مسقط – وكالات
لا تزال فرضية انتقال كورونا من كائنات كالخفافيش إلى الإنسان هي السائدة علميا. معهد "روبرت كوخ" الألماني تحدث بوضوح عن أن الثقافات الغذائية مكنت كورونا من الانتشار، وحذر الألمان من أن يعتقدوا أن السيناريو الإيطالي مستبعد.
ما علاقة كورونا بالعادات الغذائية؟
انتقد معهد "روبرت كوخ" الألماني، وهو هيئة فيدرالية مختصة بمكافحة الأمراض المعدية، العادات الغذائية في بعض الثقافات، خاصة في آسيا، واصفاً إياها بالأمر الحرج للغاية، وذلك بعد تقارير علمية متعددة تشير إلى أن انتقال فيروس كورونا المستجد إلى الإنسان جاء من تناول بعض أصناف الحيوانات والطيور، ومنها الخفافيش أو آكلات النمل الحرشفية، خاصة بعد اكتشاف أن بنية فيروس كورونا تماثل الفيروسات المنتشرة في هاذين الكائنين.
وقال رئيس المعهد، لوتار فيلر لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغس تسايتونغ" الأسبوعية الصادرة اليوم الأحد(29 مارس آذار 2020): "في بعض المناطق، يأكل الناس جميع الحيوانات المتاحة، بما فيها التي لا تزال حية قبل تناولها بوقت قصير، لدرجة أنه يتم نقل دم أثناء الذبح".
وتابع المدير أن نحو 70 بالمائة من مسببات المرض جاءت في الأساس من مملكة الحيوان، مضيفاً: " نحن على اتصال متزايد دائماً مع الحيوانات التي كانت غريبة عنا سابقًا. نحن نتوغل بشكل أعمق في الغابة، يتم تقليل التنوع البيولوجي من خلال ثقافات أحادية"، مطالباً في هذا السياق باتخاذ إجراءات موسعة ضد الاتجار غير المشروع بالحيوانات.
كيف ظهر كورونا؟ وما علاقته بالحيوانات؟
كما ألقى مسؤول المعهد الألماني الضوء على الضغط الواسع على أسرَّة التنفس الاصطناعي في البلد، متحدثاً عن أن ألمانيا، ورغم قوة تجهيزاتها الطبية وبنية الرعاية الصحية الخاصة بها، إلّا أنها قد تعاني كذلك في توفير أسرة لمن يحتاجونها في ظل انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وتابع: "لا يمكننا استبعاد أن يكون لدينا هنا في بلادنا مرضًى أكثر من أسرة التنفس الاصطناعي". لكنه استدرك القول: "صحيح أن هذه مجرّد تكهنات.. لكن يتعين علينا في كل الأحوال توّقع ألا تكفي القدرات الاستيعابية". داعيا إلى العمل من أجل تفادي السيناريو الإيطالي.
ويتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا 52 ألفا، بينهم 389 حالة وفاة، حسب آخر حصيلة مسجلة اليوم الأحد، فيما تقول مواقع إعلامية إن الرقم أكبر. ويعدّ رقم الإصابات في ألمانيا من الأكبر في العالم رغم معدل الوفيات المنخفض. وقد ارتفعت حصيلة اليوم بقرابة 4 آلاف حالة إصابة في البلد عن اليوم السابق.
وأشار فيلر إلى أن هناك مغالطات انتشرت حول المرض في النظام الصحي في ألمانيا، بقوله: "بالنظر إلى نسبة الوفيات الضعيفة في ألمانيا، انتشرت بعض الأوهام، والواقع أن هذه النسبة الضعيفة تعود بالأساس إلى كثرة الاختبارات التي قامت بها البلاد على السكان المشتبه في إصابتهم بالفيروس".
تململ في معسكر ميركل
وفيما طالبت المستشارة أنغيلا ميركل بـ"الصبر" في مواجهة تطورات أزمة كورونا، بدأ يظهر تململ في معسكرها "المسيحي الديمقراطي". رئيس ولاية فستفاليا شمال الراين الذي يعد من أبرز المرشحين لخلافتها على رأس الحزب، دعا إلى إعادة التفكير في "استراتيجية وضع قيود على خروج الناس" المتبعة لحد الآن.
في مقال له نشر في صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الصادرة الأحد أبدى أرمين لاشيت اختلافه في الرأي بشكل واضح مع نهج المستشارة ميركل في إدارة أزمة كورونا، والتي دعت في رسالتها الصوتية نهاية الأسبوع إلى "الصبر" معتبرة أنه من "المبكر المطالبة بالعودة إلى الحياة العادية".
بينما كتب لاشيت في مقاله: "إنه من الخطأ القول بأنه من السابق لأوانه الدعوة لمراجعة القيود على الخروج". وأضاف "بل علينا الآن النظر بالفعل في الوقت الذي بدأت فيه الإجراءات الصارمة قيد التنفيذ".
واعتبر لاشيت أن الوقت قد حان لوضع معايير للعودة إلى الحياة الاجتماعية والعامة بحيث يكون اتخاذ القرار بهذا الشأن أيضا على أساس معايير شفافة. وأضاف أن الأمر يتطلب إجماعا مجتمعيا واسعا، ولا يمكن أن يتطور هذا "إلا بناء على دراسة عن كثب لجميع الآثار الطبية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية". وهي عملية تستغرق بدورها وقتا، يقول لاشيت "حتى نتعرف على المعايير خلال فترة أعياد الفصح ونتوصل إلى إجماع فيما بيننا، يتعين أن نبدأ الآن".
وبحسب أحدث استطلاع للرأي أبدى حوالي 54 في المائة من الألمان تأييدهم للإجراءات التي اتخذتها المستشارة ميركل في مواجهة الأزمة. وتتخذ بعض الإجراءات مستويات متفاوتة بحسب الولايات الألمانية وذلك طبقا لمقتضيات النظام الفيدرالي بالبلاد. وتعتبر ولاية فستفاليا شمال الراين التي يرأسها أرمين لاشيت، أكثر ولاية ألمانية متضررة من انتشار فيروس كورونا