مسقط – وكالات
لا ينتهي جمال قصص الحب القديمة، ويبقى لها بريقها مهما جرت السنون والأيام، وفي زمن القدماء المصريين حكايات غرام كثيرة، سجلتها جدران المعابد والمقابر الفرعونية ولا تزال شاهدة حتى يومنا هذا على مشاعر حب وقلوب نبضت بعشق قبل آلاف السنين.
تقديس الحب
وبالعودة إلى التاريخ، يتضح أن المصريين كانوا يقدسون الحب منذ زمن الفراعنة، وهذا ما يؤكده لـ"اندبندنت عربية" زاهي حواس، عالم المصريات وزير الدولة السابق لشؤون الآثار، حيث يقول "العلاقة بين الرجل والمرأة كانت لها قدسية خاصة منذ آلاف السنين"، لافتاً إلى أن قدماء المصريين استخدموا الورود للتعبير عن مشاعر الحب المتبادلة بين العشّاق، ويظهر ذلك عبر نقوش ورسوم المعابد والمقابر الفرعونية".
وعن أشهر قصص الحب لدى الفراعنة يقول "أجمل حكاية ربطت بين قلبي الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري، وتعد أول قصة حب خلدها التاريخ قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام".
ويوضح حواس "هذا الحب الفيّاض يظهر جلياً من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد نفرتاري (جنوبي مصر) والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته بأنها (ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد)، كما يتميز تصميم المعبد بلمسة أنثوية حانية تعبر عن رقة صاحبته، حيث توجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري وهي تقدم القرابين للملائكة وفي يدها (الصلاصل) رمز الموسيقى ويعلو رأسها تاج الإلهة (حتحور) ربة الفتنة والجمال عند القدماء المصريين".
إيزيس وإوزوريس... تضحية ووفاء
ثمة قصة رومانسية أخرى جمعت قلبي إيزيس وأوزوريس، يقول عنها عالم المصريات إنها "من أشهر قصص الحب الأسطورية الخالدة والتي شغلت الكثيرين لما فيها من تجسيد للحب والتضحية والوفاء، إلى جانب فكرتها الأولى التي تدور حول صراع الخير والشر، وتجسيد الحب في الخير".
وكان أوزوريس حاكماً على مصر وتميز بالعدل والوفاء والقوة في الوقت نفسه، وساد عصره السلام والمحبة، بينما كانت إيزيس برفقته تؤدي مهامها بين الناس في البيوت وبين النساء قبل يختار الشعب أوزوريس حاكماً، إلى أن ظهر شقيق أوزوريس "ست"، وبدأت تظهر معه المصائب، فيحتال ست على أخيه ويعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش يحوز إعجاب الملك، ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى هذه الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته التي تتراقص أمامها أشباح المكيدة من دون دليل واضح.
وفي الاحتفال الذي أعده "ست" لأخيه دارت الكؤوس ومعها الرؤوس، ثم عرض التابوت الذى كان قد أعده مسبقاً وعرضه على الجمع الذي أعُجب به، وقال إنه سيهدي هذا الصندوق البديع الصنع المزخرف بالنقوش والموشى بالذهب إلى الشخص الذي يطابق الصندوق مواصفات جسده وبعد أن جرب كل الموجودين في الاحتفال الصندوق اتضح أنه لا يوافق سوى جسد شقيقه.
وما أن دخل أوزوريس التابوت حتى قام رجال "ست" بحمله وإخفائه وقتله ليستولي الأخير على العرش، وضربت إيزيس الأرض سعياً وبحثاً عن جثة زوجها حتى عثرت عليها، ولكن ست سرق الجثة وقطعها إلى 42 جزءاً، ووزعها على أقاليم مصر.
وبحسب الأسطورة، لم تستسلم إيزيس وتمكنت من جمع أشلاء زوجها المغدور، وبُعثت فيه الروح من جديد فعاشا في هناء لا يعرف مثيله إلا من حرم من محبوبه حرماناً حقيقياً ثم رُد إليه.