مسقط - الشبيبة
شهدت أنشطة البحث العلمي والابتكار التي يقودها مجلس البحث العلمي تطورا متناميا في السنوات الفائته وذلك بفضل التوجيهات السامية للغفور له بإذن الله تعالى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - الذي كان يؤكد على أهمية الاعتماد على البحث العلمي والابتكار في دفع عجلة التنمية وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.
ويعد مشروع إعداد الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير (2020-2040) من أبرز الجهود الحالية بمجلس البحث العلمي، بهدف إعداد استراتيجية تتناغم مع رؤية عمان2040، وذلك امتدادا للاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي (2008 -2020) حيث يعقد مشروع الاستراتيجية في منتصف ديسمبر القادم الندوة الوطنية للاستراتيجية، وذلك بعد الاستفادة من مخرجات حلقة العمل الأولى في شهر ابريل2019، وحلقة العمل الثانية في شهر سبتمبر2019 التي شهدت مشاركة مجتمعية واسعة، بالإضافة الى مجموعة الحلقات التحضيرية ولقاءات الاستراتيجية واجتماعات متخذي القرار وحوارات الشباب في مختلف المحافظات بالسلطنة، حيث يسعى المجلس إلى الاستفادة من خبرات وآراء كافة الشركاء من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمهتمين من عموم المجتمع في إعداد هذه الاستراتيجية.
وفي إطار دعمه المباشر للأنشطة البحثية فقد مول المجلس (21) مؤسسة أكاديمية وبحثية بمبلغ مليون و200 ألف ريال ضمن برنامج دعم البحوث، كما بلغ العدد الإجمالي للبحوث الطلابية الممولة (420) مشروعا بحثيا طلابي.
ربط القطاع البحثي بالقطاع الصناعي
وبهدف ربط القطاع الأكاديمي بالقطاع الخاص وعلى وجه الخصوص قطاع النفط والغاز والطاقة، تعمل إيجاد على توفير منصة لعرض تحديات القطاع الصناعي أمام القطاع الأكاديمي لتقديم حلول علمية من المؤسسات الأكاديمية المحلية، وفي المقابل تعرض مشاريع القطاع الأكاديمي وإمكانياته البحثية أمام القطاع الصناعي للاستفادة منها في تطوير العملية الانتاجية، وقد تم حتى عام 2019م توقيع (15) مشروعا بحثيا ممولا من القطاع الخاص عن طريق الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والخاص، فيما بلغ عدد الموقعين على البروتوكول (49) مؤسسة وجهة بحثية حتى الآن، كما تم ضمن منتدى قادة إيجاد الثاني توقيع احدى عشرة مذكرة تعاون مشترك وتفاهم بين بعض الشركاء في مؤسسة إيجاد من القطاعين الصناعي والأكاديمي.
وتسعى إيجاد إلى تحقيق شراكة متكاملة ومستدامة في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار بين القطاعات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص الصناعية والأكاديمية، وتقدم منظومة من الخدمات المتخصصة لكافة أعضائها.
9 شركات ناشئة محتضنة ضمن برنامج تحويل مشاريع التخرج
من جانب آخر واصل برنامج تحويل مشاريع التخرج في مجالات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة جهوده في نسخته الثالثة والتي تم الإعلان عن الفائزين فيها بالاحتضان والدعم في شهر سبتمبر 2019م، حيث استقبل البرنامج مشاريع التخرج من مختلف الجامعات والكليات بالسلطنة ضمن مجالات الثورة الصناعية الرابعة، وهي: أنترنت الأشياء، وأمن المعلومات، والبيانات والكتل الضخمة، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، كما واصل البرنامج احتضانه للمشاريع الستة الفائزة في النسخة الأولى والثانية بهدف التعرف على نموذج إدارة الشركات الناشئة، وإدارة رأس المال الاستثماري والاحتكاك بالشركات العالمية للاطلاع على تجاربها الناجحة.
البحث والابتكار في مجال المياه
وفي مجال تشجيع البحث والابتكار في مجال المياه، نظم البرنامج الاستراتيجي لبحوث المياه في العام 2019م الدورة الثالثة من جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه تم خلالها تكريم عشرة مشاريع بحثية وابتكارية، كما أعلن المجلس عن فتح باب التسجيل الإلكتروني لتحدي عمان لتطوير أنظمة التحلية الفردية لحالات الكوارث الإنسانية، وهي مبادرة علمية دولية في مجال أبحاث المياه، بهدف ابتكار جهاز صغير محمول يتمتّع بتقنية عالية الجودة وبسعر رمزي لاستخدامه من قبل الأفراد في حالات الكوارث الإنسانية.
