رحيل شاعر تونس الصغير أولاد أحمد

مزاج الخميس ٠٧/أبريل/٢٠١٦ ١٧:٥٥ م

تونس - رويترز

توفي شاعر تونس البارز الصغير أولاد أحمد عن 61 عاما بعد صراع استمر سنوات مع المرض لتفقد تونس واحدا من أبرز أصوات الحرية والإبداع الشعري.

ويقول أولاد أحمد في قصيدة نحب البلاد وهي أبرز قصائده »نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد صباحا مساء وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد.. ولو قتلونا كما قتلونا ولو شردونا كما شرّدونا ولو أبعدونا لبرك الغماد لعدنا غزاة لهذا البلد»

وقال الميداني أولاد أحمد شقيق الشاعر للصحفيين «توفي أخي وقد سجل اسمه في تاريخ تونس ونشكر كل من وقف بجانبه في محنته.»

ونشر عدة كتب شعرية منها «نشيد الأيام الستة» (1984) و»ليس لي مشكلة» (1998) و»حالات الطريق» (2013) وله كتابان في النثر هما «تفاصيل» (1991) و»القيادة الشعرية للثورة التونسية» (2013).

وكان الشاعر التونسي قد بدأ تجربة الكتابة الشعرية في سن الخامسة والعشرين في أواخر السبعينيات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس. ودافع منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الإنسانية ضد القمع والاستبداد.وسجن في منتصف الثمانينيات كما حُجبت العديد من قصائده في عهد بن علي. وتولى إدارة بيت الشعر في 1993 لكنه رفض تكريما من بن علي.

وفي برقية تعزية لعائلة الشاعر الراحل قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي «تلقيت ببالغ التّأثر وعميق الأسى نعي فقيد الوطن والشّعر والثّقافة المرحوم «الصغيّر أولاد أحمد» الذي عانق مشاغل شعبه والتصق بهمومه وناضل دون هوادة في سبيل حريته وكرامته وامتزج شعره بحب البلاد كما لم يحبّ البلاد أحد.».

ونهاية العام الفائت كرمت وزارة الثقافة الشاعر في حفل كبير ضم عددا كبيرا من الساسة والمثقفين اعترافا لما قدمه من إنتاجات قيمة. وكرم معرض الكتاب الدولي في تونس الذي اختتم يوم الأحد الفائت أولاد أحمد لكن استفحال المرض منعه من حضور تكريمه.

وأثناء اشتداد المرض به كتب الشاعر الصغير اولاد أحمد من داخل المستشفى العسكري أين كان يتلقى العلاج قصيدة مؤثرة سماها الوداع.
ويقول فيها «أودع السابق واللاحق..أودع السافل والشاهق..أودع الأسباب والنتائج..أودع الطرق والمناهج..أودع الايائل واليرقات..أودع الأجنة والأفراد والجامعات..أودع البلدان والأوطان..أودع الأديان...أودع أقلامي وساعاتي..أودع كتبي وكراساتي..أودع المنديل الذي يودع المناديل التي تودع ..الدموع التي تودعني أودع الدموع».