مسقط - خالد عرابي غياب للشباب والكتاب الذين أسسوا ولهم بصمتهم ووجودهم عن برنامج دورة معرض مسقط للكتاب.
أكدت الكاتبة المسرحية و في النقد الأدبي المبدعة الدكتورة آمنة ربيع أن التكريم لأي مبدع أو كاتب حينما يأتي في وطنه ومن بلده فهو التكريم الذي لا يضاهيه أي تكريم مهما إن كان خاصة وان كان في حينه، وقالت: صحيح أن هناك تكريمات اقليمية وحتى عالمية يمكن أن يحصل عليها المبدع أي كان تخصصه ولكنه ربما يظل منتظرا أن تأتي لحظة تكريم الوطن، فتكريم الوطن لا يقابله أي تكريم آخر ، وأنا سعيدة جدا بتكريمي في معرض مسقط الدولي للكتاب وقد أسعدني كثيرا .. وأن يأتي تكريمي هذا العام متزامنا مع اليوبيل الفضي لمعرض مسقط الدولي للكتاب فهذا في حد ذاته اعتبره تكريم آخر بالنسبة لي وتاج على رأسي واضافة جميلة واعتبره احتفاء بالإبداع والكتاب والأدباء وبالثقافة والمثقفين واحتفاء بالكتاب والمتلقين وهو شيء رائع بالنسبة لي.
وكانت إدارة المعرض قد كرمت في حفل الافتتاح ثلاثة شخصيات عمانية وذلك تقديرا لعطاءها واثراءها للمشهد الثقافي بنتاجها الثقافي والفكري وهم: الدكتورة آمنة ربيع عن مجال الدراسات المسرحية ، والمصور عبدالرحمن بن علي الهنائي في مجال التصوير الضوئي ، والدكتورة وفاء بنت سالم الشامسية في مجال أدب الطفل.
وأشارت الدكتورة الربيع إلى أن التكريم شيء جميل للجميع وللمبدع شيء أجمل وأهم ولأنه يعتبر بمثابة الوقود الذي يعطيه الطاقة للاستمرار والقدرة على العطاء وأنه يشعر بأن ما يقدمه واصل للطرف الآخر او للمتلقى وأن هناك من يتابع من بعيد ويشعر بأهمية ما يقدمه المبدع بل ويقدره، وهنا لا أقول أن كل من لا يكرم قد بتوقف على الإبداع ولكن ذلك يختلف باختلاف وطبائع الناس وان هناك من يمكن أن يواصل الإبداع حتى في ظل غياب التكريم وأن هناك بعض قد يصاب بالاحباط إذا لم يجد صدى أو تكريم لما يقدمه لأنه يشعر وانه كمن ينادي في الصحراء ولذا تظل فكرة التكريم هي الأفضل والأجمل والأروع وهي تحمل معنى التقدير ولله الحمد والمنة فإن وطننا ومسؤولونا يولونها أهمية وهذا في حد ذاته فعل حسن .
إقبال كبير
وعن معرض مسقط الدولي للكتاب وما به من زخم هذا العام قالت الدكتورة الربيع اطلعت على برنامج المعرض لهذا العام وتابعت بعضا من فعالياته ووجدت أن هناك أولا اقبال كبير من دور النشر وحتى عناوين الكتب وذلك مقارنة بالدورة المقبلة وهو ما اعلن عنه القائمون على المعرض حيث أكدوا على أن عدد دور النشر هذا العام وصل إلى 946 دار نشر وذلك بزيادة حوالي 64 دار نشر عن العام الفائت، كما أن عدد عناوين الكتب المعروضة به يصل إلى 550 ألف عنوان كتاب اي بزيادة 50 ألف عنوان عن العام الفائت فقط وكلاهما زيادة كبيرة في عالم معارض الكتب ومن ثم فأرى أن ذلك يعكس مدى الاهتمام بالمعرض من قبل دور النشر المحليين والدوليين ومدى الشعور بأهميته وأن هناك اقبال عليه من ناحية القوة الشرائية حيث أعلنت ادارته ايضا أنه نال المركز الثاني ضمن أفضل المعارض من ناحية القوة الشرائية الفردية والإقبال الجماهيري، وتقديم الامتيازات والتسهيلات للمشاركين، وذلك وفق اعتماد اتحاد الناشرين العرب .
كما صنف كواحد من المعارض الداعمة لحركة النشر و التوزيع حول العالم ، وكذلك صنف ضمن أفضل ثلاثة معارض حسب تصنيف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ، وعلي على المستوى العربي، ومن ثم ووفقا لكل ذلك فقد استحق هذا الزخم وهذا الاهتمام .
وأضافت الدكتورة أمنة الربيع قائلة: وكما أن مشاركة دور النشر وعظم العناوين والكتب المطروحة فإنه مهم أيضا لمعارض الكتب الفعاليات الثقافية المصاحبة من ندوات ومحاضرات وحوارات وحفلات توقيع للكتب وغيرها وهذا هو الجانب الآخر المهم في معرض مسقط الدولي للكتاب ، ومن خلال البرنامج المعلن هناك تنوع وهناك استضافات عديدة وهناك العديد من الشخصيات والضيوف القادمون من الخارج ، كما أن هناك ورش خاصة للأسرة والطفل وقد أخذت نصيب الأسد في هذه الدورة من معرض الكتاب ، ولكن هناك ملاحظة لي أيضا وهي أن هناك غياب للشباب وغياب الكتاب الذين أسسوا ولهم بصمتهم ووجودهم ولم اجدهم في برنامج هذه الدوة بالشكل الذي يطمح اليه.
تغيير في محله
وأشادت د. ربيع بالبادرة التي اتخذتها إدارة المعرض وتخصيص محور فكر النهضة لندوات وفعاليات المعرض، وقالت : رغم أن القائمين على المعرض كانوا أعدوا البرنامج سلفا لأن هذه المعارض يعد لها من قبلها بفترات طويلة وشهور إلا أن الفقدان الكبير ورحيل المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- جعل القائمون على المعرض ورغم أن الامر طاريء إلاأنه نظرا لعظم الأمر وكبر الخسارة والفقدان واعتراف بقدير فعاله وخصاله وإدراك للأمر فقد تم اتخاذ محور النهضة وشخصية جلالة السلطان الراحل والاحتفاء بهذه الشخصية العظيمة لهذا الأب والقائد والمؤسس لنهضة عمان الحديثة لا أستطيع أن أقوله أنه جاء في وقته لأن الأمر طاريء ولكن هو فعل عظيم واعتقد أن خطة المعرض بسبب ذلك الطاريء وهذا الفقدان الكبير تغيرت وهو تغيير في محله ، وهو تدارك سريع من إدارة المعرض للامر وأنه يحسب لهم وانه .
وكما أكد معالي وزير الإعلام في اكثر من مناسبة انه مهما ان كانت تلك الندوات وحتى فترة المعرض وهي عشرة ايام لن توفي جلالة السلطان الراحل حقه ولكنها محاولة جيدة وخطوة على الطريق ومحاولة تاسيسية تحسب للمعرض واعتقد انه سيبتى عليها من قبل المؤسسات الثقافية ومتظمات المجتمع المدني مثل النادي الثقافي والنادي الأدبي والجمعية العمانية للأدباء والمتاب وما قدمته ادارة المعرض هو بادرة لاحتواء المشهد الثقافي ولابد ان تستمر وتبني على ذلك .