بالفيديو.. شوف قرية "وكان".. قطعة من الجنة على أرض السلطنة

شوف الثلاثاء ١٠/مارس/٢٠٢٠ ٢٣:١٥ م
بالفيديو.. شوف قرية "وكان".. قطعة من الجنة على أرض السلطنة

نخل - الشبيبة

تشهد قرية وكان بوادي مستل في ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة خلال هذه الفترة إقبالاً كبيرًا من الزوّار من داخل السلطنة وخارجها للاستمتاع بموسم المشمش والخوخ والبوت الذي يبدأ بالتزهير في شهر يناير ويستمر حتى بداية شهر مارس، وتنتعش في هذا الموسم الحركة السياحية والتجارية؛ إذ أن هذه المنطقة تعد من المناطق القليلة التي تنمو فيها هذه الأشجار في السلطنة وذلك لكونها منطقة مرتفعة وباردة نسبيًا. وتمتاز هذه المحاصيل بمذاقها وجودتها كونها تُزرع بدون إضافات كيماوية إذ يقوم الأهالي باستخدام مواد عضوية في زراعتها وهذا أحد أسباب تفرّدها، تتشكل هذه المحاصيل عند فترة التزهير وتشكُّل الثمار لوحة سياحية جميلة جاذبة للسياح للاستمتاع بمشاهدتها والمناظر الخلابة المحيطة بها.

مقومات سياحية جاذبة

تعد قرية "وكان" المُحاطة بالجبال العالية أحد أروع المزارات السياحية ورافدًا من روافدها بفضل المقومات السياحية التي تجمع بين الطابع الجبلي السهلي والشواهد الأثرية التي تدل على عراقة التاريخ الأصيل. وتنتشر في قرية "وكان" العديد من المدرّجات الزراعية بطول الوادي الممتد من حدود القرية إلى أعالي سفوح الجبال، وتتميّز القرية التي يصل ارتفاعها نحو 2000م عن سطح البحر بأجواء فريدة إذ أن الحرارة معتدلة صيفًا وتنخفض شتاءً، وأيضًا روعة الإطلالات على وادي مستل الشهير.

تتنوع في قرية "وكان" المحاصيل الزراعية التي تشكّل عامل جذب سياحي؛ فبالإضافة إلى المشمش والخوخ والبوت هناك أنواع أخرى من الفاكهة تتميّز بها المنطقة مثل العنب، والرمان، والكرز المعروف باسم "الساكورا" إضافة إلى بعض البقوليات والأعشاب الجبلية كالخزامى والزعتر البري.
ويحصد أهالي قرية "وكان" ثمار المشمش والخوخ والبوت عادة نهاية أبريل وحتى مايو من كل عام، وهو ما يستفيد منه الأهالي لترويج القرية سياحيًا، كما أن الثمار تعد مصدر دخل لهم إذ أن السيّاح يشترونها منهم.

ولتحسين الخدمات السياحية في قرية "وكان" باعتبارها أحد الروافد المهمة للقطاع السياحي، قامت وزارة السياحة بتحسين خدمات البنية الأساسية في القرية، حيث شقّت الوزارة ممشى للصعود إلى أعلى قمة في القرية على شكل أدراج صخرية يصل عددها إلى نحو 700 درجة تقطع من خلالها مسافة 1.1 كيلومتر صعودًا لمشاهدة الوادي الممتد من حدود القرية إلى نهاية سفوح الجبال المحيطة بولاية نخل والذي يُطلق عليه اسم وادي مستل، كما قامت الوزارة بإنشاء سياج يمتد على طول الطريق المؤدي لقرية "وكان" وذلك لضمان عدم وقوع حوادث مؤسفة، كما زُوِّد الطريق بمناطق مخصصة للخدمات بالإضافة إلى أبراج للمراقبة على شكل قلاع، ووُضِعت بعض المظلات والمقاعد للاستراحة أثناء الصعود للقمة.

وإيمانًا من وزارة السياحة بضرورة توفير مختلف المعلومات عن المنطقة فإنها بصدد توفير معلومات عن القرية بعدة لغات ليسهل على السائح قضاء أوقات ممتعة في القرية ويتعرّف على مختلف المزارات السياحية، وأيضا تتوفر دورات مياه قبل الدخول إلى القرية، وكذلك يوجد في قرية وكان بيوت للضيافة وبها مطعم يخدم الزوار والأهالي.
وتعد قرية "وكان" إحدى أفضل المناطق لممارسة رياضة المشي الجبلي ويساعد على ذلك الممشى المؤدي إلى أعلى قمة في القرية والذي يصل عدد الدرجات فيه إلى نحو 700 درجة بمسافة 1.1 كيلومتر، كما أن المنطقة تعد واعدة سياحيًا كونها مؤهلة لممارسة رياضات سياحية مختلفة كتسلق الجبال وإقامة المسابقات الجبلية فيها.

رافد سياحي

قال عامر بن سالم الصبحي - من أهالي ولاية نخل: إن أهالي قرية "وكان" يُولون اهتمامًا كبيرًا بالمحاصيل الزراعية التي تتميّز بها القرية والتي لا تنمو في المناطق الأخرى، وعند تفتح الأزهار تكتسي الحقول بحلة بيضاء تجذب إليها جموع السياح من داخل السلطنة وخارجها. وأشار الصبحي إلى الإقبال الكبير الذي تشهده بلدة "وكان" من خلال توافد الزوار طوال العام وخصوصًا في موسم الشتاء كونه موسم تزهير ثمار المشمش ويقوم المزارعون ببيع محاصيل البلدة في الأسواق المجاورة أبرزها سوق نخل. وأوضح الصبحي أن المحاصيل الزراعية المتنوعة شكلت مصدر دخل للسكان البلدة؛ مبينًا أن المشمش العماني يُباع فقط بالأسواق المحلية ولا يتم تصديره إلى الدول المجاورة، ويصل سعره إلى حوالي 20 ريالاً عمانيًا، كما يتم بيع الشتلات من شجرة المشمش ولا يتم تصديرها أبدًا.

زوار من السلطنة وخارجها

وأكد الصبحي أن البلدة أصبحت في الآونة الأخيرة مقصدًا سياحيًا للزوار من داخل وخارج السلطنة خصوصًا في موسم اكتساء الحقول بأزهار المشمش واعتدال الأجواء في البلدة، كما تتميز قرية "وكان" بالمناظر الخلابة ورائحة النباتات العطرية الجميلة كالخزامى والياس والزعتر البري التي تتوزع بين هضاب السلاسل الجبلية.

من جانبه، قال فيصل المعولي - أحد زوار قرية وكان: عندما زرت قرية "وكان" لأول مرة انبهرت من روعة مناظرها وفي وجهة نظري أرى أنها أحد أبرز المزارات السياحية في السلطنة، ويعتبر الممشى الذي يوصلك إلى قمة القرية مكانًا مفضلاً لممارسة رياضة المشي إذ أنه أثناء سيرك في الممشى ترى على جانبيه جمال الطبيعة البكر وروعة التضاريس الجبلية.

وأضاف المعولي أن من أهم ما يميّز قرية "وكان" وجود أشجار المشمش والخوخ والبوت والعديد من الأشجار الأخرى، داعيًا الجميع لزيارة القرية والاستمتاع بقضاء أوقات جميلة فيها، ما يعزز بدوره السياحة الداخلية في السلطنة.