قلق يصيب أهل صحار... مجاري الأودية سببها!

بلادنا الخميس ٠٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٤:٥٧ ص
قلق يصيب أهل صحار... مجاري الأودية سببها!

صحار – حمد بن عبدالله العيسائي

باتت مواسم هطول الأمطار وما تسببه من جريان للأودية مصدر قلق للعديد من المواطنين بولاية صحار، نتيجة الأضرار التي تخلفها تلك الأودية وفيضاناتها بمرورها على منازل ومزارع المواطنين والخسائر التي تسببها.

«الشبيبة» رصدت بعضا من هذه المعاناة، والمطالبات بإيجاد الحلول السريعة لإنقاذ المتضررين.

محاصرة المنازل

عبدالله بن سليمان العجمي تحدث عن الخوف الذي يصيب الأهالي عند سماعهم بهطول الأمطار وجريان الأودية حيث يقول: في الفترة الفائتة اصبح البعض من أهالي صحار يخافون تلك الأمطار، فعند هطول الأمطار ونزول الأودية، تحاصر المياه المنازل، ولا يمكننا الخروج لعدة أيام. ومثال على ذلك ما يحدث في منطقة الوقيبة التي تعيش وضعا غاية في السوء في تلك الفترات، فهنالك أشخاص يحتجزون في بيوتهم لفترة طويلة نتيجة الأودية والمياه التي تحاصرهم، وقد تمت مخاطبة الجهات المعنية مرارا وتكرارا دون أن يوجد من يستمع أو يأتي بحل.
وأضاف «من الحلول المضحكة المبكية أنه بعد تكرار تلك الشكاوى من قبل أهالي المنطقة، تم تركيب أنبوب صغير لتصريف مياه الوادي، وجوده مثل عدمه».
وذكر أنه بعد توقف جريان الوادي، تجمعت المياه في المنطقة، ولم يتم سحبها، فاستمرت تحاصر المنازل فترة من الزمن، إلى أن تم سحبها بعد فترة، لتظهر مشكلة أخرى هي ترسب الأتربة في طرقات القرية وممراتها، وتأثيرها السلبي بتطاير الغبار عند مرور السيارات، لتكون صحة الإنسان هي الثمن.
وطرح العجمي عددا من الأسئلة حول ما يحدث في القرية حيث قال: لماذا تم تغيير مجاري الأودية دون دراسة حثيثة؟ وبحسب ما وصلني فإن بعض إحرامات الوادي تم ضمها لبعض المزارع، فعلى أي أساس؟ لماذا لم يحاسب كل من ضم قطعة أرض ليست له إلى ارضه؟ وأين دور بلدية صحار في حالة جريان الأودية؟ وأين هم أعضاء المجلس البلدي؟ وكم كانت تكلفة أنبوب التصريف الذي لا جدوى منه؟
وتابع بالقول: هناك أرض توزع ولا يحسب لمجاري الأودية حساب ويكون المواطن هو الخاسر، وقد تمت مناشدة الجهات ذات الصلة ولا جديد، وبعد فترة انتهاء الأودية يتم السكوت عن الموضوع إلى أن تأتي الأودية من جديد ويعيش المواطن المعاناة مرة أخرى.
وذكر العجمي معاناة أخرى نتيجة مرور الوادي بهذه القرية حيث يقول: في مشروع ازدواجية طريق دوار المستشفى عندما ينزل الوادي يغلق الشارع العام، وتكون الحركة محصورة في شارع واحد وأهالي منطقة الوقيبة وسوق الجمعة هم الأكثر ضررا في حركتهم، فمن يعوضهم بسبب أخطاء وسلبيات المشاريع المقامة أكثر من إيجابياتها عكس القطاعات الأخرى؟

اعتداء على مجاري الأودية

عمار بن درويش بن يوسف اللواتي يقول: ما إن تهطل الأمطار حتى يصبح المواطن في بعض المناطق متخوفا من جريان الأودية وما تخلفه من خسائر للسكان. وهنا أتحدث عن منطقة الحظيرة بجوار مدرسة الشيخ خلفان بن جميل السيابي، ففيما مضى كان يأتي الوادي بشكل خفيف أما الآن فقد أغلق مجرى الوادي من جهات أخرى بسبب بناء بعض المنازل لأن كل مواطن يؤمن بيته ويتضرر بيت مواطن آخر.
ويضيف عمار اللواتي: كان الوادي يسلك طريقه من جانب المدرسة وبعد أن تم إنشاء الشارع المجاور للمدرسة ولم يشق مجرى للوادي لم يجد طريقه إلا عند بيوت المواطنين المجاورين للمدرسة. والأدهى انه يتم الآن إعادة بناء المدرسة في طريق الوادي. وبكل تأكيد فإن المدرسة ستكون مرتفعة وستزيد المعاناة لدى سكان المنازل المجاورين لها.

