أندية لذوي الإعاقة!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١١/مارس/٢٠٢٠ ١٢:١٧ م
أندية لذوي الإعاقة!

علي بن راشد المطاعني

اهتمام الدولة بقطاع الرياضة والشباب من خلال العديد من الأجهزة المختصة والمنشآت والدعم والأنشطة على اختلافها لشرائح واسعة من المهتمين بمجالات الرياضة الفردية والجماعية علامة بارزة لا ينكرها أو يقلل منها أحد، إلا أنه في المقابل لا نرى هناك اهتماما يماثل ذلك بذوي الإعاقة من خلال إنشاء الأندية لهذه الفئات تلبي احتياجاتهم في ممارسة الرياضة كجزء من حقوقهم في إيجاد متنفسات لهذه الشرائح المستحقة أن تحظى بالاهتمام الموازي على الأقل بالأصحاء، إن لم تكن في ولايات السلطنة تكون على مستوى المحافظات يتجمعون فيها ويمارسون هواياتهم ويقضون أوقات فراغهم وإلى غير ذلك، الأمر الذي يجب أن يُنظر له بعين الاعتبار لهذه الفئات في مثل هذه الجوانب المهمة خاصة مع إعداد رؤية عمان 2040 فمن الأهمية النظر فيها لهذه الفئات وحقوقها في ممارسة الرياضة ووضعها في الاعتبار.

فبلا شك أن ذوي الإعاقات على اختلاف إعاقاتهم يمثلون شرائح لا يُستهان بأعدادها في المحافظات ومن الأهمية أن يحظوا باهتمام في القطاع الرياضي كغيرهم من الأصحاء بل أفضل؛ باعتبار أن الأولوية لهم في الرعاية مراعاة لأوضاعهم الصحية والحركية والإعاقة بشكل عام، وهو ما يتطلب أن تكون هذه الجوانب حاضرة في إنشاء منشآت لهم أو تكون هناك أجزاء من المنشآت الرياضية مخصصة لهم ومجهزة بالألعاب التي تتناسب مع إعاقاتهم وتلبي رغباتهم بأن يمارسوا هواياتهم وقضاء أوقات فراغهم مع أقرانهم كغيرهم من الشباب.

فاليوم أصبح هناك أكثر من 31 ألفا يحملون بطاقة معوق منهم 65% من الذكور ليس لهم مجال أن يمارسوا أي نوع من الرياضات تحقق ذواتهم وتنفس عنهم وتخفف آلالامهم التي يعانون منها ويلتقون مع بعضهم البعض كجزء من أفراد المجتمع الذين لديهم اهتمامات وقواسم مشتركة، رغم أن هذه الفئات هي من تحتاج إلى الرعاية والاهتمام مراعاة لأوضاعها الصحية وتعزيزا للجوانب المعنوية واستثمارا لطاقاتهم في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، إذ أصبحت لهذه الفئات مسابقات رياضية دولية وأولمبياد وغيرها التقدم بها يعكس اهتمام الدول بذوي الإعاقة، وأحد مجالات التطور الاهتمام بذوي الإعاقة ومن شابههم.

إن العمل على استحداث منشآت رياضية خاصة بذوي الإعاقات أو إضافة منشآت إلى الأندية والمجمعات الرياضية القائمة في ولايات السلطنة أصبح يفرض نفسه بقوة لتتكامل جوانب الاهتمام بكل فئات المجتمع وننصف هذه الفئات مع أقرانهم الأصحاء ونرفع الأضرار النفسية التي يعانون منها جراء نظرة المجتمع لهم، وكذلك تخفيف التناقضات السيكولوجية التي يعيشها المعوق مع نفسه عندما يجد نفسه غير قادر على ممارسة رياضة في حين أن أخيه المعافى يمارس كل أنواع الرياضات في منشآت مُعدة لذلك. فإذا أمكن وعلى سبيل التجربة إنشاء نادٍ لذوي الإعاقة بمسقط بشكل متكامل يكون نموذجا للأندية الأخرى بالمحافظات، ويكون نواة لإقامة أنشطة لذوي الإعاقة بشكل يعكس مدى الاهتمام بهذه الشرائح في الجوانب الرياضية الفردية والجماعية.

إن الاهتمام بالجوانب الرياضية للمعوقين يكتسب أهمية كبيرة في تحقيق إنجازات رياضية عالمية وهناك الكثير من الأمثلة في الألعاب حقق من خلالها ذوو الإعاقة نتائج طيبة في المحافل العالمية، فعلى سبيل المثال حقق لاعبو السلطنة من ذوي الإعاقة 44 ميدالية دولية والرابع آسيويا في كرة السلة لمنتخب الكراسي المتحركة في عام 2019م وغيرها من الإنجازات في السنوات الماضية، وكل ذلك وغيره يدلل مدى أهمية رعاية رياضات ذوي الإعاقة وتطويرها وتخصيص منشآت لها.

بالطبع ندرك بأن هناك اهتماما بذوي الإعاقة في الدولة وإن كان لا يرقى إلى الطموحات لهذه الشرائح، بل ودون المستوى المطلوب بشكل عام إلا أن ذلك لا يمنع الالتفاتة إلى هذه الجوانب وسد كل الثغرات التي يعاني منها إخواننا ذوو الإعاقة في مجتمع يعلي من شأنهم ويوقرهم ويحترمهم، يحتاجوا فقط بعض اللمسات الحانية عليهم كإيجاد المنشآت الرياضية أو إضافة منشآت لهم وتمكينهم من العمل وإثبات الذات والمشاركة الفاعلة في خدمة وطنهم.

وهناك أفكار عدة يمكن أن تطرح مثل تخصيص أراض في أماكن تجارية في المحافظات صالحة للاستثمار يمكن أن تستثمر بشكل مزدوج كإقامة منشآت تجارية ورياضية لذوي الإعاقة والبحث عن مستثمرين، أو مؤسسات القطاع الخاص لتمويل هكذا مشروعات اجتماعية في إطار مسؤوليتها الاجتماعية وخدمة المجتمع ولكن يتطلب التحرك في هذا الاتجاه على أكثر من صعيد ومستوى.

نأمل أن نأخذ بهذه الجوانب في الاعتبار ويتكاتف المجتمع أكثر لتعزيز هذه الفئة لينالوا ما يستحقون ويتطلعون لكي تتوفر لهم ما يلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم مراعاة لأوضاعهم.