سعدون بن حسين الحمداني
يُعرف البروتوكول في السياسة الدولية بانه عبارة عن أتيكيت خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة وكذلك مجموعة من القواعد والنظم وترتيب الاسبقية والتي تعكس السلوك السليم والمتعارف على قبوله فيما يتعلق باصول الدبلوماسية وشؤون الدولة من خلال الأشراف /المتابعة/ تدوين/ والتصديق على ملحقات المعاهدات أو المذكرات أو الاتفاقيات، أصبحت قواعد البروتوكول مألوفة ومتطورة في العلاقات بين الملوك والرؤساء.
أما «اتيكيت» فهو الذوق ومراعاة شعور الآخر. وقد نشأ المصطلح بشكل عام، في إطار عملية وضع قواعد السلوك الضروري عند المجتمعات المتحضرة، أو عند الطبقة الراقية في هذه المجتمعات بعد عصر النهضة أو عصر الثورة الصناعية بالقرن الخامس عشر ثم تطور إستخدام المصطلح ليشير إلى مجموعة القواعد الفردية تجاه نفسه وأتجاه الاخرين، التي تضبط وتعكس سلوك مجموعات من العاملين بعضهم مع البعض الآخر من خلال المجاملة والذوق المتبادل والتصرف واللغة والشكل العام وبقية مفردات الاتيكيت والتي تلعب دور مهم في عملهم.
تحتل الأسبقية لكبار الشخصيات في أقامة الدعوات مكان الصدارة في موضوع البرتوكول والأتيكيت لما فيها حب التفاخر والظهور وحسن الترتيب والأولوية لكبار الشخصيات على مختلف مناصبهم ومسؤليتهم سواء كانوا رمز الدولة او أقل من ذلك، وكان مؤتمر فنينا المعقود عام 1815 الفضل الأكبر في تنظيم الأسبقية في الحقل الدولي والدبلوماسي والتسلسل الوظيفي. وفي بداية القرن العشرين بدأت أوربا مثل فرنسا والدانمارك والنرويج واليابان بالغاء القاب والمسيمات مثل النبلاء والأشراف والصفات الفخرية مثل ( فخامة رئيس ، دولة رئيس الوزراء ،معالي الوزير) الا أن لقب صاحب الجلالة ظل مصاحباُ للملوك دول العالم لضرورة الأسبقية بها.
وتحدد الأسبقية بالنسبة للرؤساء والملوك والأباطرة الى قدم كل منهم في الحكم أي الى تاريخ تتويج العائلة المالكة أو تاريخ تولي رؤساء الجمهوريات أعباء الرئاسة دون إي تمييز.
أن من أهم هذه القواعد الواجب الالتزام بها في إقامة الدعوات هي:*عند قدوم كبار الضيوف يتم أستقبالهم وأرشادهم الى قاعة الأستقبال المعدة لذلك ويقدم لهم المشروبات والعصائر لحين وقت الطعام أو الأجتماع أو اللقاء/ * يتقدم رئيس المراسم أو من ينوب محله بأخبار الداعي سواء بالنظرات أو بعلم لغة الجسد أو بالكلام بأن كل شي جاهز بمرافقة ضيف الشرف الى المائدة أو الأجتماع أو اللقاء وحسب الأسبقية ليجد كل منهم أسمه على الطاولة/ * لا يجلس الضيوف قبل جلوس من يترأس المائدة لكبار الشخصيات مع مراعاة العادات والتقاليد السائدة في البلد والأولوية للنساء أن وجدوا في الوفد/ * لا يجوز مغادرة المكان قبل الأنتهاء من الطعام الإ في ظروف قاهرة وبعد الأستئذان من صاحب الدعوة/ * عدم التحدث بالهاتف أثناء المراسم سواء في الأستقبال أو مأدبة الاكل/ * يستحسن تنظيم عمل مخطط توضيحي بشكل مائدة وأماكن جلوس الضيوف مع سهم يشير الى جهة الدخول وترسل لهم مع الدعوة أو عند دخول مكان الدعوة/ *يجب أخذ بنظر الأعتبار الصفة الرسمية وأسبقية المدعوين ( علماء الدين، كبار السن والمتقاعدين).
