..أساطير وحكايات وحقائق تاريخية" عن دار "أليتيا" بمدينة سانت بطرسبورغ. تميز هذا الكتاب للكاتب الروسي الذي يعد مؤرخا متخصصا في الدراسات الشرقية خاصة بلدان الجزيرة العربية بالشمولية والرصانة حيث بلغ عدد صفحاته ما يقارب الـ 750 صفحة وجاء مقسما على خمسة عشر جزء وهو ما يجعله مرجعا تفصيليا عن السلطنة للمكتبة الروسية.
ومن بين أقسام الكتاب عُمان القديمة، ودخول عمان الإسلام، والدولة الأموية وعلاقتها بعمان، وعمان في زمن الخلافة العباسية، وعمان تحت حكم اليعاربة، وسلالة آلبوسعيد، وغيرها من العناوين التي تكشف أمام القارئ الروسي نافذة بانورامية للتعرف على التاريخ العماني، وتمَكّنه من الإحاطة بالمنطقة عبْر إحدى بلدانها التي طالما مثلت قطرا محوريا في التاريخ والجغرفيا، وذلك فضلا عن علاقة عُمان بروسيا وفرنسا وإنجلترا وأمريكا وتركيا وإيران التي يستعرضها المؤلف معززة بوثائق إرشيفية، وحقائق تاريخية، وخُلاصات بحثية، كما عزز الباحث كتابه بعدد من الصور عن التاريخ والطبيعة والحياة العمانية.
وعن العلاقات العمانية الروسية استعرض الكاتب الخطوات الأولى لنشوء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فيذكر رسوّ المركب الروسي "غيلياك" في ميناء مسقط عام 1900، و "فارياغ" عام 1901، والمركب " أسكولد" بمداخنه الخمس حيث عُدَّ آنذاك مفخرة التكنولوجيا الروسية، وأيضا المركب "بويارين" عام 1903، مستفيضا في وصفه لهذه الخطوات من الجانب الروسي، وما قابلها من ترحيب أبداه الجانب العُماني وفي مقدمته السيد فيصل بن تركي، ومتتبعا الاستقبال الرسمي الذي حظي به البحارة الروس، والانطباع الذي تركوه لدى العمانيين، سواء من الجانب الرسمي أو الشعبي، بل وتناول في تقصيه أنواع الأطعمة التي قدمها القصر السلطاني لضيوفه، وتلك التي ضيّف بها الروس الوفد العماني الذي زار مركبهم، إلى جانب الهدايا التي تم تبادلها بين الجانبين، والأفكار التي طُرحت لتصدير البضائع الروسية إلى مسقط. كما تناول الكاتب الحياة التقليدية العمانية بما تزخر به من عادات وتقاليد متنوعة وفقا لتنوع البيئة السكانية في السلطنة حيث يُظهر الباحث اشتغالا واسعا في الجانب الميثولوجي، و يورد في كتابه نماذج من الثقافة المجتمعية العمانية وما رشح عنها من فنون متنوعة ، وحكايات شعبية. ويتوسع في بحثه ليشمل الأزياء، والفنون التي تتشكل طبقا للبيئة الجغرافية ريفا كانت أو صحراء، ساحلا أو سهلا أو جبلا. كما أسهب في الحديث عن القبائل العمانية، فعدد الكثير منها، وسرد جانبا من تشكلاتها، وأورد تاريخ بعضها، ووضع سمات عامة وجامعة للشعب العماني كالتضامن وحسن الضيافة والشجاعة والالتزام بالوعود والكرم .