مسقط – خالد عرابي
أجمع عدد من رجال الأعمال الإيرانيين على أن عمان واحدة من أفضل دول المنطقة للاستثمار والتعاون التجاري وأنها تعتبر أفضل محطة و نقطة عبورللانطلاق والوصول إلى العديد من أسواق العالم ومنها الأسواق الخليجية والإفريقية والأوروبية، وحتى السوق الأمريكي بكل سهولة، وأن ما يدعم عمان في ذلك هو ما تحظى به من أمن وأمان واستقرار وعاهداتها التجارية مع العديد من الدول وموقعها الجغرافي المتوسط الذي جعلها ملتقى خطوط الملاحة العالمية .
جاء ذلك في تصريحات و لقاءات حصرية للـ "الشبيبة" على هامش "اللقاء التجاري العماني - الايراني" الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عمان مع غرفة تجارة كيرمان الإيرانية، وبالتعاون مع غرفة تجار عمان وإيران أمس (الاثنين) بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، و ذلك بمشاركة 31 رجل وصاحبة أعمال من غرفة تجارة كيرمان يمثلون عددا من القطاعات الاقتصادية مثل: الزراعة، الطاقة، الصناعة ،المقاولات والإنشاءات، مواد البناء، وقطاع الخدمات، وبحضور لفيف من رجال الأعمال العمانيين، وترأس الجانب العماني نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الإدارية والمالية راشد بن عامر المصلحي، فيما ترأس الجانب الإيراني رئيس مجلس إدارة غرفة كيرمان الدكتور سيد مهدي زاداه.
إيجاد شراكات
وقال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة (العمانية – الإيرانية) د. سيد محمد إبراهيم علوي: إن عمان واحدة من أفضل الدول في المنطقة للاستثمار ولذا نسعى إلى إيجاد شراكات وفرص تعاون تجاري واستثماري بها، وأن نتخذ منها نقطة للانطلاق والوصول إلى أسواق عديدة من حول العالم بكل سهولة ومنها الأسواق الخليجية والإفريقية والأوروبية، وحتى الأمريكية، وذلك لا يأتي من فراغ وإنما لما تحظى به السلطنة من أمن وأمان واستقرار سياسي وكذلك أن عمان لديها العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الاقتصادية المحفزة للتجارة والاستثمار ومنها على سبيل المثال أن عمان لديها إتفاقيات بالإعفاء الضريبي وحتى الوصول إلى صفر ضرائب مع 16 دولة منها إيران ودول أوروبية وعربية وإفريقية، و كذلك لديها إتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية
وأضاف الدكتور عضو مجلس إدارة غرفة التجارة (العمانية – الإيرانية) د. علي المنصوري قائلا : كما أنه مما يميز عمان هو موقعها الجغرافي المتوسط للعالم على خليج عمان والخليج العربي وبالتالي فهي عند ملتقى خطوط الملاحة العالمية، وذلك بالإضافة إلى العلاقات التاريخية والسياسية والتجارية بين عمان وإيران وكذلك وجود الكثير من خطوط الربط بين بلدينا سواء عن طريق الطيران والرحلات المباشرة أو عن طريق الربط بين الموانيء البحرية وذلك بين عمان ومدن إيرانية مثل: طهران و شيراز وقشم وكيش وموانيء بندر عباس وشاهبهار و خوران شاه والأهواز وجاسك وغيرها، و لذا فإننا نجد خلال الفترة الماضية كثير من رجال الأعمال الإيرانيين توجهوا بجزء من استثماراتهم إلى السلطنة كما أن هناك الكثيرون يرغبون في ذلك إيضا ولذا فهناك حرص دائم من رجال الأعمال عندنا على المشاركة في مثل هذه اللقاءات التجارية الثنائية بين البلدين الصديقين .
