ذكرت منظمة أطباء بلا حدود (مقرها جنيف)، أن المناطق المحاصرة في سوريا مستمرة في المعاناة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا والعمليات المحدودة لتوصيل المساعدات ونقلت مصادر إعلامية امس الجمعة، عن رئيس عمليات منظمة أطباء بلا حدود بارت يانسن فى بيان قوله - إن ما وصفه بـ «كتالوج الرعب» مستمر في المناطق المحاصرة، حيث تقدر التقارير أن نصف مليون سوري محاصرون. وأشار يانسن إلى أنه في الأسبوعين الفائتين تم استهداف مستشفيين ميدانيين تدعمهما المنظمة الطبية الخيرية الدولية في إحدى ضواحي دمشق. وأوضح أن مستشفيات أخرى تضررت من جراء القصف، مضيفا أن الطبيب الوحيد الذي تبقى في بلدة الزبداني، التي تحاصرها الحكومة قتل برصاص قناص، وأن 5 أشخاص في بلدة مضايا الأخرى التي تحاصرها الحكومة لقوا حتفهم بسبب قلة عمليات الإجلاء الطبي التي تم السماح بها. وأضاف يانسن إن الإمدادات الطبية الأساسية فقدت أيضا من القوافل التي تم تسليمها إلى المناطق المحاصرة، ودعت أطباء بلا حدود إلى وضع حد لأعمال العنف العشوائي ضد المدنيين وإلى الإخلاء الطبي العاجل. ولقى عشرات الأشخاص حتفهم في العام الفائت من جراء الجوع أو الأمراض المرتبطة بسوء التغذية في المناطق المحاصرة في أنحاء سوريا، معظم هؤلاء تحاصرهم القوات الحكومية، لكن عشرات الآلاف يعيشون أيضا تحت حكم تنظيم داعش الإرهابي.
إشادة صينية
من جهة اخرى أشاد أول مبعوث صيني خاص بشأن الأزمة السورية امس الجمعة بالدور الذي لعبه الجيش الروسي في الحرب، وقال إنه يجب على المجتمع الدولي أن يعزز جهوده لهزيمة الإرهاب في المنطقة. وساعد التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر في قلب موازين الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد بعد شهور من المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة في غرب سوريا بدعم من إمدادات عسكرية أجنبية تشمل صواريخ أمريكية مضادة للدبابات.
ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الشهر الفائت أن «الجزء الرئيسي» من القوات المسلحة الروسية في سوريا سيبدأ في الانسحاب، واصل سلاح الجو الروسي شن ضربات جوية على أهداف داخل البلاد.
وتقول موسكو إنها تستهدف مقاتلي تنظيم داعش لكن مقاتلي المعارضة ومسؤولين غربيين قالوا إن الضربات استهدفت بالأساس جماعات المعارضة المعتدلة بينها مقاتلون دربتهم الولايات المتحدة لا علاقة لهم بالدولة الإسلامية.
وفي حديثه للصحفيين في بكين امس بعد تعيينه الأسبوع الفائت قال المبعوث شي شياو يان إن العمليات العسكرية الروسية جاءت بناء على دعوة من الحكومة السورية بهدف ضرب المتطرفين المحليين. وقال شي: «عمليات روسيا لمكافحة الإرهابيين في سوريا جزء من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. العمليات العسكرية الروسية في سوريا خلال الستة شهور الماضية تمكنت بفاعلية من وقف انتشار المتطرفين والإرهابيين هناك. أعتقد أن هذا تقدم مشجع».
ومن المتوقع أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام السورية قريبا ويسري اتفاق لوقف الأعمال القتالية منذ أكثر من شهر، مما عزز الآمال في إنهاء الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت ملايين السوريين.
وحثت بكين مرارا على التوصل لتسوية سياسية للأزمة. وقال شي: «ستساعد جهود التصدي للإرهابيين والمتطرفين في سوريا أيضا في التوصل لتسوية سياسية للقضية السورية».
وأردف «كما أنه أمر مفيد لمساعي مكافحة الإرهاب في المنطقة. حري بالمجتمع الدولي أن ينظر إلى الصورة الأشمل المتعلقة بمكافحة الإرهاب في سوريا وأن يعزز التعاون والعمل معا».
وتميل الصين -رغم اعتمادها على المنطقة في الحصول على احتياجاتها من النفط- إلى أن تترك دبلوماسية الشرق الأوسط للأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. لكن الصين تحاول أن تلعب دورا أكبر ولديها مخاوفها الأمنية.
وتخشى الصين من أن ينضم أفراد من أقلية الويغور وأغلبها من المسلمين إلى القتال إلى جانب الجماعات المتشددة في سوريا والعراق. وعند سؤاله عن الويغور رفض شي التعليق.
ضربات جوية
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، إن ما لا يقل عن 13 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي قتلوا في ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي، على مناطق في مدينة جرابلس ومحيطها والتي يسيطر عليها التنظيم بريف حلب الشمالي الشرقي.
وأضاف المرصد في بيان امس الجمعة - أن أربعة معتقلين لدى التنظيم الإرهابي قتلوا في الضربات الجوية ذاتها لطائرات التحالف على المنطقة، وذلك خلال قيامهم بتنفيذ «عقوبة» حفر خنادق للتنظيم في محيط مدينة جرابلس. كما قتل ثلاثة عناصر من تنظيم داعش أحدهم من جنسية خليجية، إثر استهدافهم من قبل الطائرات الحربية فى مدينة دير الزور، وأعلن المرصد مقتل 122 شخصا أمس الخميس، بينهم 37 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و26 شخصا استشهدوا وقضوا في قصف جوى وسقوط قذائف وانفجارات وطلقات نارية وظروف أخرى.