أسرة عمانية..تنقذ الأرواح

مسقط- خالد عرابي

تظهر هذه الأيام دعوات عدة للتبرع بالدم خاصة في ظل أزمة كورونا التي يعيشها العالم والسلطنة كذلك، وخاصة في ظل ما اتخذ من تدابيراحترازية تدعو للبقاء بالبيت وعدم الخروج الا للضرورة القصوى وذلك للحد من انتشار الفيروس مما اثر على كثير من الأشياء ومنها الحاجة إلى الدم خاصة لبعض الفصائل النادرة..غير أن نموذجنا اليوم الذي يدعو دائما بضرورة التبرع بالدم وحرص عليه هو نموذج فريد بل ونادرمن نوعه انه المتبرع العام بالدم في السلطنة أحمد بن حمد الخروصي، والذي تبرع بالدم على مدة 34 عاما حوالي 155 مرة خلال. بينما بلغ اجمالي عدد مرات التبرع بالدم له وزوجته وبناته الأربع حوالي 191 مرة ،إذ أنه بعد أن وصل إلى هذا الحد بل ومنذ فترة بعيدة يعتبر أنمسؤوليته وأسرته و مهمتهم في الحياة هي إنقاذ الأرواح وذلك ليس فقط بالتبرع بالدم فقط، ولكن بالدعوة المتكررة والمستمرة إلى ذلك أيضا وبحض المزيد من الناس على الحرص على التبرع ولدًا فهو دائما ما يدعو ويشارك في تنظيم العديد من حملات التبرع بالدم .
وناشد المتبرع العام بالدم في السلطنة أحمد الخروصي الجميع من مواطنين ومقيمين بضرورة الاستجابة لدعوات وزارة الصحة للتبرع بالدم، حيث تواجه بنوك الدم في السلطنة نقصاً بسبب الوضع الحالي والأوضاع والآثار المترتبة على أزمة كورونا ، وقال إن التعاون في التبرع بالدم قد ينقذ حياة الكثيرين.
واستحضر الخروصي معنا قصته مع التبرع بالدم وكيف اتخذ هذا المسار لحياته وما دفعه إلى ذلك فقال: "في العام 1983، توفي أخي في حادث سيارة. كنت أقود السيارة بعد ذلك. تم إدخالي إلى المستشفى واحتجت إلى الكثير من الدم. لقد تبرع الكثير من الناس بالدم وهنا وعدت نفسي بالتبرع بالدم طوال حياتي".
ويضيف الخروصي قائلا : لله الحمد والمنة أنني حتى الآن استطعت ان احافظ على الوعد الذي قطعته على نفسي فها أنا ومنذ أن شفيتمن الحادث الأليم وأنا أتبرع بالدم على مدى ال34 عاما الماضية وبلغ عدد مرات تبرعي بالدم حتى الان حوالي 155 مرة، وبأمانة شديدة فيكل مرة أتبرع بالدم أشعر بسعادة حقيقية وأنني انقذت روح وقدمت مساهمة حقيقية للمجتمع وللوطن الذي اعطانا الكثير.
ولفت المتبرع العام بالدم في السلطنة النظر إلى أن بنوك الدم في السلطنة تواجه نقصاً بسبب انتشار الفيروسات التاجية. وإذا لم يتعاونالناس مع نداءات وزارة الصحة فسيكون هناك نقص حقيقي حاد لأن بنوك الدم في عمان تحتاج أسبوعيا إلى حوالي 1500 وحدة دم، فما بالنا بالظروف الحالية وما نراه من حالات إصابة بفيروس كورونا وتعريضه لحياة البعض للخطر.
وعن مساهمة أسرته معه في التبرع بالدم قال الخروصي: أجد مساندة كبيرة، بل لقد أصبحت عائلتي جزء من حملتي المستمرة للتبرع فيالدم
فزوجتي نجاح الضنكية تدعمني وتشجعني دائما بل هي شخصية أصبحت من المتبرعات ذات الأرقام المعروفة كامرأة في التبرع بالدم، إذ وصل عدد مرات تبرعها بالدم حتى الان إلى 24 مرة. كما أن بناتنا الأربع أصبحن يحذون حذونا، وكلهن ​​الآن يحرصن على التبرع بالدم. "فاستقلال ونوال تبرعتا كلا منهما ثلاث مرات، وأمل تبرعت خمس مرات، فيما تبرعت ابتهال مرة واحدة.
وعلقت زوجته نجاح الضنكية لقد ألهمنا زوجي أنا بناتي للتبرع بالدم. إذ أنه هو من غرس فينا مبدأ وقناعة "تبرع بالدم لإنقاذ الأرواح ".
الجدير بالذكر أن أحمد الخروصي لم يحصل على لقب المتبرع العام بالدم في السلطنة فحسب بل كرم نظير فعله هذا في عدة دول خليجية وحصل على 250 درعًا فخريًا و500 شهادة للتبرع بالدم من دول مختلفة ولكن التكريم الأكبر بالنسبة له له هو عندما يرى نفسه أنه يساعدفي إنقاذ الأرواح.