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة بهارستان ريان، الدكتور محسن ترك زادة قائلا: بأنه زار السلطنة عدة مرات ويرى أنها من أفضل الدول في المنطقة لاجتذاب استثمارات خارجية وهو شخصيا وبسبب قناعته ببيئة الاستثمار بها وكذلك موقعها المتمز الذي يجعل منها نقطة انطلاقة للعديد من الأسواق الخارجية في منطقة الخليج و كذلك إلى أفريقيا وقد انتقل بجزء من استثماراته وأعماله قبل نحو عاميين إلى السلطنة ولديه شركة تعمل في مجال الإلكترونيات وتنتج تحديدا الشاشات الإلكترونية الذكية باحجامها المختلفة وهي بتقنية وتطبيقات إيرانية خالصة وهي تلقى نجاح وقبول كبيرين في إيران وحتى في الخارج حيث يصدر إلى الامارات والعراق وأفغانستان وجورجيا ومنذ أن جاء إلى السلطنة بدأ في التعاون مع وزارة التربية والتعليم وقد حصلت منه على 300 شاشاة كبيرة من إنتاج مصنعه وأنه يسعى إلى توسعة هذه الأعمال في السلطنة ، كما يسعى لإقامة مصنع له في السلطنة ليكون نقطة انطلاقة بمنتجاته إلى أسواق أخرى في المنطقة و خاصة أسواق الخليج وشمال إفريقيا.
34 غرفة تجارة
وأضافت الأمين العام لغرفة التجارة (العمانية - الإيرانية) الدكتورة أريزو جمالي نظري: يعقد هذه اللقاء بين رجال الأعمال العمانيين ورجال أعمال من غرفة تجارة كيرمان تحت مظلة غرفة التجارة العمانية -الإيرانية، وذلك حيث إيران لديها غرفة التجارة ومن ثم يأتي تحت مظلتها 34 غرفة تجارة بمعنى أنه لكل محافظة غرفة تجارة ولكن جميعها تعمل على تقوية علاقاتها التجارية والتطوير ولكن وفق قواعد وإجراءات وقواعد وسياسة غرفة تجارة إيران. وبجانب ذلك لدى إيران أيضا حوالي 32 غرفة تجارة مشتركة، بمعني أنها ما بين إيران ودول أخرى ومنها غرفة التجارة الإيرانية -العمانية وأيضا مع دول مثل الإمارات، قطر، الكويت، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا وغيرها .
وقالت نظري بأن أي غرفة محافظة إيرانية تريد عقد لقاء أعمال مشترك خارجي لابد أن يكون تحت مظلة غرفة تجار إيران وكذلك غرفة التجارة المشتركة مع الدولة الراغبة في التعاون معها، ولذا فنحن في إيران على تعاون كبير ومستمر مع سلطنة عمان ونعقد العديد من اللقاءات بين غرفة تجارة وصناعة عمان وغرف محافظات مختلفة إيرانية بجانب لقاءات غرفة التجارة العمانية -الإيرانية، وذلك لأن عمان دولة لها سياستها الواضحة وتحظي بالأمن والأمان والسلام والاستقرار وكلها عوامل جذب للاستثمارات ولرجال الأعمال، وبالتالي يمكن أن تكون محطة كبيرة للوصول إلى كثير من الأسواق في المنطقة و لذا فهناك كثير من رجال الأعمال الإيرانيين يسعون للتعاون والشراكة مع رجال أعمال عمانيين كما أن هناك شركات إيرانية تسعى لافتتاح فروع أو مصانع لها في السلطنة، وأنا شخصيا أسعى لتأسيس بعض الأعمال الخاصة بي وذلك في مجال قطع غيار السيارات وقد بدأت بالفعل في العمل على ذلك .
المصالح المشتركة
وقال نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الإدارية والمالية راشد بن عامر المصلحي: يعلم الجميع أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين عمان وإيران في تحسن مستمر والجانبين يعملان بجد في سبيل تقوية هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة، كما أن الغرفة تعمل جاهدة للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين وذلك من خلال تسيير واستقبال الوفود التجارية للتعرف عن قرب على الفرص الكبيرة في إيران والسلطنة ودعوة رجال الأعمال من الجانبين لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة، ليعمل القطاع الخاص وجها لوجه والذي بدوره يسرع التعاون التجاري والاستثماري.