كما أعلن البرنامج عن إطلاق جائزة صلالة للمياه والصرف الصحي بالتعاون مع شركة صلالة لخدمات الصرف الصحي لتبحث عن حلول للتحديات في الصرف الصحي والمياه، ومعالجة المشاكل المتعلقة بها على مستوى السلطنة، إلى جانب ذلك لا يزال التسجيل مستمرا إلى نهاية شهر ديسمبر القادم في الدورة الرابعة من جائزة البحوث والابتكار في مجال المياه التي ينظمها المجلس ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
مشروعات بحثية في التراث العماني
من جهة أخرى أعلن البرنامج البحثي للتراث الثقافي العماني عن فتح باب التقدم للمنافسة البحثية في مشروع (الحكايات والأساطير العمانية المرتبطة بالأمكنة) للباحثين والجامعات والكليات والمراكز العلمية، وشملت مجالات الدراسات البحثية، مجالين اثنين، وهما: مشروع جمع وتوثيق الحكايات والأساطير العمانية المرتبطة بالأمكنة في محافظة الداخلية ومحافظة ظفار، أما المجال الثاني، فهو الدراسة التطبيقية لمشروع جمع وتوثيق الحكايات والأساطير العمانية المرتبطة بالأمكنة في محافظة شمال الباطنة، إلى جانب تنظيم ندوة عن التراث القافي والتنمية المستدامة بمشاركة محلية واسعة من الباحثين والمهتمين.
نشر ثقافة ترشي الطاقة في المدارس
وتعد مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية في المدارس من أبرز جهود البرنامج البحثي الاستراتيجي لبحوث الطاقات المتجددة، وجاءت كإحدى المبادرات التي ينفذها مجلس البحث العلمي بدعم من المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف غرس مفاهيم المحافظة على الطاقة الكهربائية، وترشيد استهلاك الكهرباء لدى طلاب المدارس، وبث ثقافة الترشيد والمحافظة على الطاقة، وذلك عن طريق التركيز على التوعية وتغيير السلوكيات من خلال مجموعة من المحاضرات وورش التوعية داخل المدرسة وخارجها في المجتمع المحلي للوصول لأكبر شريحة من المجتمع، وتوضيح أفضل الممارسات التي يمكن من خلالها توفير الطاقة الكهربائية في المدارس المشاركة، حيث سيكون التنافس على تحقيق أكبر معدل في توفير استهلاك الطاقة من خلال مقارنة فواتير الكهرباء للمدارس المشاركة مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث بدأ تنفيذ المسابقة خلال شهر مارس2019م، وشملت 30 مدرسة في بعض المحافظات التعليمية، ويقام حفل ختام المسابقة وتكريم المدارس الفائزة في تاريخ 24 نوفمبر2019م.
بناء الروابط البحثية
كما يستعد مجلس البحث العلمي في شهر ديسمبر القادم لتنظيم الملتقى السنوي للباحثين في دورته السادسة، وهو أهم تظاهرة علمية سنوية ينظمها المجلس من أجل توفير بيئة محفزة للباحثين لتبادل الخبرات ونقل المعرفة وبناء الروابط البحثية، حيث يتم خلال الملتقى مناقشة وطرح مجموعة من الموضوعات البحثية، بمشاركة الباحثين والمختصين من مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية والخاصة، ويشهد الملتقى كذلك إعلان الباحثين الفائزين في الدورة السادسة من الجائزة الوطنية للبحث العلمي عبر تكريم (12) مشروعا بحثي في قطاعات المجلس الستة لحملة الدكتوراه، والباحثين الناشئين (من غير حملة الدكتوراه)، إلى جانب تكريم أفضل ستة بحوث في برنامج دعم بحوث الطلاب، وتعتبر الجائزة الوطنية للبحث العلمي من أهم الفعاليات التي ينفذها المجلس لتوفير البيئة المحفزة للباحثين وبناء الروابط البحثية بينهم تحقيقا للأهداف الاستراتيجية للبحث العلمي.
خدمات متنوعة للمجتمع البحثي عبر شبكة اومرين
وحققت الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم OMREN تضاعفا في عدد الأعضاء في عام 2019 بنسبة 90 %، إلى جانب في المشاركة والتنظيم لعدد 23 فعالية مختلفة وحلقات عمل محليا وعالميا، وبلغ عدد الجامعات التي تم توصيلها بالشبكة 90 %، ووصل عدد الباحثين المتصلون بالشبكة إلى 87 %، بينما بلغت نسبة الطلبة المتصلون بالشبكة 80 %.
