نيويورك – ش – وكالات
توصل المتنافسان على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز بعد مفاوضات شاقة، الى اتفاق على اجراء مناظرة تلفزيونية في بروكلين الاسبوع المقبل قبل ايام من الانتخابات التمهيدية المقررة في ولاية نيويورك.
واعلنت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية التي ستبث هذه المناظرة ان المرشحين الديموقراطيين اتفقا اثر مفاوضات مضنية استمرت اياما عديدة على التواجه في 14 ابريل قبل الانتخابات التي ستجرى في هذه الولاية الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة في 19 ابريل.
وكان فريق السناتور ساندرز كرر الاسبوع الماضي طلبه لمناظرة جديدة مع كلينتون، من دون جدوى، الى ان تم التوصل الى اتفاق .
وكان ساندرز وكلينتون التقيا للمرة الاخيرة في التاسع من مارس. ويفترض ان تنظم مناظرتان في ابريل ومايو لكن لم يحدد موعد ومكان هذين اللقاءين الجديدين. وقد طلب ساندرز ان تنظم احداهما في ولاية نيويورك.
وقال مايكل بريغز الناطق باسم السناتور عن فيرمونت "نحن سعداء لانها وافقت في نهاية المطاف". من جهته، اكد براين فالون الناطق باسم كلينتون في تغريدة "بروكلين في 14 ابريل. تم الاتفاق".
ونيويورك هي ثاني اكبر انتخابات تمهيدية وتشمل 247 مندوبا، بعد كاليفورنيا حيث سيجري الاقتراع في السابع من يونيو (475 مندوبا).
وساندرز مولود في بروكلين بينما شغلت كلينتون التي تتحدر من ولاية ايلينوي مقعد مجلس الشيوخ لولاية نيويورك من 2001 الى 2009.
وكشف استطلاع للرأي اجراه معهد كينيبياك في نهاية الاسبوع الماضي ان كلينتون تتمتع بتأييد 54 بالمئة في نوايا التصويت، مقابل 42 بالمئة لساندرز.
تقسيمات الدوائر
من ناحية اخرى سددت المحكمة الاميركية العليا ضربة قوية الى المحافظين برفضها مقترحا قدموه لتغيير قاعدة تقسيم الدوائر الانتخابية بهدف الحد من قوة الناخبين المتحدرين من اصول لاتينية وتعزيز قوة الناخبين البيض الذين يشكلون الغالبية.
وباجماع قضاتها الثمانية اعتبرت اعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة ان قاعدة "شخص واحد = صوت واحد" المعتمدة كأساس لتقسيم الدوائر الانتخابية تعني ان هذا التقسيم يجب ان يتم استنادا الى عدد سكان هذه الدائرة وليس الى عدد ناخبيها كما يطالب المحافظون.
وفي الواقع فان خلف هذه المسألة القانونية بامتياز تتستر محاولة سياسية لقلب موازين القوى الناخبة والخارطة الانتخابية رأسا على عقب، ولا سيما من خلال الحد من تمثيل السكان المتحدرين من اصول لاتينية الذين يزداد وزنهم الديموغرافي يوما بعد يوم في المجتمع الاميركي.
ومن هنا فان حكم المحكمة العليا شكل نصرا للمنظمات المدافعة عن حقوق الاقليات والتي تحركت بقوة من اجل ابقاء الوضع على ما هو عليه، كما شكل هزيمة للجمهوريين امام الديموقراطيين.
وقالت الرابطة الاميركية للدفاع عن الحقوق المدنية "بشرى سارة في المحكمة العليا".
بدورها رحبت المرشحة الى الانتخابات التمهيدية الديموقراطية للسباق الرئاسي هيلاري كلينتون بالحكم، مؤكدة ان "في ديموقراطيتنا كل صوت يحتسب. انا مسرورة لان المحكمة العليا اكدت مجددا على هذا الحق الاساسي".