وأضاف نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في كلمته الترحيبية: أن المؤشرات الاقتصادية تشيير إلى نمو في معدلات التبادل الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى حجم التبادل التجاري بين السلطنة وإيران خلال الربع الأول من 2019 ٠بلغ ما يقارب 116 مليون ريال عماني مقارنة بـ 388 مليون ريال عماني خلال عام 2018 م .
ودعى المصلحي الجانبين للاستفادة من ميناء السويق تجاريا والذي من شأنه أن يرفع من معدلات التبادل التجاري بين البلدين والذي يساهم في تكامل الأدوار مع الموانئ الإستراتيجية التي تشمل صحار والدقم، حيث تعتبر إيران من الدول القريبة من ميناء السويق التجاي، والذي سيساهم بشكل كبير في تفعيل ، بعض الطاعات المهمة مثل قطاع الصادرات غير النفطية أو إعادة التصدير. موكدا على ضرورة ان تكون النظرة لمستقبل العلاقات العمانية الإيرانية نظره إيجابية تعمل على تكثيف الجهود بين البلدين وتسعى لتسهيل الإجراءات للمستثمرين حتى نتمكن من تحقيق تعاون استثماري تجاري حقيقي يعمل على تنويع مصادر الدخل.
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة كيرمان سيد مهدي زاداه: نقدم المواساة والتعازي للسلطنة على مصابها الجلل في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والذي كان له دور كبير في تطوير العلاقات العمانية الإيرانية وفي تطور السلطنة وتقدمها في العديد من المؤشرات الدولية. وأضاف نتمنى أن تعزز هذه العلاقة خلال الفترة القادمة ورفع أرقام معدلات التبادل التجاري بين السلطنة والجمهورية الاسلامية الايرانية.
وقدم رئيس غرفة كيرمان كلمة شكر لغرفة تجارة وصناعة عمان والغرفة العمانية الايرانية المشتركة لدورهم في تنظيم هذا اللقاء وتحقيق أهدافه.
وأشار إلي المجالات الاقتصادية التي يمثلها هذا الوفد ومنها قطاع إنتاج وتصدير المواد الغذائية، والطاقة، والنفط والغاز والمقاولات العامة، وإنشاء الطرق، والسياحة، وصناعة مواد البناء، وغيرها من القطاعات المهمة. كما قدم عرضا عن محافظة كيرمان وأهم ما تتميز به هذه المحافظة من مقومات اقتصادية واستثمارية جاذبة.
وأضاف أن عمان تعتبر منطقة مهمه والعلاقات التجارية معها تمثل فرصة للجانبين العماني والإيراني كونها تملك الموقع الاستراتيجي المهم الذي يجعلها محطه مهمه لاعادة التصدير.
برنامج الوفد الإيراني
وقالت مستشارة ومديرة التسويق وتطوير الأعمال بغرفة تجارة كيرمان معصمومة سعيد: يضم برنامج الوفد الإيراني الذي يستمر في السلطنة أربعة أيام عددا من الزيارات واللقاءات بين رجال الأعمال من البلدين، وقد استهل البرنامج أول أمس (الأحد) بزيارة إلى ميناء صحار ومنطقة صحار الصناعية، وتبعها أمس باللقاءات والمقابلات بين رجال الأعمال من البلدين لتبادل المعلومات وبحث فرص التعاون الاستثماري والتجاري المشترك وإمكانية إقامة مشاريع مشتركة بين الجانبين، بمركز عمان للمعارض والمؤتمرات، وسيتبعها اليوم بزيارة إلى صلالة ومنطقة المزيونة الحرة، وفي اليوم الرابع والأخير سيتم زيارة مجمع الأمين للمواد الغذائية وزيارة معرض التصميم الداخلي والديكور.. وأشارت سعيد إلى أن التعاون التجاري بين البلدين في تزايد مستمر وأن هذه اللقاءات تنعكس إيجابا على التعاون البلدين .
الجدير بالذكر أن اللقاء شهد تقديم عمر الشبلي من دائرة البحوث والدراسات الاقتصادية بالغرفة عرضا مرئيا حول الاقتصاد العماني وأهم المؤشرات الاقتصادية والتبادل التجاري مع الجمهورية الإيرانية.