الفرجة/ الفرحة.. المسرحية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٧:٠٥ ص
الفرجة/ الفرحة.. المسرحية

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

هي حالة مسرحية جميلة رغم كل شيء.. خطوة مهمة، وإن بدا أنها مؤقتة، وعابرة، وأنها لن تؤسس لبنية أساسية مسرحية تنعدم في عاصمة البلاد، ويتم التفرج على الوضع كأنه «ما يخص أحد» وكأن الدولة تتبرأ من هذا الفعل القبيح، رغم أنه يخدم المجتمع، مبادئه وأخلاقياته.

فرقة مزون تقدم حاليا مهرجان مسرح الطفل، بإصرار من رئيسها المخرج يوسف البلوشي.. اجتهد وناضل ليكتمل المشروع، وكنّا نتوقع مبادرة كهذه، محلية على الأقل، من وزارة التنمية الاجتماعية، لأن قضايا الطفل والمجتمع المحلي مواجهتها باهظة التكاليف، إنما الفن قادر أن يبعث برسالته الراقية، لو أحسنّا التعامل معه.

وعلى الملاذ الوحيد، خشبة قاعة الكلية التقنية بالخوير، مع التجاوز في تسميتها بالمسرح، تعرض مسرحيات مسابقة إبداعات شبابية، نشاط ضمن مجموعة أنشطة إبداعية تعمل وزارة الشؤون الرياضية عليها، عروض تفتقد للكثير من المقومات الفنية للمسرح، لأن البنية الأساسية للمسرح، والتي تفتقد لخشبة عرض حقيقية لن تصنع إبداعا، وتبقى الاجتهادات بذات البدائية أو المدرسية التي كانت قبل ثلاثين عاما أو أكثر، بينما علاقة الإنسان بالمسرح تغيرت وتطورت.. إنما ما الذي تغيّر في رؤية الدولة للمسرح.. وما الذي تطور؟!!

قبل أيام استضافت جامعة السلطان قابوس مهرجان المسرح الجامعي الخليجي، بمشاركة تسع جامعات من دول المجلس، وكنت حاضرا للعرض الكويتي «عبر الأثير» بصفتي معقّبا عليه.. الحضور كبير في القاعة الكبرى بالمركز الثقافي، طلبة يتفاعلون مع الإشارات المسرحية مهما بدت عادية وضعيفة المحتوى، بما بدا لي أن الجمهور يحب المسرح لو وجد حالة فنية تستحق أن يتابعها لأنها تعرض قضاياه لا تخيّلات تفتقد العلاقة مع الواقع كما هو شأن أغلب العروض المقدمة في مهرجاناتنا المسرحية، على اختلافها، رغم قلّتها.

منذ سنوات شاهدت هذه المرة عرضا خلا من مقومات الأعمال المسرحية العمانية (المهرجانية)، حيث لا دخان، لا بكاء ممثلين، لا صريخ، لا حركات عنيفة حيث ارتماء البعض على الخشبة بقوة!!

تحققت الفرجة المسرحية بنص «خفيف الظل» ليس به ادعاءات المسرح التجريبي ولا الحداثوي، حيث فقدان الحساسية الجمالية والتواصل مع الجالس أمام الخشبة، وفي حوارية مع مؤلف العمل ومخرجه نصار النصار أوضح أن الطريق ليس مفروشا بالورد لكن هناك من يناضل من أجل إبداعه، مع اختلاف التحديات، فيما كان المخرج، ورئيس الجمعية العمانية للمسرح خالد العامري يتحدث عن إيقاف الحكومة الدعم عن الجمعية، التي لا تمتلك مقرا خاصا بها، بينما تمنح مئات الآلاف لجمعيات إبداعية أخرى، مع مقر، يحقق لها الاستقرار..

فهل يمكننا أن نطالب بأكثر من هذه الحالات المسرحية الوقتية، ونحن نحاصر المسرح برا وبحرا وجوا، حتى من أبنائه الذين فقدوا حماستهم وإخلاصهم، بحجج المعوقات التي يمكن القفز عليها؟!