كما رحب بالحكم منافس كلينتون على بطاقة الترشيح الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية السناتور بيرني ساندرز الذي اعتبر ان "الحكم الصادر اليوم يمثل نصرا للمساواة في نظامنا السياسي".
وعمليا فان المحكمة العليا اصدرت حكمها بناء على مراجعة طلبت منها الفصل في المسألة التالية: في قاعدة "شخص واحد = صوت واحد" المتبعة لتقسيم الدوائر الانتخابية، هل الشخص هنا يعني حصرا ذاك الذي يحق له الانتخاب ام كل شخص يقطن في هذه الدائرة.
وفي الواقع فان في الولايات المتحدة عشرات ملايين الاطفال والمهاجرين والسجناء والمدانين السابقين والمعوقين ذهنيا، وهؤلاء جميعا محرومون من حق الانتخاب ولكن يتم احتسابهم في تشكيل خارطة الدوائر الانتخابية.
وينص القانون الفدرالي على ان الدوائر الانتخابية يجب ان تكون متساوية من حيث السكان، اذ انه لا يسمح بان يزيد التفاوت بين دائرة واخرى عن 10% فقط.
ولكن هذه القاعدة تطبق على اساس عدد السكان وليس على اساس عدد الناخبين، ما يعني انه لو كانت المحكمة العليا اخذت برأي المحافظين واعتمدت عدد الناخبين معيارا لكانت الدوائر الانتخابية في المدن المختلطة سكانيا، حيث يقطن الكثير ممن لا يحق لهم التصويت، زادت من حيث المساحة وتضاءلت من حيث العدد.
بالمقابل فان العكس كان سيحصل في المناطق الريفية والضواحي والتي تقطنها غالبية من البيض، اذ ان مساحة الدوائر الانتخابية في هذه المناطق كانت ستنقص وعددها سيزداد.
بداية السقوط
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن خسارة المرشح دونالد ترامب فى أحدث جولات الانتخابات التمهيدية الأمريكية يمكن أن يعيد تشكيل السباق الجمهورى الذى هيمن عليه امبراطور العقارات خلال الفترة الماضية.
فى حين أن فوز السيناتور بيرنى ساندرز على منافسته الأوفر حظا هيلارى كلينتون سيمنح زخما فى السباق الديمقراطى
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من ترامب وكلينتون وجدا نفسيهما فى موقف دفاعى فى ولاية ويسكونسن بعد تعرضهما لخسارة محرجة وعدم استقرار فى الولايات المتبقية فى السباق التمهيدى.
وأوضحت الصحيفة أن خسارة ترامب على وجه التحديد قد تعيد تشكيل السباق الجمهورى الذى هيمن عليه. وفى ظل تدقيق كبير يتعرض له ترامب عقب عدة عثرات له مؤخرا، تشير استطلاعات الرأى إلى أنه يواجه منافسة شرسة مع منافسه السناتور تيد كروز، مما يعزز التكهنات بشأن ما إذا كانت ولاية ويسكونسن يمكن أن تمثل بداية سقوط المرشح المثير للجدل. وتشير تلك الاستطلاعات أيضا إلى أن كلينتون فى منافسة قريبة مع بيرنى ساندرز، الذى يصف نفسه بالديمقراطى الاشتراكى، والذى حولت رسالته الشعبوية المناهضة لسياسات وول ستريت ترشيح كلينتون مشقة صعبة وطويلة بعد أن كان يعتقد أنه سهلا. وأكدت واشنطن بوست على أن فوز ساندرز الأخير يمنح زخما وربما مصداقية جديدة لساندرز فى قوله إن بإمكانه اللحاق بكلينتون فى سباق المندوبين، وأن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطى.
وبعد اسبوع صعب على دونالد ترامب في حملة الانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي الاميركي، هبت زوجته ميلانيا للدفاع عنه مشيدة ب"قائد عظيم" يتعامل مع كل الاشخاص "على قدم المساواة، من رجال او نساء".
