دروس من النهج السامي

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٣٠/يناير/٢٠٢٠ ١٢:٣٩ م
دروس من النهج السامي

عيسي المسعودي

على مدار خمسين عاماً منذ انطلاقة مسيرة النهضة العمانية المباركة بقيادة المغفور له حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيب الله ثراه- ونحن نتعلم ونستفيد من النهج السامي في القيادة والحكمة التي تميز بها جلالته في كيفية التعامل مع مختلف المواضيع والظروف سواء على المستوى المحلي او الخارجي فقد كانت الامور واضحة منذ اليوم الاول لهذه المسيرة الناجحة التي تميزت بالثبات في المواقف والرؤى فنجحت بشهادة الجميع في بناء الدولة العصرية وقبل ذلك بناء الانسان وهو اعظم بناء وهدف يمكن تحقيقه فمن يشاهد عمان اليوم ويقارنها بالامس يفخر بكل ماتحقق في مسيرة النهضة المباركة من تقدم وانجازات شملت كافة المجالات ، ولعلنا اليوم عندما نتحدث عن هذه النهضة العمانية نتحدث ايضا عن الدروس التي يمكن ان نستفيد منها في حياتنا واعمالنا وكافة الخطوات التي نقوم بها فهذه المسيرة هي تجربة فريدة ونموذج واقعي لمن اراد تحقيق النجاح في حياته فكل ماعلينا ان نستفيد من هذه الدروس ونحاول تطبيقها في حياتنا وعلى كافة المستويات .

ان مسيرة النهضة العمانية المباركة شكلت مدرسة حقيقية كان معلمها الاول هو جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه فهناك العديد من الدروس التي يمكننا ان نتعلمها من هذه المدرسة النموذجية ولايمكننا في مقال واحد ان نختزل او نذكر كافة هذه الدروس ولكن الايام كفيلة ونحن نعيد شريط ذكريات النهضة ان تعلمنا الكثير من هذه الدروس سواء لنا او للاجيال المقبلة ولعل من اهم الدروس في النهج السامي الذي يجب علينا تعلمه هو ان كل انسان في هذه الحياة يجب ان يحدد له اهدافا معينة ويرسم لنفسه خارطة طريق يسيرعليها لتحقيق هذه الاهداف فبدون الاهداف لايمكن تحقيق شيء وبالتالي فإن جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه ومنذ اليوم الاول حدد للمسيرة ولنفسه شخصياً اهدافا معينة وحدد ايضا اولويات لهذه الاهداف مع تحديد الفترة الزمنية لتحقيق هذه الاهداف فكان واضحاً ان هناك اهدافا سامية خطط لها جلالته لتحقيقها ومن اهمها بناء عمان كدولة عصرية وبناء الانسان العماني فعمل طوال السنوات الفائتة لتحقيق هذا الهدف والذي والحمد لله تحقق من خلال خطط وعمل متواصل واستراتيجيات شملت كافة المجالات والقطاعات فبدون تحديد الاهداف الرئيسية والتخطيط السليم والرؤية الواضحة لما تحققت هذه الانجازات حيث يشيد الجميع اليوم بكل ماتحقق على ارض السلطنة وبكل الاعمال والخطوات التي تم تنفيذها لتحقيق هذا الهدف .

اما الدرس الثاني في النهج السامي هو ان علينا اعداد خطة عمل لتحقيق الاهداف المحددة وان تكون هذه الخطة واقعية وواضحة وقابلة للتطبيق تراعي كافة العناصر التي يجب ان تتوفر لتحقيق الاهداف من حيث معرفة امكانياتنا ومواردنا وان تكون متوافقة بشكل كبير مع الانفاق على تنفيذ المشاريع والاعمال المحددة في الخطة اضافة الي فريق العمل الذي سيقوم بتنفيذ هذه الخطة واختيارهذا الفريق بشكل جيد يضمن وجود الكفاءات التي تساهم في تنفيذ وانجاح الخطط المعتمدة مع التأكيد على المراجعة المستمرة بين فترة واخرى لاداء فريق العمل وهو مايسمى بقياس الاداء ومتابعة تنفيذ الخطط التي تم اعتمادها لذلك كانت مسيرة النهضة العمانية تشهد اعتماد الخطط الخمسية وتحديد اهدافها وابرز المشاريع التي تنوى السلطنة تنفيذها مع المتابعة السامية من السلطان الراحل لكافة تفاصيل هذه الخطط والتي والحمدلله نجحت طوال السنوات الفائتة في انجاز العديد من المشاريع التنموية في الصحة والتعليم والطرق والاتصالات والنفط والغاز والمشاريع الخدمية والمجتمعية وغيرها من القطاعات والمجالات فكان مولانا الراحل طيب الله ثراه يحرص على المتابعة المستمرة بنفسه ويصدر توجيهاته السامية في كافة الامور المتعلقة بضمان انجاح الخطط الخمسية وهذا النهج السامي الذي كان يقوم به جلالتة وهو نهج سليم حقق تقدم ونتائج ايجابية علينا جميعاً ان نطبقه ليس فقط على مستوى الدولة وانما على مستوى حياتنا الفردية والعائلية فالانسان يحتاج الي تحديد اهدافة في هذه الحياة ويضع لهذه الاهداف خطط لكي يحققها فبدون هذه الامور تكون حياتنا عشوائية ومبنية على الصدف والاحتمالات فاليوم نجد ان النهج السامي خطط ونفذ لازدهار وتقدم البلد منذ اليوم الاول لمسيرة النهضة العمانية فكان الانجاز الذي يشبة الاعجاز ليس هذا فقط بل كانت حكمة ورؤية جلالته طيب الله ثراه تخطط لابعد من ذلك من خلال التفكير والتخطيط للمرحلة المقبلة من مسيرة النهضة العمانية بهدف الحرص على استمرارها فكانت كل الامور واضحة ومخطط لها في حياة السلطان الراحل فسارت الامور كما شاهدها الجميع واشاد بها.
كما ذكرت في مقدمة المقال هناك العديد من الدروس المستفادة من النهج السامي ومن مسيرتنا الظافرة والتي لايمكن حصرها في مقال واحد وبلاشك مع الايام سنستفيد منها لحياة افضل لبلدنا عمان ومستقبلها الزاهر ان شاء الله فعلينا ان نقتدي بسيرة جلالة السلطان الراحل وبالاثر العظيم الذي تركه لنا وللاجيال المقبلة فالحكمة كانت احدى اهم العناصر والصفات التي كانت تميز عمل وحياة السلطان الراحل والتي والحمد لله ساهمت وبشكل كبير في انجاح مسيرة النهضة العمانية وبناء عمان كدولة عصرية يشيد بها الجميع فرحم الله وغفر لسلطاننا الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وجزاه الله عنا كل خير .

Ias1919@hotmail.com

عيسى المسعودي