تأثير المنشآت

ماجد بن حمد الجابري تحدث عن مشكلة مجاري الأودية وسوء التخطيط بقرية فلج القبائل بالولاية حيث يقول: نحن من سكان فلج القبائل الثانية نسكن على مجرى الوادي من سنوات طويلة، وكانت كمية الأمطار وجريان الأودية لا تسبب قلقا ولا خوفا لأن (الغراقات) أي صناديق عبور الأودية وعددها ثلاثة كانت تجري فيها مياه الوادي باتساع مناسب، ولكن بعد العمل في تنفيذ مطار صحار وجسر فلج القبائل، دون دراسة لتأثير الأودية على منازلنا، تم استبدالها بعد أن كانت 3 فأصبحت الآن أكثر من (46) غراقة، وتم تحويل جميع الشعاب المائية والأودية الى مسارات جديدة باتجاه منازلنا، حيث تم إنشاء حماية ومجار للأودية وخراسانات اسمنتية لحماية هذين المشروعين.
وأضاف: منازلنا بلا حماية من أخطار تلك الاودية التي تصب في طرقاتنا وما بين منازلنا ومزارعنا. وينبغي على الجهات المختصة في مثل هذه الأمور أن تستأنس برأي الأهالي فهم يعلمون الوديان ومجاريها وطرقها. وذكر الجابري أنه تمت مخاطبة الجهات المختصة وتوجيه رسائل إلى جميع المعنيين، ومنها بلدية صحار ودائرة النقل والمواصلات ودائرة المياه وأعضاء المجلس البلدي، ولكن للأسف دون جدوى تذكر.
وتساءل: من سيأخذ موضوعنا بعين الاعتبار؟ فمنازلنا تصدعت وكادت تغرق وبعض الجيران وصلت مياه الأمطار والأودية إلى غرف نومهم.

تأثيرات مباشرة

من جهته علق عضو لجنة الشؤون البلدية بولاية صحار خالد الجابري عما يحدث في مشروع جسر فلج القبائل وتأثيره على الأودية وجريانها بالقول: إنشاء جسر فلج القبائل صاحبه تعديل في إعداد العبارات الصندوقية وممرات الأودية ومن ذلك ما تم إنشاؤه من إقامة عدد هائل من الصناديق لعبور الأودية والتي تقارب 46 عبارة صندوقية في منطقة فلج القبائل وتمثل عددا كبيرا، وهــــي للأسف ليست في مكانها الصحيح فقد كانت في السابق وفي نفس هذا المكان ونفس المجرى لا يتعدى عددها أربعا أو خمس عبارات صغيرة، والآن وبعد إقامة الجسر أقيم مكانها هذا العدد الهائل وتم تحويل مجرى وادي خسارة من مكانه السابق.
وأضاف: المجرى الحالي لا يتسع إلى هذا الكم من العبارات، ويمر الآن هذا المجرى بين المنازل والوحدات السكنية للمواطنين، فهم الأكثر تأثرا بهذا الوضع الجديد وبخاصة عند هطول الأمطار وجريان الوادي، وهذا ما حدث في الأنواء المناخية الأخيرة التي مرت بها السلطنة، فقد عرقل جريان الوادي في هذه المنطقة الحركة المرورية من جهة الشرق وارتفع منسوب الماء عن معدله الطبيعي وشكل خطرا على السكان من هذه الجهة.
وأكد: تمت مناقشة هذا الأمر في لجنة الشؤون البلدية مع وضع بعض المقترحات وتم رفع الموضوع إلى وزارة النقل والاتصالات لوضع الحلول المناسبة والتي بدورها تقلل من أية أضرار قد تلحق بالمواطنين ومساكنهم نتيجة جريان الوادي.

تضرر المزارع

وذكر عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحار علي بن درويش العجمي مثالا عما تخلفه الأودية من أضرار تلحق بالمواطنين بإحدى القرى فقال: إن الوادي المسمى بالبوهة ينبع من وادي العراد ووادي ينبع مرورا بمنطقة مويلح الصناعية ومنطقة الطريف، وتتوزع مياه تلك الأودية بين مزارع المواطنين وقد تم بناء أسوار اسمنتية لبعض المزارع كما تم تحويل العديد منها إلى مخططات سكنية وتبقى المياه تدور كالرحى بين تلك المساكن، فتؤثر سلبا بها، حيث تدخل المياه في اغلب الأحيان إلى داخل تلك المنازل وتتسبب في إتلاف الأدوات الكهربائية والأثاث، إضافة الى ما تسببه لهم من إزعاج ومحاصرتهم لأيام.
وأضاف العجمي: إن اندفاع المياه بشكل كبير يجعلها تتدفق إلى مسار اخر يسمى وادي حمر مرورا بمنطقة سوق الجمعة ما يتسبب في دخول المياه الى منازل المواطنين القاطنين في تلك المنطقة ويتسبب في أضرار جسيمة كما أنها تخلف وحلا وطميا يظل يعاني منه سكان تلك القرى إضافة الى ما ينتج عن ذلك من غبار وتطاير للأتربة يؤثر على صحتهم.
كما ذكر عضو المجلس البلدي علي العجمي مثالا آخر بالقول: ومن الآثار على جريان الأودية دون وجود حلول لمسارها الصحيح، ما يحدث للمواطنين في منطقة الوقيبة الخامسة حيث يعاني الأهالي من دخول جزء من وادي الصلاحي الى المنطقة المكتظة بالسكان وقد تم إنشاء سد فيما مضى لكنه لا يفي بالغرض الذي وضع من أجله حيث تصل المياه في بعض الأحيان في هذه المنطقة إلى ارتفاع كبير.
وأكد أن إغلاق الأودية وتغيير مسارها بصورة خاطئة تسبب من مشكلات كثيرة منها تآكل الشواطئ، كما أن العديد من هذه الأودية لم تر طريقها إلى البحر بل رجعت إلى منازل ومساكن المواطنين فهم بذلك يعانون الأمرين من هذا الوضع.
وطالـــب الجهات المعنيــــة بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدية صحار وكذلك وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتدخل السريع لوضع حد لمعاناة الأهالي في المناطق المتأثرة بالأودية في ولاية صحار.