مسقط - خالد عرابي
افتتحت وزارة الخدمة المدنية أمس (الأحد) النسخة الرابعة من «برنامج الكفاءات الحكومية» الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع معهد الإدارة العامة و بدعم من وزارة النفط والغاز بفندق ليفاتيو ويستمر على مدى ثلاثة شهور، وذلك بحضور وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي منصب، و الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة السيد زكي بن هلال البوسعيدي، وعدد من المسؤولين من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.. ويعتبر هذا البرنامج المدراء العموم ممن في حكمهم بالوحدات الحكومية للدولة من ضمن البرامج الحديثة التي تهدف إلى تعزيز قدرات الكفاءات الوطنية لمواجهة التحديات المتزايدة والمتطلبات الراهنة في بيئة العمل والمجتمع وهي انعكاس لمبدأ الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص. كما يعتبر أحد أبرز البرامج التي تهدف بشكل عام إلى إعداد وتطوير قيادات وطنية قادرة على التعامل مع تحديات المستقبل واستثمار الفرص المتاحة من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق أعلى مستويات الأداء والإنتاجية بكفاءة وفعالية في وحدات الجهاز الإداري للدولة.
وقالت مديرة مركز الاستشارات بمعهد الإدار العامة، والمشرفة على البرنامج عفت بنت عبدالله الحارثية: هذه هي النسخة الرابعة من البرنامج المهم والموجه لمدراء العموم بوحدات الجهاز الإداري للدولة، وقد نفذنا من قبل ثلاثة نسح من هذا البرنامج وغطينا أكثر من 120 مشاركا من مديري العموم ومن في حكمهم في الجهاز الإداري للدولة ويشارك في هذه الورشة التي ستستمر خلال الفترة من 9 فبراير وحتى 26 إبريل 2020 حوالي 30 مشاركا ويستمرون خلال فترة التدريب بواقع 12 يوما تدريبيا من كل شهر وخمس ساعات يوميا أي بإجمالي 180 ساعة تدريبية، وذلك بهدف رفع مستوى قدرات القيادات الإدارية في وحدات الجهاز الإداري للدولة للوصول إلى أداء حكومي ومؤسسي فعال، تقود كفاءات وطنية طموح .
وأشارت الحارثية إلى أن البرنامج يهدف أيضا إلى إعداد قيادات وطنية قادرة على التعامل مع تحديات المستقبل واستثمار الفرص المتاحة من خلال اكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق أعلى مستويات الأداء والإنتاجية بكفاءة وفعالية في وحدات الجهاز الإداري للدولة. وأشارت الحارثية إلى أن برنامج الكفاءات الحكومية من البرامج الإدارية المهمة التي تعنى بتنمية الموارد البشرية كونها تحظى بالأولوية القصوى في عملية التخطيط، حيث يشارك فيه عدد 30 مشاركا من فئة المديرين العامين ومن في حكمهم بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.
التخطيط الاستراتيجي
وقال يوسف بن حمد البوسعيدي، خبير ثاني بمجلس البحث العلمي بأن البرنامج يأخذ أهمية خاصة لأهمية أهدافه، حيث يهدف إلى تعريف المشاركين بالمهارات الحديثة في مختلف العلوم المستجدة مثل التخطيط الاستراتيجي والثورة الصناعية وصناعة السمعة المؤسسية وحتى في الحوكمة وما شابهها. وقال بأن البرنامج يسعى أيضا لخلق الصف الثاني في القيادة كما أنه بعد مديري العموم سيتبعه مديرو الدوائر وهذ يصنع صفا ثانيا من القيادات والمسؤولين .
وقال بأنه كمحاضر يركز على المهارات الحديثة في التخطيط الإستراتيجي، كما نركز على التحليل بشكل عام للمؤسسة و قيمها وكيف تحدد الفرص ويجب أن تتوائم مع قدرات المؤسسة أو المنظمة أو حتى الدولة وحتى في القطاع الخاص وضربنا أمثلة دولة بشركة كايكروسوفت وباستاتيجية السياحة العمانية وبعض الأمثلة عن استراتيجية مسندم وكلها أمثلة لتربط القطاع الخاص بالعام، ثم سنناقش التنفيذ و عوائقه وكيف يمكن أن يتم بشكل صحيح وكيف يمكن لشركة أو مؤسسة أن توائم اهدافها الداخلية مع استراتيجيتها و رؤيتها.. وقال بأنه تم ربط الأمر برؤية عمان 2040 لأنه من أهداف هذا التدريب زيادة فعاليات المؤسسات وكيف يمكن أن تحقق الاستراتيجيات من خلال الموظفين الموجودين، وكيف يمكن خلق مؤسسة قابلة رشيقة متعلمة قابلة للتكيف مع البيئة المتغيرة الخارجية .
وقال مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الشؤون الرياضية خليفة بن سيف العيسائي بأنه يشارك في هذا البرنامج لأول مرة وإن كان قد شارك في برامج تدريبية أخرى كثيرة ويرى أن أن هذه البرامج مهمةوأنها تنعكس إيجابا على من يحضرها وتثري تطوير العمل في المؤسسات سواء الحكومية وحتى الخاصة وأن التشارك من الحاضرين وتنوع المؤسسات التي أتوا منها يعمل على تبادل المعلومات و الرؤى و مناقشة الحلول لتطوير الأداء المؤسسي في كافة الجهات، كما أن ما يتم خلال هذه البرامج من تحديث البيانات والمعلومات وتطبيق البرنامج مثري جدا و يجعله يساهم في إيجاد حلول لاشكاليات كثيرة قد تواجه المسئولين في العمل .
