مبادرة "الحارة" لتجميل أحياء عمّان

مزاج الاثنين ٠٣/فبراير/٢٠٢٠ ١٤:٥١ م
مبادرة "الحارة"  لتجميل أحياء عمّان

أليسا بولر

يشرح محمد أبو عميرة، مؤسس مبادرة «حارة»، كيف عالجت هذه المبادرة المحلية القائمة على تجديد الأحياء في المملكة العديد من العلل الاجتماعية عبر تكوين المجتمعات والجمع بينها وتشجيع سكانها على العمل معًا لتحسين محيطهم.

قامت منظمة «الحارة» غير الحكومية، وهي تعني «حي»بالعربية، بتجديد خمسة أحياء حتى الآن في عمّان، بتوجيه من مؤسسها محمد أبو عميرة.

بعد سنوات عديدة من وجوده خارج الأردن، عاد الناشط الاجتماعي محمد أبو عميرة إلى موطنه في عام 2005. وساءته حالة الفوضى التي وجد عليها مجتمعه حيث الصناديق الخرسانية القبيحة والنفايات تملأ المكان فقرر العمل على إعادة إحياء منطقته.
يؤمن أبو عميرة أن النمو الهائل الذي شهدته عمان أثر سلبًا على طبيعة حياة «الحارة» التقليدية في الأردن، الذي يعاني جدًا لاحتواء الأعداد المتزايدة من اللاجئين الوافدين عبر الحدود.
ويرى أن: «هناك نظامًا طبقيًا قد نشأ، مما شجع على التفرقة وتدهور المجتمع».
يقول أبو عميرة إن نبأ تعرض جاره لإطلاق النار عقب شجار على موقف للسيارات هو ما حثه على البدء بالعمل.
«لقد أتتني الفكرة ببطء شديد. رأيت أن افتقار المنطقة إلى الأبنية الأنيقة لا يؤثر فقط على الشكل العام وإنما يخلق محيطًا سلبيًا للسكان أيضًا».
يقول مؤسس «الحارة» أن المناطق السكنية ذات البنية المتهالكة لا تفتقر إلى العملية فحسب بل تثير السخط وانعدام الأمان وقد تؤدي إلى العنف أيضًا.
ومنذ ذلك الحين قام أبو عميرة بوضع «خطة هوية» لمبادرة الحارة لتكون بمثابة دليل يسترشد به في سعيه نحو بث الحياة وتجديد الثقة في المجتمعات.
ترتكز الاستراتيجية التجديدية لمبادرة «الحارة»، التي تمولها المساعدات الأردنية، على الجوانب المادية والبيئية والتعليمية والاجتماعية - والتي يتم حشدها بعد ذلك في المجتمع.
استغرق أبو عميرة 12 عامًا لإتمام تجديد خمسة من أفقر أحياء العاصمة الأردنية، وهي: الأشرفية واليرموك وجبل الجوفة والنصر ومخيم الوحدات للاجئين.
تقرب مبادرة «الحارة» ما بين سكان الحي وتمكنهم من فهم وتطوير وتنفيذ مشاريع إعادة التأهيل التي تعالج مشاكلهم العامة.
ويرى أبو عميرة أن: «مشاريع الإصلاح تفضي في النهاية إلى تحسين الظروف المعيشية في الحي».
تستهدف مبادرة «الحارة» المجتمع نفسه وتعمل على التوضيح لأفراده كيف يسخرون قدراتهم لتغيير حياتهم وحياة أطفالهم وأوضاع أحيائهم. هذا الأمر يبدأ بإعادة بناء الحي، الأمر الذي قد يستغرق من 12 إلى 14 شهرًا. لكن الهدف الآخر لهذه المرحلة هو بناء شبكات اجتماعية في المجتمع الأردني.
تبدأ مبادرة «الحارة» بالإصلاح العمراني للمنطقة، بما يقتضيه ذلك من ترميم الجدران والشوارع وإضافة أرقام العناوين إلى المنازل وجمع القمامة.
كما وأفضت عملية الإصلاح إلى إنشاء رابطات الأحياء ونشوء مشاريع إعادة التدوير وتوفير الطاقة أو استحداث طرق جديدة لإدرار الدخل.
يقول أبو عميرة: «تستند المنهجية إلى مبدأ المشاركة المجتمعية الذي يطلق العنان للتفكير والطاقة الإبداعيين للسكان. إن أنشطة مبادرة «حارة» مصممة لتعزيز الشعور المسؤولية والملكية الجماعية».
ويضيف رائد الأعمال الاجتماعية أن فوائد برامج مبادرة حارة قد كانت ملموسة. «فقد وفرت البرامج الدافع الأولي والقيادة اللازمة لإلهام التغيير داخل كل مجتمع مستهدف.
«كما عززت أيضًا الإدراك والتفاعل مع العمليات الاجتماعية والسلوكية والتنوع الثقافي والاقتصادي».
يقول أبو عميرة إن استعادة المساحة العامة ساعد في الحد من العنف، وايجاد صوتًا مجتمعيًا وعزز الترابط الاجتماعي والمرونة بين المجتمعات.
ويضيف: «كان بث الإحساس بالملكية الجماعية لدى السكان هو أكبر التحديات التي واجهتنا، لكننا نجحنا في خلق صوت لمبادرة «الحارة» لمعالجة القضايا التي تشكل واقعنا ومستقبلنا والتأثير بها في كافة الجوانب».