حيث تعد شبكة أومرين إحدى الركائز المهمة ضمن البنية الاساسية للبحث العلمي والابتكار والتعليم، وتقوم فكرة المشروع على إنشاء شبكة إلكترونية عالية السرعة والكفاءة، تربط الجهات البحثية والأكاديمية، تساعد على تطوير مستوى وكفاءة التعلم والبحث والتواصل الالكتروني، سعيا من مجلس البحث العلمي لتوفير الدعم التقني لكل الباحثين بأعلى صورة ممكنة.
4 مشروعات تستثمر الموارد الوراثية المحلية
من جانبه، نفذ مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ماراثون أفكار التنوع الإحيائي «منافع» في سبتمبر2019، والذي توج بإعلان فوز أربعة مشاريع ابتكارية في مجالات الموارد الوراثية العمانية، وهي مشروع نييم لاين، وهو عن انتاج الزيت من بذور شجرة النيم، ومشروع الميسم وهو مشروع انتاج سائل غسيل ثياب طبيعي من أحد الأشجار البرية في السلطنة، ومشروع بالامدف، وهو مشروع انتاج الالواح خشبية (ام دي اف) من مخلفات النخيل، ومشروع منّة، وهو تصنيع أكياس شاي من نبات الخيار المر كمكملات غذائية مفيدة لمرضى السكري، وشارك فيه 56 مشاركا، وهدف إلى تحفيز الابتكار والتطوير، وتشجيع رأس المال البشري في السلطنة، واستقطاب المواهب الشابة للمشاركة في مجال تسخير الموارد الوراثية النباتية الحيوانية كمنتجات قابلة للتسويق.
كما دشن المركز التطبيق الذكي الخاص بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية وهو تطبيق (تجميع)، والذي يتبع نهجا جديدًا في توثيق وصون التنوع الأحيائي للسلطنة، ويسمح هذا التطبيق للجميع بتحميل ومشاركة مشاهداتهم للنباتات، والحيوانات، والحياة البحرية في السلطنة، كما يهدف إلى توثيق وصون كنوز التنوع الاحيائي لسلطنة عمان، من خلال إتاحة الفرصة امام الجميع لتوثيق ومشاركة مشاهدات الكائنات، وتوفير محرك بحث للأنواع المحلية الحية، واستكشاف المكنونات المذهلة للبيئة المحيطة بها.
مركز للنمذجة
وعلى صعيد التطورات في مجمع الابتكار مسقط، وقع المجمع اتفاقية إدارة وتشغيل مركز صناع عمان (مركز النمذجة) بالتعاون مع الهيئة العمانية للشراكة والتخصيص، عبر إيجاد تعاون وشراكة بين شركة إنكاتا المتخصصة في تطوير المنتجات، وشركة ركاز وهي شركة متخصصة في مجال التعليم.، حيث يركز مركز النمذجة الذي يحتوي على (98) آلة ومعدة على تطوير المنتجات بتوظيف التعليم والمعرفة، وخدمة كافة فئات المجتمع، عبر دعم الأفكار القابلة للتنفيذ واحتضانها في المراحل الابتدائية وهي لا تزال في طور الفكرة للخروج بفكرة وتحويلها إلى منتج أو شركة. ومن بين أهم أهداف المركز نقل المعرفة من القطاع الأكاديمي إلى القطاع ومن المتوقع افتتاحه رسميا في شهر نوفمبر الجاري. وسيعمل المركز على ظهور شركات ناشئة وصغيرة متوسطة قائمة على المعرفة والمساهمة في توفير فرص عمل نوعية مساهمة في دعم الاقتصاد المعرفي، فالمركز بمثابة محرك ونواة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
كما تم توقيع مذكرة تعاون فني وإشرافي لإطلاق برنامج «شعلة جلاس بوينت للابتكار» لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال الابتكار في قطاعات المياه والطاقة المتجددة.
من جانب آخر واصل فريق الاستراتيجية الوطنية للابتكار في العام 2019م بالتعاون مع الجهات المعنية جهوده من خلال مناقشة مبادرات الاستراتيجية مع مختلف الجهات بهدف تكامل الجهود لتنفيذ المبادرات وتبني المؤشرات بما يحقق رؤية الاستراتيجية بأن تكون السلطنة ضمن أعلى (20) دولة قائدة للابتكار في العام 2040م.