حلقات العمل الجماعية
وأضاف مدير عام الدعم والمساندة بصندوق رفد محمد بن سيف العامري قائلا: البرنامج مثري من حيث حلقات العمل الجماعية التي يشارك فيها جميع الحضور من مسؤولين في قطاعات الدولة المختلفة، و بالتالى فإنه يساهم في تطوير قدرات ومهارات وكفاءات مديري العموم في الدولة ومن في حكمهم وتبادل الخبرات فيما بينهم، كما أنه برنامج مثر من حيث نقل المعرفة ما بين المؤسسات المختلفة، لأنها جميعها تشتغل ضمن أطر محددة وبالتالي فإن هناك تبادل معرفي حقيقي، علاوة عن التعرف على قيادات وصناع قرار والاحتكاك بمؤسسات بأنظمة مختلفة مما ينعكس على تطوير الشق الإداري والاستراتيجي لكل صانع قرار في الدولة.
ومن ناحية أخرى أشار البيان الصحفي لوزارة الخدمة المدنية إلى أن البرنامج يهدف إلى تنمية مهارات المشاركين القيادية والإبداعية والتخطيطية، وتزويدهم بالمعارف الحديثة لتطوير أدائهم والارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم القيادية، وإكسابهم القيم والسلوكيات التي تمارسها القيادات الإدارية الناجحة، وتعريفهم على التوجهات المستقبلية لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على القيادات الإدارية، وتطوير قدرات المشاركين في مجال تطوير الأداء المؤسسي، وعرض أفضل الممارسات والتجارب التي تسهم في تطوير الأداء الحكومي بالسلطنة.
وقال البيان بأن المشاركين سيتمكنون عبر هذا البرنامج من اكتساب درجة أفضل من المهارات فيما يتعلق بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الإنمائية الحكومية، وتشخيص ودراسة وتقييم القضايا الإدارية من خلال المشروع التطبيقي، ومهارات التعامل مع وسائل الإعلام. وسيتطرق البرنامج خلال أيامه إلى عدة محاور هامة منها التشريعات والقوانين (النظام الأساسي للدولة والتشريعات وقانون الخدمة المدنية، والقانون المالي والمناقصات، ورؤية عمان 2040 والخطط الخمسية)، بالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الأداء المؤسسي، ورأس المال البشري، وإدارة السمعة المؤسسية، ومتطلبات تحقيق الاستدامة، والحوكمة المؤسسية.
ورش عمل تطبيقية
كما سيتخلل البرنامج عدد من ورش العمل التطبيقية التي تركز على تطوير مهارات المشاركين في مجالات بناء القيادات الإدارية منها مهارات التعامل مع وسائل الإعلام، ومهارات العرض والتقديم، ومهارات الإبداع والابتكار المؤسسي، بالإضافة إلى ورشة عمل متخصصة في مجال دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الحكومية الإنمائية والتي سيتم من خلالها تقديم موضوعات حول الانسيابية الاستراتيجية وتقييم أفكار المشروعات الإنمائية، والممارسات الدولية في تقييم جدوى المشروعات الإنمائية، وعرض نماذج من دراسات جدوى اقتصادية إنمائية مقترحة بالسلطنة.
وسيعقد خلال فترة تنفيذ البرنامج ملتقى مهارات المستقبل الذي سيركز على موضوعات تتعلق بتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها على القطاع الحكومي من خلال التطرق إلى تطبيقات انترنت الأشياء، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والتوجهات المستقبلية للثورة الصناعية الرابعة وتطبيقها في القطاع الحكومي بالسلطنة.
كما سيتخلل البرنامج زيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات بهدف الاطلاع على اهم الممارسات الإدارية الناجحة وخدمات المتعاملين ونظم إدارة الموارد البشرية والجودة والتميز المؤسسي، كما سيتم عمل عدداً من اللقاءات مع شخصيات قيادية بالسلطنة لاستعراض تجاربهم في مجال قيادة المؤسسات واتخاذ القرارات والتمكين والتفويض وبناء الشراكات واستراتيجيات التطوير والتغيير. وأخيراً سيقوم المشاركون بإعداد المشروعات العملية من خلال تحديد قضايا وتحديات تواجه السلطنة في مجال التطوير الإداري، والبحث عن حلول مناسبة لعلاجها، وتحويل الحلول إلى مبادرات تطويرية وطنية يتم عرضها في نهاية البرنامج.
الجدير بالذكر أن المشاركين سيخضعون في بداية البرنامج إلى اختبار تحديد سمات الشخصية (اختبار السايكومتري) للتعرف على اتجاهاتهم وشخصياتهم، يليها عقد جلسات توجيه شخصي مع كل مشارك بناء على نتائج الاختبار وذلك بهدف تطوير قدراتهم وتعزيز مهاراتهم القيادية أثناء تنفيذ فعاليات البرنامج. ويأتي تنفيذ هذه البرامج في إطار الجهود التي تقوم بها وزارة الخدمة المدنية في تعزيز وتنمية مهارات وقدرات موظفي الجهاز الإداري للدولة في جميع المجالات بغية إكسابهم المزيد من المهارات الوظيفية للارتقاء بأداء الموظف وتطوير الأداء المؤسسي.