"الزراعة" توصي المزارعين بإتخاذ إجراءات للحد من إنتشار"عفن" في الليمون العماني

بلادنا الثلاثاء ١١/فبراير/٢٠٢٠ ١٣:٠٧ م
"الزراعة" توصي المزارعين بإتخاذ إجراءات للحد من إنتشار"عفن" في الليمون العماني

مسقط – الشبيبة

عرف العمانيون زراعة الحمضيات منذ القدم ويتربع الليمون العماني على قائمة الحمضيات وتنتشر زراعته في مختلف محافظات السلطنة، حيث يعتبر الليمون من محاصيل الحمضيات المهمة عالميا ومحلياً وذا قيمة غذائية عالية بسبب توفر الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف.

وتشير نتائج التعداد الزراعي 2012 /2013 إلى أن إجمالي المساحة المزروعة بالحمضيات على مستوى السلطنة تبلغ (3819,2) فدان حيث تأتي محافظة شمال الباطنة في المرتبة الأولى (28.4%) من حيث زراعة الحمضيات تليها محافظة جنوب الباطنة (25,3%).

وتشكل زراعه الليمون العماني 75.3 % من إجمالي مساحة الحمضيات في السلطنة يليه السفرجل والبرتقال 12.4%، 9.2% على التوالي.

390 ألف شجرة
ويبلغ تعداد أشجار الليمون العماني في السلطنة ما يزيد عن 390 ألف شجرة بإنتاج سنوي يصل إلى 5 آلاف طن سنويا.

مكنسة الساحرة
يصاب الليمون العماني بالعديد من الأمراض التي تقلل من إنتشاره وإنتاجيته بالسلطنة ولعل من أبرزها مرض مكنسة الساحرة.

قام المختصون بمحطة البحوث الزراعية بغضفان التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية بتسجيل ظاهرة ذبول وتدهور أشجار الليمون العماني في عدد من ولايات السلطنة ، وقد تم تسجيل هذه الظاهرة في ولايات شناص ولوى وصحار والرستاق وصلالة ومدحا ومحضة حيث تمثلت أعراض المرض بتدهور سريع في أشجار الليمون وذبول جزئي أو كلي للأشجار المصابة وتلون الحزم الوعائية لساق الشجرة والجذور بلون رمادي.

وأكد المختصون بالمحطة بأن فطر فيوزرايوم سولاني يعتبر المسبب الرئيسي لمرض عفن الجذور الجاف في الليمون وقد يرتبط أيضا بفطريات أخرى قد تساعد على ظهور هذا المرض وقد تم عزل المسبب المرضي من العينات التي تم جمعها من محافظات مختلفة على مستوى السلطنة.

كما تم الإشارة إلى أن ظهور هذا المرض يرتبط في أغلب الأحيان مع وجود إجهادات على أشجار الليمون سواء كانت إجهادات بيئية أو إجهادات زراعية تساعد على ظهور المرض وتواجد البيئة المناسبة للمسبب المرضي بحيث يكون قادرا على مهاجمة الأشجار والفتك بها في مدة قصيرة.

من خلال الملاحظات التي تم تسجيلها عند جمع العينات وجود بعض الإجهادات على الأشجار منها الري الغزير وتعميق جذور الأشجار بحيث يصل مستوى التربة لساق الشجرة وبالتالي يساعد على سهولة الإصابة كون منطقة التاج بالأشجار تكون حساسة للإصابات الفطرية المختلفة. وفي هذا الإطار فإنه من الأهمية بمكان أن تبدأ عملية إدارة المرض من الشتلات بحيث يجب الحصول على شتلات من مصدر موثوق خالي من الإصابات ومن ثم عمل حفر للشتلات بحيث تتلاءم مع حجم الشتلات ونموها مع مرور السنوات ومنع ملامسة الماء لساق الشجرة لتجنب تهيئة الظروف المناسبة لحدوث إصابات مرضية مع الحرص على الري المناسب للشجرة حسب المواسم وعدم الافراط في الري أو التسميد.

الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم بجهود كبيرة للنهوض بزراعة الليمون العماني تتمثل في تنفيذ العديد من المشاريع الزراعية ذات العلاقة بالليمون، و من أهم تلك المشاريع المشروع البحثي التنموي الذي تنفذه الوزارة حالياً بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والذي يهدف إلى إنتاج أشجار حمضيات عموماً والليمون العماني على وجه الخصوص بطرق علمية متقدمة بحيث تكون خالية من الإصابات المرضية وتتحمل الإجهادات البيئية المختلفة عند زراعتها في الحقل. كما تقوم الوزارة بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية والسمكية بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية في عدد من المحافظات بهدف النهوض بزراعة أشجار الليمون العماني في تلك المحافظات. علماً بأن الوزارة تقوم سنوياً بتوزيع شتلات الليمون العماني المحسنة على المزارعين في السلطنة، حيث يتم إكثار تلك الشتلات في مشاتل البحوث الزراعية.