وميلانيا ترامب عارضة الازياء السابقة من اصل سلوفيني والانيقة على الدوام، لم تظهر كثيرا علنا الى جانب زوجها المرشح الجمهوري كما لم تتحدث للاعلام كثيرا.
لكن مساء الاثنين وفيما تسببت تصريحات ترامب بتراجع شعبيته لدى النساء التي تعتبرها حاقدة تجاهها ومهينة، تحدثت زوجة ترامب في احد التجمعات الانتخابية في ويسكونسن (شمال) ووصفت زوجها بانه شخص "ينكب على العمل ولطيف ومحب وقوي وذكي".
وقالت ميلانيا ترامب البالغة من العمر 45 عاما متحدثة بلكنة سلوفينية "انه يجيد التواصل ومفاوض بارع، يقول الحقيقة. انه قائد عظيم وهو منصف".
واضافت "كما اصبحتم تعلمون الان، حين تهاجمونه سيرد بهجوم اقوى بعشر مرات، لكنه "يعامل الجميع على قدم المساواة، من رجال او نساء".
وشارك الزوجان لاحقا في برنامج على شبكة "فوكس نيوز" حيث كررت ميلانيا ترامب الخطاب نفسه حول لطف زوجها قائلة "انه لا يؤذي احدا، نساء او رجال". واضافت "انه يحترم النساء ويوكل اليهن ارفع المناصب ويثق بهن" مشيرة الى انه "يهتم بامورهن".
وكان الملياردير الاميركي اثار بلبلة الاسبوع الماضي بتصريحاته التي اعتبر فيها انه "يجب ان يكون هناك نوع من العقاب" للنساء اللواتي يلجأن الى الاجهاض، قبل ان يتراجع عن اقواله.
في البرنامج نفسه "هانيتي" على شبكة "فوكس نيوز"، قالت ميلانيا التي تصغر زوجها ب24 عاما انه تشجعه على التصرف بطريقة تتلاءم اكثر مع السلوك الرئاسي عبر تجنب التغريدات او اعادة نشر تغريدات "قد تسبب له مشاكل في بعض الاحيان".
وكانت ميلانيا الشهر الماضي محور معركة دعائية تخللت حملة الانتخابات التمهيدية حين نشرت "لجنة العمل السياسي" التي تمول الحملات صورة قديمة لعارضة الازياء السابقة وهي عارية، على فيسبوك سبق ان نشرتها مجلة "جي كيو" المخصصة للرجال.
والصورة التي التقطت على متن الطائرة الخاصة لدونالد ترامب حين كانت لا تزال صديقته، ارفقت بعبارة "تعرفوا الى ميلانيا ترامب، سيدتكم الاولى المقبلة، او يمكنكم ان تصوتوا لتيد كروز".
واتهم ترامب انذاك خصمه الجمهوري بانه يقف وراء نشر هذه الصورة ورد عبر ارسال تغريدة على تويتر عبارة عن صورة مركبة تظهر فيها زوجته بأبهى حلتها وزوجة منافسه الرئيسي تيد كروز مكشرة الوجه.
وارفقت الصورة بتعليق "لا داعي لافشاء كل شيء فالصورة ابلغ من الف كلمة"، في تلميح الى ان عارضة الازياء السلوفينية التي اصبحت الزوجة الثالثة لترامب هي اكثر جدارة بلقب السيدة الاولى من زوجة كروز.
لكن الملياردير الاميركي عاد وعبر عن اسفه لاعادة ارسال هذه التغريدة.
وتعليقا على نشر صورتها، ردت ميلانيا ترامب بالقول "انا صلبة بما فيه الكفاية، لكنني اعتقد انه يجب عدم التعرض للنساء او الاطفال او العائلات".
واقرت بانها في البداية لم تكن ترغب بان يترشح زوجها للبيت الابيض.
وفي تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" اوضحت "قلت له انه لدينا حياة جميلة" ولقد "تغيرت كثيرا".