مسقط – الشبيبة
أحمد البحري: تستعد الوزارة حاليًا لإطلاق النسخة الثانية من معرض التخييم السياحي نظرًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى.
دأبت وزارة السياحة على دعم وتشجيع إنشاء المخيمات وتقديم كافة التسهيلات لأصحابها وكذلك الشركات الأخرى المختصة بمستلزمات الرحلات، وذلك في إطار دورها الملموس في الترويج للمقومات السياحية التي تمتلكها السلطنة لرفد القطاع السياحي، إذ أشارت إحصائية صادرة من المديرية العامة لخدمات المستثمرين وإدارة الجودة بوزارة السياحة إلى أن إجمالي عدد المخيمات في السلطنة في عام 2019م بلغ 22 مخيمًا موزعة على مختلف المحافظات، موفرة 603 غرف.
وجاءت محافظة شمال الشرقية - حسب الإحصائية – أولاً من حيث عدد المخيمات بـ 13 مخيماَ توفر 399 غرفة، تلتها محافظة جنوب الشرقية بـ 5 مخيمات تحوي 94 غرفة وفي محافظة الداخلية مخيمان يوفران 45 غرفة ومخيم في كل من محافظتي ظفار وجنوب الباطنة يوفران 15 و50 غرفة على التوالي.
معرض التخييم السياحي
وفي هذا الإطار تستعد وزارة السياحة حاليًا لإطلاق النسخة الثانية من معرض التخييم السياحي بعد نجاح النسخة الأولى منه إضافة إلى الإقبال الكبير على سياحة التخييم في هذه الفترة بمختلف ربوع السلطنة خاصة بعد هطول الأمطار خلال الأشهر الماضية واكتساء معظم المناطق بالخضرة، كما أن الأجواء تعد مناسبة جدًا للتخييم.
وعن التطلعات القادمة لوزارة السياحة في جانب المخيمات السياحية قال أحمد بن سعيد البحري - منظم فعاليات سياحية بوزارة السياحة - إن الوزارة تستعد حاليًا لإطلاق النسخة الثانية من معرض التخييم السياحي نظرًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى من المعرض والإقبال الكبير من مختلف المؤسسات والشركات ورواد الأعمال، كما تعمل الوزارة حاليًا على خطة تهدف إلى إقامة منافذ تسويقية عن طريق بعض الشركات المتخصصة في مجال التسويق والترويج بهدف خدمة رواد الأعمال والشركات في المجال السياحي عن طريق تزويدهم بكافة المعلومات والتسهيلات والتسويق للخدمات التي يقدمونها للمضي قدمًا في إثراء القطاع السياحي في السلطنة.
وأضاف أحمد البحري: تسعى الوزارة إلى خدمة المؤسسات المعنية بالقطاع السياحي من خلال إقامة مثل هذه المعارض إيمانًا منها بأهمية تشجيع ودعم المشاريع السياحية ورواد الأعمال العاملين في مجال تنظيم الرحلات وبيع مستلزمات التخييم، كما تسعى الوزارة لتشجيع السياحة الداخلية لإبراز المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة السياحة أقامت مؤخرًا معرض التخييم السياحي بهدف تعزيز منتجات سياحة التخييم في السلطنة حيث شهد المعرض إقبالاً كبيرًا من محبي التخييم وبلغ عدد الشركات المشاركة فيه 14 شركة وطنية، وتم خلال المعرض استعراض أنواع مختلفة من مستلزمات التخييم وتعريف الجمهور بالمؤسسات التي تقوم بتوفير مستلزمات الرحلات وتنظيمها.
تنشيط حركة السياحة
وقال حميد الحجري صاحب مخيم (البر) في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية: إن هناك إقبالاً كبيرًا من السياح في الفترة من أكتوبر إلى نهاية شهر أبريل، وإن للمخيمات دورًا بارزًا في تنشيط حركة السياحة حيث ارتفع عدد المخيمات السياحية في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وهذا بدوره ساعد في الترويج للسياحة الصحراوية، وأشار إلى أن المجهود الكبير الذي بذله أصحاب المخيمات لتوفير الإقامة المناسبة للسائح ساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد الزوار لهذه المخيمات لذلك أصبحت المنطقة الآن مزارًا لجميع سياح العالم والدليل على ذلك أن نسبة الزوار في تزايد كل عام وازدياد عدد المخيمات السياحية والنزل الخضراء بالمنطقة.
وحول دور وزارة السياحة في دعم المخيمات السياحية يقول الحجري إن الوزارة تقوم بجهد طيب وملموس سواء بالترويج لمثل هذه الأنشطة السياحية أو من خلال تقديم كافة التسهيلات لدعم وتشجيع الأنشطة والمشاريع السياحية للنهوض بالقطاع السياحي في السلطنة وتشجيع السياحة الداخلية في البلاد.
وأضاف الحجري أن الهدف من إنشاء مخيم البر هو إعطاء السائح فرصة لتجربة الحياة في البادية والمبيت في خيمة مع الاستمتاع بمكونات الطبيعة والبيئة الفطرية بعيدًا عن ضوضاء المدن، موضحًا أن المخيم يقدّم خدمات بسيطة ومميّزة ويختلف عن الإقامة بفندق؛ حيث يوفر إضافة إلى المبيت والوجبات، تجربة ركوب الجمال وجولات بسيارات الدفع الرباعي بين الكثبان، وكذلك تقام في المخيم بعض الفنون الشعبية؛ وذلك بهدف إحياء التراث العماني وتعريف السياح بالفنون الشعبية التي تتميز بها السلطنة.
