"طفلة" لخالد الشنفري.. رواية تؤرخ لميلاد عُمان الحديثة

مزاج الثلاثاء ٢٥/فبراير/٢٠٢٠ ١٣:٠٤ م
"طفلة" لخالد الشنفري.. رواية تؤرخ لميلاد عُمان الحديثة

مسقط - العمانية

تتحدث رواية «طفلة» للكاتب خالد الشنفري عن قصة حبٍّ جمعَت بينَ فتى يُدعى «علي» وفتاة تدعى «طفلة»، غير أن تلك القصة لم تكن عادية بسبب ما رافقها من إسقاطات حملها المتن الروائي؛ ذلك أنّ الرواية كُتبت لتكون شاهدةً على فترة تاريخيًة مهمّة، هي السنوات التي وُلدت فيها عُمان الحديثة، وعادت بعدَها لتتبوّأ المكانة التي تليق بتاريخها وثرائها الحضاريّ.

تجري معظمُ أحداث الرواية في ظفار، وفي صلالة بالتحديد. في تلك المدينة الجنوبية نشأَت «طفلة» وأحبّها «علي». وحولَ قصة الحبّ هذه نسَجَ الشنفري خيوطَ روايته، فاصطحب القارئ في رحلة للتعريف بعادات أهلِ صلالة وملامح تراثهم، مستعيناً بمعجم كبير من المفردات المحليّة التي شملت جوانب الحياة الشعبيّة في ستينات القرن العشرين وسبعيناته. كما أرّخَ الشنفري للأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، والتي انتهت بمولد عُمان الحديثة.

يقول د. فيصل جلول الذي كتب تقديماً للرواية الصادرة بطبعتيها الأولى والثانية عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان: «يربط الراوي حلم بطلَيه؛ علي وطفلة بهذا المنعطف؛ أي الانتقال بظفار من عهد مظلم إلى عهد انفتاح وتقارب.. وتنقلنا سطور الراوي من عُمان إلى محيطها، فتمتدّ الأحداث إلى جنوب اليمن ودول الخليج ومصر الناصرية، ثم إلى العراق، فيلتقي علي بشخصيات عاشت الطفرة التنموية في بلدان الخليج، ومن بينها النخبة اللبنانية والسورية التي جذبتها الثروة النفطية. ويربط الصلة بين تلك الاندفاعة التنموية والجيل العُماني الشاب الذي ساهم بوصولها إلى السلطنة».

واختار الشنفري في مراحل الرواية، التي تقع في مائة وسبع وخمسين صفحة من القطع المتوسط واختيرت لوحة غلافها من أعمال الفنان التشكيلي العُماني أنور سونيا، الأسلوب السهل الممتنع، فكانت لغته رشيقة، وأفكاره واضحة، ومشاهده مليئة بالحركة. ولعل حقيقة أنه ابن البيئة التي وصفها قد ساعدته كثيراً على تقديم عمل واقعي وصادق، فتقلصت المسافة بين المتخيَّل والواقعي، دون أن يفقد أيٌّ منهما حقه داخل الرواية.