/ *يمكن أجراء بعض التغييرات على قواعد المجاملة اذ أقتضت الضرورة بشرط عدم المساس بأسبقيات كبار الشخصيات،مع أخذ المركز الاجتماعي والثقافي وشبة الرسمي وكذلك الذين يتمتعون بمراكز دينية وعشائرية رفيعة/ * يدخل المدعون اولاً ويقفون خلف مقاعدهم الى أن يدخل الضيف ومضيفه ويجلس المدعوون بعد جلوسهما ولا يستحب إطلاقاً الكلام او المناقشة قبل ذلك/ *لا يستحسن أبقاء المقعد فارغاً عند تخلف أحد المدعوين لسبب طارئ، ويمكن إبقاؤه فارغاً تكريماُ لصاحبه معبرين عن مكانته الرفيعة/ * يجوز حضور حفلتين بنفس اليوم مع ضرورة مراعاة الوقت مع بقاء فترة أطول في الدعوة الأكثر أهمية أو الاعتذار حسب الاولوية والاهمية / * دعوات كبار الشخصيات مهما تكن المسميات لها يجب البقاء فيها طيلة الوقت ولا يمكن مغادرتها قبل ضيف الشرف أو الرئيس الداعي/ *يمكن القاء الكلمات الترحيبة بحيث لا تزيد عن 15 دقيقة أثناء الدعوات الرسمية سواء من الداعي وضيف الشرف وقد يكون الرد عليها بالتعابير والكلمات المناسبة/ * في نهاية الدعوة يلقي الداعي كلمة مناسبة قبل النهوض يشيد فيها بالمدعو وخدماته وعلاقاته بجمع وأقامة هذه الدعوة ويتنمى له خصوصا ولعائلته الموفقية والسعادة والشكر الجزيل/ *يتم تحديد الاسبقة لزوجات كبار الشخصيات بعد زوجة الضيف ما لم يشغلوا منصباً رسمياً او يحملون القاباً فخرية أو أوسمة/ *اذ كان هناك ضيوف أجانب فلهم الأفضلية في الجلوس ويختار لهم مكان مميز مع شخص يجيد مجاملتهم والتعامل معهم بشرط عدم الضغط عليهم بالأكل والمشروبات/ * بالنسبة الى الملابس الدعوات النهارية يفضل اللون ( النيلي أو الازرق الفاتح، الرصاصي الفاتح) وبالليل الألوان الداكنة والأبتعاد عن الألوان الفسفورية والشعاعية على ان تكون متناسقة حتى مع الحذاء والساعة وربطة العنق والبدلة وبالنسبة للزي الخليجي فيكون البشت الداكن/ * وبالنسبة للنساء فالأبتعاد عن المكياج المبالغ فيه أهم مظاهر حفلات الشاي النهارية أو الدعوات الرسمية النهارية والازياء المحتشمة الذي يلائم مكانتها ومكانة زوجها وعدم التبرج والبذخ بالمجوهرات والذهب مع أخذ بنظر الاعتبار العائدات السائدة بالبلد، وتعتبر الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا قمة في الحشمة في حفلاتها الليلة أو النهارية وهي صراحة قدوة للجميع في أتكيت الحضور وتلبية الدعوات النهارية والليلية على حدا سواء بالاضافة الى بعض الشخصيات الاخرى/ *يمكن حمل الأوسمة في الدعوات الرسمية الليلية فقط للحضور او الضيف.
وفي الختام فإن التعلم والمحافظة على هذه الصفة من علامات النجاح والتفوق في الحياة اليومية والعملية سواء الشخصية منها أم الرسمية ،الفردية منها أم الجماعية ، وبالتالي علينا التمعن فيها، فبدلا من الانقياد خلف المدارس والنظريات الأجنبية في تعليم هذه الخاصية نرى أن تعاليم الدعوة الإسلامية والسيرة النبوية ثرية بهذه الصفة في أقامة الدعوات وأستقبال الضيوف وأكرامهم مهما يكن دينهم أو جنسيتهم أو منصبهم لانها أحد مقومات النجاح والتفوق والتميز لدى الشخص والمجتمع على المستوى الفردي او الرسمي للدولة.
فن الدبلوماسية