التخييم الصحراوي
ولمحبي التخييم والرحلات الصحراوية تعد رمال الشرقية إحدى الوجهات المناسبة للاستمتاع والمغامرة، حيث تمتد رمال الشرقية لتشمل ولايات بدية والكامل والوافي والمضيبي وهي من الأماكن الجميلة والمشهورة في السلطنة للتخييم والاستمتاع بالأجواء البرية المعتدلة ومنظر السماء الساحر ليلاً، وتشهد هذه المناطق تطورا نتيجة للإقبال الذي تحظى به من السياح إذ تعد مميزة لما تحويه ليس فقط من طبيعة وإنما أيضًا لحفاظها على التراث العماني وأداء الفنون الشعبية فيها والحرف اليدوية وغيرها ما يجعلها قبلة للسائح العماني والأجنبي.
ويعد انتشار المخيمات الجاهزة للإيجار والمهيأة لخدمة الزوار دليلاً على الإقبال الكبير لهذه المناطق حاليًا وجاهزيتها لاستقبال السياح وتهيئة كافة المرافق والخدمات الملائمة لهم، حيث تم إنشاء هذه المرافق خصيصًا لمحبي التخييم والاستكشاف. **media[1102597]**
التخييم على الشواطئ **media[1102598]**
ولا يقتصر التخييم فقط على الأماكن الصحراوية بل يمكن الاستمتاع بالشواطئ والطبيعة الخلابة التي تزخر بها السلطنة، وتعتبر جزيرة مصيرة ورأس الحد في محافظة جنوب الشرقية من الوجهات الرائعة للتخييم والاستمتاع بمنظر الرمال الناعمة والسلاحف البحرية وقضاء أوقات جميلة في أحضان الطبيعة، كما تتميز نيابة الأشخرة بولاية جعلان بني بوعلي في محافظة جنوب الشرقية بخياراتها المتعددة لمحبي سياحة التخييم حيث يمكن الاستمتاع بالتخييم سواء في مناطق الكثبان الرملية أو على رمال شاطئ الأشخرة الخلاب لتأمل منظر الطيور وتجمعات السلاحف البحرية، إذ تشهد النيابة ارتفاعًا في عدد الزوار طوال السنة وذلك لما تتمتع به من مناخ معتدل ومقومات سياحية لممارسة مختلف الأنشطة برفقة العائلة والأصدقاء. ويقصد الكثيرون أيضًا شواطئ محافظة مسندم للتخييم وممارسة مختلف الرياضات المائية والاستمتاع بمشاهدة الدلافين.
التخييم في الجبال والوديان
ومن شواطئ عمان الجميلة إلى أعالي الجبال الشاهقة يمكنك التخييم وقضاء أوقات رائعة في الجبل الأخضر في ولاية نزوى وسط الطبيعة الخلابة والاستمتاع بمنظر المدرّجات الزراعية والقرى الجميلة، كما تشهد الأودية إقبالا كبيرا خصوصا عقب الأمطار التي هطلت مؤخرا فيمكنك قضاء وقت جميل برفقة العائلة والاستمتاع بالطبيعة النقية.
ويعتبر وادي شاب التابع لولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية مقصدا جميلا ومكانا هادئا للتخييم والاستمتاع بمنظر المياه والقوارب التي تنتشر على امتداد الوادي، كما يعتبر وادي بني غافر في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة وجهة جميلة للتخييم نظرا لما يتميز به من غزارة المياه وجمالية السهول والجبال والخضرة التي تكتسي جانبي الوادي. **media[1102596]**
ويؤكد السياح إقبالهم الكبير على مثل هذه الأنشطة السياحية نظرًا لرغبتهم في قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن صخب المدينة ودون أن تتطلب منهم تكلفة مادية كبيرة وهذا بدوره يشجّع على السياحة الداخلية وتحقيق نمو مستدام في اقتصاد السلطنة.
انتشار المخيمات
من جانبه يعتبر أحمد العيسري - صاحب مؤسسة أرض المغامرات وهي شركة متخصصة ببيع لوازم الرحلات - أن إقبال الناس على التخييم في الوقت الراهن يعود لعدة أسباب منها انتشار المخيمات السياحية والأماكن المهيأة لاستقبال السياح من داخل وخارج البلاد بالإضافة إلى توفر عدد كبير من الشركات المختصة ببيع وتأجير مستلزمات الرحلات.
وأضاف العيسري: شركة أرض المغامرات تأسست في عام 2016م وتعتبر من أكبر الشركات المختصة بمستلزمات الرحلات في محافظة مسقط، وتتطلع الشركة لافتتاح فرع لها في صلالة قريبًا، كما تسعى الشركة لتقديم خدمات مميزة للزبائن للاستمتاع بتجربة سياحية مميزة في ربوع السلطنة.
جدير بالذكر أن وزارة السياحة تهتم بتطوير الوجهات السياحية في مختلف محافظات وولايات السلطنة من خلال الدور الملموس التي تقدمه لتوفير كافة الخدمات التي من شأنها أن ترضي السياح وتخدم مختلف احتياجاتهم، وتعتبر المخيمات السياحية أحد المنتجات السياحية التي تعمل عليها وزارة السياحة وتشجع الاستثمار فيها؛ لما لها من دور فاعل في تنمية القطاع السياحي في السلطنة ودورها الكبير في تنشيط الحركة السياحية داخل السلطنة وتشجيع الزوار لاكتشاف البيئات المتنوعة التي تتميز بها السلطنة، حيث شهدت سياحة التخييم في الفترة الماضية إقبالاً كبيرًا سواء من المواطنين أو السياح القادمين من خارج البلاد؛ وذلك لأن الغالبية من الناس يفضلون قضاء أوقات فراغهم بعيدًا عن ضغوطات الحياة والعمل وازدحام المدينة.