أستاذ لغة عربية بجامعة السلطان قابوس يوضح صحة كلمة "الضياء" في السلام السلطاني

مزاج السبت ٢٢/فبراير/٢٠٢٠ ٢١:١٩ م
أستاذ لغة عربية بجامعة السلطان قابوس يوضح صحة كلمة "الضياء" في السلام السلطاني

مسقط - الشبيبة

علق الدكتور زاهر الغسيني أستاذ قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، على الجدل اللغوي الذي أثير مؤخرا بتعديل السلام السلطاني، تحديدًا في الشطر الثاني من التعديل (واملئي الكون الضياء).

وقال الغسيني أنه بناءا على ذلك فقد أدْلى كلُّ واحدٍ بدلوه، حول السبب في توظيف (الضياء) مُعرَّفة ب (أل)، وعدم تنكيرها (ضياء)، وهو جدال إيجابي، يُثبت حرص أبناء الوطن على هويتهم الوطنية.

وقال إن ما يمكن توضيحه هنا، يتمثل في بيان أن كلمة (الضياء) صحيحة في استعمالها اللغوي؛ سواء أجاءت في السياق مُعرَّفة، أَمْ نكرة (ضياء)، باختلاف القراءات والتأويلات اللغوية، إذ تنفرد لغتنا العربية عن بقية اللغات بمرونتها، وسِعة تأويلاتها اللغوية، والخلافات النحوية تؤكد صحة النحو وسلامته، ناهيك عمَّا يسمى ب"الضرائر الشعرية"، والتي ألَّف فيها علماء العربية مؤلفات عدة، أشهرهم ابن عصفور (ت669) ومؤلَّفه (ضرائر الشعر).

ولا يمكن إطلاق حكمًا جازمًا مطلقًا بعدم صحة تعريف (الضياء) ب (أل)، باعتبار أن الأصح وضعها نكرة (ضياء)، لتكون تمييزًا منصوبًا، والتمييز لا يكون مُعرَّفًا، وربما هناك مَنْ لم يُدرك أن التمييز قد يكون في اللغة العربية مَعرفة تُؤَول بالنكرة، ففي قولنا مثلًا: "أَلِمَ فلانٌ رأسَه" تُؤول لغويا ب: "أَلِمَ رأسًا"، وفي قوله تعالى في الآية ١٣٠ من سورة البقرة: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) تُؤول: "سَفِهَ نَفْسَهُ" ب: "سَفِهَ نفسًا"، فجاءت المعرفة لفظية، وفي معناها نكرة. كما أن الرجوع إلى أمَّات الكتب والمصادر اللغوية يؤكد وجود شواهد شعرية تُثبت أن التمييز قد يكون معرفة في لفظه، نكرة في معناه، كما في قول الشاعر:

رَأَيتُكَ لَمَّا أَنْ عَرَفْتَ وُجوهَنا
صَدَدْتَ وَطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو
وتأويل "طِبْتَ النَّفْسَ" ب: "طِبتَ نفسًا".
ومن الشواهد الشعرية أيضًا شاهد سيبويه:
وَما قَوْمي بثَعْلَبَـةَ بنِ سَعْدٍ
وَلا بِفَزَارَةَ الشِّعْرَ الرَقابا

إذ نُصبت (الرقابا) تشبيهًا لها بالمفعول به، "كما في قولهم (الضارب الرجلَ)، وذهب بعض البصريين إلى أن (أل) في (الرقابا) زائدة، وليست للتعريف، فدلَّ ذلك على جواز أن تكون (الرقابا) تمييزًا"؛ وبالتالي فإن لغتنا العربية تمثل فضاءً رحبًا للقراءات، واختلاف تأويلاتها، دون إطلاق أحكام مطلقة بصحة لفظ على حساب الآخر.

.