القرصنة الإلكترونية تنتعش مع نشر "أوراق بنما"

الحدث الخميس ٠٧/أبريل/٢٠١٦ ١٤:٤٠ م
القرصنة الإلكترونية تنتعش مع نشر "أوراق بنما"

باريس – تونس – ش – وكالات
نشطت تسريبات "أوراق بنما" عمل بعض الجهات المختصة في القرصنة الإلكترونية، وكان أول ضحية لهذه الحرب المعلوماتية وقع "انكيفادا" المكلف بنشر الجزء التونسي من "أوراق بنما"، للاختراق بعد نشره أولى الوثائق المتعلقة بالسياسي التونسي محسن مرزوق، ومن ثم أعلن مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" المعني الأول بفضيحة "أوراق بنما" تعرضه لعملية قرصنة معلوماتية تمت من ملقمات أجنبية فيما تتواصل التداعيات السياسية لهذه القضية.
وقد احدثت الوثائق المسربة من مكتب المحاماة البنمي والواقعة في 11,5 مليون وثيقة والتي بدأ نشرها الأحد، زلزالا في العالم مع الكشف عن ضلوع مسؤولين سياسيين كبار ومشاهير من عالم المال والرياضة في عمليات تهرب ضريبي.
وقال رامون فونسيكا مورا مدير المكتب واحد مؤسسيه لوكالة فرانس برس "لدينا تقرير تقني يقول أننا تعرضنا لقرصنة من أجهزة ملقمة في الخارج" موضحا أنه قدم الاثنين "شكوى في هذا الصدد لدى النيابة". وأضاف "لا أحد يتحدث عن قرصنة" في الصحافة التي تستفيض منذ يومين في كشف الوقائع في حين أنها "تلك هي الجريمة الوحيدة التي أرتكبت".
واستهجن أيضا أن تركز المعلومات التي كشفت من 11,5 مليون وثيقة سحبت من النظام المعلوماتي لمكتبه على الزبائن الأكثر شهرة مع الاستخفاف بالحياة الخاصة. وأضاف "لا نفهم هذا الأمر، أصبح العالم يتقبل أن الحياة الخاصة ليست حقا للفرد".
وتاتي تصريحات رامون فونسيكا مورا بعد يومين على كشف صحف في العالم اجمع فضيحة التهرب الضريبي التي اطلق عليها اسم "أوراق بنما".
وفي أيسلندا، كان أول ضحية سياسية للفضيحة رئيس الوزراء الأيسلندي ديفيد سيغموندور غونلوغسون الذي قدم استقالته أمس الأول تحت ضغط الشارع بعد الكشف عن مخالفات مالية وعمليات تهرب ضريبي.
وأثار مكتب رئيس الوزراء بلبلة عبر إعلانه أن رئيس الحكومة لم يقدم استقالته خلافا لما أعلنه سابقا ئب رئيس الحزب التقدمي وزير الزارعة يغوردور انغي يوهانسون وانما انسحب "موقتا" من الساحة السياسية.
وكان غونلوغسون تصدر الاخبار منذ الاحد بعد ان كشفت وثائق مسربة انه وزوجته انا سيغرولوغ بالسدوتير امتلكا شركة اوفشور في جزر العذراء البريطانية ووضعا ملايين الدولارات فيها. وتظاهر الآلاف أمام البرلمان في العاصمة ريكيافيك الاثنين مطالبين باستقالته.
وفي العودة إلى تونس؛ أكد المسؤول عن حزب حراك تونس الإرادة عدنان منصر في تصريحات صحفية أن الزج باسم منصف المرزوقي في قضية "وثائق بنما" دون التثبت يعتبر أمرا خطيرا. وأضاف منصر أن قرصنة موقع انكيفادا عملية مقصودة لإبعاد الأنظار عن المجرمين الحقيقيين لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتهرب الضريبي بل يتعلق بمصدر الأموال المهربة وفق قوله.
وأشار عدنان منصر إلى أن هناك سياسيين متهمين في التورط في عمليات تهرب ضريبي داعيا النيابة العمومية لفتح تحقيق فوري في هذا الأمر والقيام بالعديد من الإجراءات الإحترازية بما يكفل حقوقها.
ومنذ الاحد تكشف وسائل الاعلام المشاركة في "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" اسماء زبائن مكتب المحاماة موساك فونسيكا فيما تبقى هوية مسرب الوثائق غير معروفة. ورفضت بنما اتهامات الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي وصفها الاثنين بانها "أخر مقر" اوفشور، ونددت باتهامات "ظالمة وتنطوي على تمييز".
وكتب نائب وزير الخارجية البنمي لويس ميغيل هينكابييه في رسالة إلى انخيل غوريا "تستخدمون معلومات صادرة عن تقرير نشرته وسائل الاعلام الدولية مؤخرا لتشويه الحقائق والمس بسمعة البلاد".
في واشنطن، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التسريبات تظهر أن التهرب الضريبي مشكلة عالمية. وقال أوباما ان الاثرياء من افراد وشركات "يستغلون انظمتهم" من خلال استخدام الملاذات الضريبية التي لا يمكن لدافع الضرائب العادي استخدامها. واضاف ان الشركات الأمريكية التي تندمج مع شركات اجنبية لمجرد خفض الضرائب "لا تدفع حصتها المفروضة" من الضرائب مقابل الاستفادة من الاقتصاد الأمريكي.
واشار إلى ان "التهرب الضريبي هو مشكلة عالمية كبرى". وتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء لضغوط ايضا هائلة اثر الوثائق التي كشفت ان والد كاميرون الراحل كان يدير صندوق اوفشور تجنب دفع الضرائب في بريطانيا على مدى 30 عاما من خلال اتخاذ جزر البهاماس مقرا له.