بالتعاون مع منظمة اليونسكو.. انطلاق حلقة بناء الكفاءات بين الثقافات

بلادنا الثلاثاء ٢٥/فبراير/٢٠٢٠ ١٢:٢١ م
بالتعاون مع منظمة اليونسكو.. انطلاق حلقة بناء الكفاءات بين الثقافات

مسقط - الشبيبة

تستهدف شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في السلطنة ودولة الكويت.
اليعقوبي: حرصت السلطنة عبر تاريخها العميق على إرساء مبدأ الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار.

انطلقت صباح أمس الاثنين بفندق رويال توليب ـ حلقة بناء الكفاءات بين الثقافات، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو ـ بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وتستهدف معلمي ومعلمات شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في السلطنة ودولة الكويت الشقيقة، بالإضافة إلى المختصين من المديرية العامة لتطوير المناهج والمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين وموظفي الأمانة العامة للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم.

تهدف الحلقة والتي تعقد على مدى ثلاثة أيام ـ إلى تعزيزالكفاءات بين الثقافات - المهارات والسلوكيات اللازمة لتعزيز الحواربين الثقافات والتفاهم من خلال تحسين القدرة على فهم الآخر الحوار بشكل أفضل، كما تهدف الحلقة إلى المساهمة في التنمية الشاملة في جميع أنحاء المنطقة العربية، وفي تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والمتمثل في «ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع»، وتقديم مساهمة شاملة في تطلعات العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022م) والذي يعدُّ أحد برامج منظمة اليونسكو.
حفل الافتتاح
رعى حفل افتتاح الحلقة سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة، وبحضور الدكتور عبدالعزيز المقوشي ممثل مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، والمكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية عضو مجلس الدولة، وسعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، بالإضافةِ إلى عدد من الخبراء من منظمة اليونسكو.
بدأ حفل افتتاح الندوة بكلمة اللجنة الوطنية ألقاها محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية الوطنية العمانية قال فيها: نعيش في عالم مترابط في جميع مجالات الحياة بفضل التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة المختلفة، ونتج عن هذا الترابط تنوعٌ واسعٌ في ثقافات العالم، ومن المهم أن يستثمر على نحو سلمي ومفيد مع الالتزام بالقيم الإنسانية والتعايش الإنساني والاحترام والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
وأكد أمين اللجنة في كلمته بأن السلطنة حرصت عبر تاريخها العميق مرورا بعهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وإلى يومنا هذا على إرساء مبدأ الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف في معالجة كافة الأمور وصولا لمجتمعات يسودها التآخي والاستقرار، وهذا ما أكد عليه طيب الله ثراه في الكثير من خطاباته الخالدة لافتا إلى «أن السلام مذهب آمنا به دون تفريط أو افراط» كما تؤكد السلطنة على رسالة «التسامح والتعايش بين الحضارات والأديان» التي تدعو إليها قيادتها الحكيمة.
وأشار بأن الشباب هم الفئة الأكثر تواصلا واطلاعا على الحضارات والثقافات المختلفة حول العالم؛ وفي هذا الصدد دأبت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الشركاء في القطاع المدني والخاص على تنفيذ مجموعة من المشاريع الشبابية من أهمها: مشروع تواصل الثقافات وهو ملتقى شبابي للفئة العمرية من 17 إلى 25 سنة ، بالإضافة إلى ملتقى مسقط للشباب والذي شارك فيه حوالي (160) شاباً وشابة؛ والذي يهدف إلى بناء حوارٍ ثقافي بين الشباب من الدول العربية والأوروبية والوصول إلى فهمٍ مشترك لثقافة الآخر.

بعدها ألقى الدكتور عبدالعزيز المقوشي من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية كلمة تحدث فيها عن أهمية التواصل الحضاري بين الثقافات، وأشار في كلمته إلى دور المؤسسة في دعم البرامج التي تُعنى بتطوير اللغات والتي تتبناها منظمة اليونسكو ومن بينها اللغة العربية حتى أصبحت إحدى اللغات الرسمية في المنظمة، كما أكد إلى ان المؤسسة تدعم العديد من البرامج على المستوى الوطني والإقليمي بهدف دعم وتطوير استخدام اللغة العربية وهذه الورشة هي امتدادا لتلك البرامج.

أوراق عمل
تضمنت الحلقة ورقتي عمل قدمتهما كل من أمينه هشميري وجويس مونتيروا ـ أخصائيتي برامج حوار الثقافات من قطاع العلوم الإجتماعية والإنسانية بمنظمة اليونسكو، استعرضتا خلالهما تجربة المنظمة في مجال الحوار بين الثقافات، حيث تحث المنظمة على تعزيز السلام من خلال التربية والثقافة والعلوم، كما تدعم العديد من البرامج في هذا الصدد، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين إطلاق العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013 – 2022)، وأسندت تنفيذ برامج ومناشط العقد لمنظمة اليونسكو بهدف تشجيع الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات واحترام التنوع الثقافي وحقوق الإنسان في مناخ من التفاهم والوئام والثقة بما ييسر تحقيق السلام والأمن الدوليين والتنمية المستدامة، كما أعلنت في عام 2001م برنامج التنوع الثقافي، وفي 2005 برنامج التعبير الثقافي، وتتبنى المنظمة برنامج الحوار العربي الأوروبي، وبرنامج الحوار العربي اللاتيني.
كتابة السلام
ثم استعرض «إريك كاتلين» مؤلف كتاب «كتابة السلام» لليونسكو 2017 كتابه، حيث يركز هذا الكتاب على تعليم التنوع الثقافي للشباب من خلال الكتابات المعاصرة لمختلف اللغات بهدف تقريب المسافات بين الشعوب واكتشاف العناصر المشتركة بين تلك الكتابات، كما قام بشرح أنظمة الكتابة المختلفة للغات ومنابعها، ووصف مدى ترابط هذه الأنظمة ومدى التداخل والتشابه فيما بينهما سواء نطقا أو كتابة.